الأحد 13 ديسمبر 2020 / 12:54

منابر التحريض القطرية تعرقل المصالحة الخليجية

24 - أحمد إسكندر

بات غير مستغرب على نظام الحمدين في الدوحة استخدام "التقية" في كل ما يصدر عنه من أقوال وحتى أفعال وأصبح هذا الأسلوب قاعدة من قواعد التعامل يحمل في ظاهره المحبة والطيبة والسلام ويضمر خلفها الكراهية والتحريض على الفرقة وشق وحدة الصف الخليجي أولاً والعربي ثانياً.

التحريض الإعلامي القطري محاولة للتنصل من الالتزامات التي ستترتب على قطر في حال المضي في ملف المصالحة الخليجية

أعدت الدوحة "وجبات إعلامية" تضمر الكراهية والعداء بثت عبر جميع الوسائل القطرية أو التي تدعمها تهاجم دول الرباعي العربي (الإمارات، السعودية، مصر، البحرين) التي قطعت علاقتها مع الدوحة بسبب دعمها للإرهاب وتحريضها عليه بالأموال والأسلحة وشواهد ذلك كثيرة عاصرتها دول عربية من تونس إلى سوريا حصدت في طريقها مئات الآلاف من القتلى والجرحى ودمرت دولاً باكملها.

"منابر التحريض"
الأذرع الإعلامية القطرية كثفت حملتها التحريضية لبث خطاب الفتنة تجاه دول "الرباعي" وبخاصة الإمارات ومصر، ما أعاد مجدداً أحقية وصوابية ما طرحته دول الرباعي العربي بشأن ضرورة إغلاق "منابر التحريض" التي تدعمها قطر كواحد من أهم شروط عودة العلاقات مع النظام القطري.

الرد القطري على التحرك الكويتي والخطوات الحثيثة لأميرها الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، من أجل تجاوز الأزمة الخليجية، كان كالعادة بالترحيب الرسمي من جهة، والاستمرار في كل ما من شأنه عرقلة هذه الجهود من جهة أخرى، بحسب ما ذكرت صحيفة "العرب" اللندنية.

ويفسر محللون للصحيفة الموقف القطري بأنه "محاولة للتنصل" من الالتزامات التي ستترتب على قطر في حال المضي في ملف المصالحة الخليجية، خاصة ارتباط النظام القطري بالموقفين التركي والإيراني، حيث تخشى قطر ألا تفي بمتطلبات شراكتها الاستراتيجية مع حليفها أردوغان، خاصة بعد أن وصلت الشراكة بينهما حد تقديم التزامات أمنية وعسكرية واقتصادية، مقابل إيهام أردوغان لقطر بأنه قادر على حمايتها.

وأشارت الصحيفة إلى انه ليس من المستغرب لجوء الدوحة إلى تشديد الهجوم الإعلامي ضد السعودية، في الوقت الذي يدّعي فيه المسؤولون القطريون الاستعداد إلى المصالحة وإنهاء الأزمة مع الدول الخليجية، التي بدأت في 2017 ومنذ ذلك الحين، لم تبد الدوحة تراجعاً عن مواقفها وسياستها المناقضة للصف الخليجي، والاصطفاف إلى جانب الدول المناوئة للخليج.

حملة ممنهجة
ويترافق هجوم الإعلام القطري ضد الرباعي العربي مع حملة ممنهجة لمحاولة شق الصف في دول المقاطعة.

واستأنف الإعلام القطري جهوده لمهاجمة الإمارات ودورها في اليمن، والقيام بحملة تشويه ضدها عبر شخصيات إسلامية وغير إسلامية خلال الأيام الماضية معروفة بعدائها لأبوظبي، ووقوفها إلى جانب تركيا وإيران.

واستهدفت قناة الجزيرة كلاً من السعودية والإمارات، من خلال برامج متعددة منها "ما خفي أعظم" أو "المَهرة.. النوايا المبيتة" الذي بُث تزامناً مع المساعي الأخيرة لإتمام المصالحة وادعت فيه الدوحة وجود خطط سعودية للاستحواذ على محافظة المَهرة جنوب اليمن، "بهدف تأمين منفذ للسعودية على بحر العرب"!.

وزعمت أن التحالف العربي بقيادة السعودية، يهدف للسيطرة على المحافظة تحت شعار استعادة الشرعية في اليمن، في حملة واضحة الأهداف لتشويه الدور السعودي والإماراتي الإنساني في اليمن.

ودأبت وسائل الإعلام القطرية الرسمية أو الممولة من نظام الحمدين إلى اختيار شخصيات معروفة بعدائها للرياض وأبوظبي والقاهرة للاستشهاد بأقوالهم، وسرد معلومات عن وقائع لا يوجد عليها دليل أو إثبات، بل مجرد تكهنات ومزاعم وآراء تخص أصحابها.

المال القطري
ولم تقتصر حملة الدوحة الإعلامية ضد الرباعي العربي، على المنابر التابعة لها مباشرة كالجزيرة ووسائل الإعلام والصحف المحلية، لكنها امتدت بعيداً إلى الإعلام الأجنبي وهو ما كشفته وسائل إعلام دولية.

وذكرت مجلة "كونسيرفيتف ريفيو" أن أربعة من المحللين في شبكة "سي.أن.أن" الإخبارية الأمريكية تورطوا في مال النظام القطري، ودافعوا بشراسة عن قضاياه، وهاجموا عدداً من الدول، بينها السعودية بإيعاز من مموليهم القطريين.

وأوضحت أن هناك 4 أشخاص، اثنان منهم يعملان بدوام كامل، يقومون بالدعاية لقطر، ولا يمكن للمشاهد العادي اكتشاف ذلك، من بينهم علي صوفان، الذي شارك بشكل أساسي في إعداد فيلم وثائقي ضد السعودية، وهو المدير التنفيذي لأكاديمية قطر الدولية للدراسات الأمنية "Q.I.A.S.S"، ومقرها في الدوحة بتمويل من النظام القطري.