الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن  (أرشيف)
الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن (أرشيف)
الإثنين 14 ديسمبر 2020 / 15:36

كبار الناخبين يصوتون لتأكيد فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية

يصوت أعضاء الهيئة الناخبة الأمريكية الإثنين، لتاكيد فوز جو بايدن رسميا برئاسة الولايات المتحدة، في إجراء شكليّ في الظروف العادية، غير أنه يتخذ هذه السنة بعداً استثنائياً إذ لا يزال دونالد ترامب يرفض الاعتراف بهزيمته.

وصادقت الولايات الأمريكية الخمسين ومقاطعة كولومبيا على نتائج انتخابات 3 نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، وفاز المرشح الديموقراطي بـ 81.3 مليون صوت أو ما يعادل 51.3% من الأصوات، مقابل 74.2 مليون صوت أي 46.8%للرئيس الجمهوري.

لكن الولايات المتحدة تختار رئيسها بالاقتراع العام غير المباشر، إذ تمنح كل ولاية أصوات ناخبيها في الهيئة الناخبة، الذين تحدّد أعدادهم نسبة إلى التعداد السكاني، للمرشح الذي فاز بالتصويت الشعبي في الولاية.

وتؤكد النتائج فوز بايدن بسهولة، بحصوله على أصوات 306 أعضاء من أصل 538 في الهيئة الناخبة، مقابل 232 لترامب، مع العلم أن الفوز يُحسم للذي يحصل على 270 صوتًا.

يجتمع أعضاء الهيئة الناخبة الإثنين، لإضفاء الطابع الرسمي على الاقتراع، لكن كبار الناخبين يجتمعون بشكل منفصل في كل ولاية.

ويلقي بايدن بعد ذلك خطاباً في المساء للاحتفال بآخر تأكيد لفوزه، والإشادة بـ"قوة وصمود" الديموقراطية الأمريكية، في ضربة واضحة لموقف ترامب غير المسبوق.

وكبار الناخبين، هم مسؤولون سياسيون محليون، أو نشطاء أو شخصيات، من المجتمع المدني، أو أصدقاء المرشحين.

ومعظمهم مجهول من الجمهور الواسع، رغم مشاركة شخصيات وطنية في بعض الأحيان مثل هيلاري كلينتون التي خسرت أمام ترامب في انتخابات 2016، لكنها ستصوت الإثنين في نيويورك لتأكيد فوز الرئيس المنتخب بايدن ونائبه المنتخبة كامالا هاريس.

ورغم أن بعض "الناخبين غير المخلصين" أدلوا في السنوات الماضية، بأصواتهم لغير المرشح الفائز في ولاياتهم، إلا أن عددهم لم يكن يوماً كافياً لتغيير نتيجة الانتخابات.

لذا من المتوقع أن يصبح فوز بايدن رسمياً وبصورة نهائية الإثنين.

لكن ترامب، الذي لا يزال الشاغل القانوني للبيت الأبيض حتى 20 يناير (كانون الثاني)، استمر في إطلاق مزاعم بأن اقتراع نوفمبر (تشرين الثاني) كان "أكثر الانتخابات تزويراً في تاريخ الولايات المتحدة"، كما غرد مرة أخرى الأحد.

وأضاف "كيف تؤكد الولايات والسياسيون انتخابات وُثق فيها فساد ومخالفات؟".

لكن الواقع أن فريقه لم يتمكن من توثيق أي تزوير واسع النطاق، وردت المحاكم الطعون التي قدمها في عشرات الدعاوى إلى عشرات القضاة.

وفي إهانة أخيرة، رفضت المحكمة العليا الأمريكية الجمعة، رغم أنها ذات غالبية محافظة ضمنها ثلاثة قضاة عينهم ترامب نفسه، النظر في طعن من سلطات ولاية تكساس، وآخر قدمه جمهوريون أيضاً، لإلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية في عدد من الولايات.

وتحظى مزاعم ترامب عن التزوير بدعم عدد كبير من أعضاء الكونغرس الجمهوريين.

وقد يكون بعضهم على استعداد أخيراً للاعتراف بفوز بايدن بعد مصادقة الهيئة الناخبة عليه.

لكن استطلاعات للرأي تظهر أن ناخباً جمهورياً فقط من كل أربعة يقبل نتائج الانتخابات، لذلك فإن من غير المتوقع أن يستسلم ترامب في أي وقت قريب.

وكتب ترامب على تويتر "بدأنا القتال للتو!!!".

وفي نهاية الأسبوع الماضي، عندما سُئل على قناة فوكس نيوز عما إذا كان سيحضر حفل تنصيب بايدن في 20 يناير(كانون الثاني)، عملاً بالبروتوكول وبقرون من التقاليد، قال ترامب: "لا أريد التحدث عن ذلك".

وقد يسعى الرئيس إلى استخدام الانتقال المعقد والطويل لمحاولة أخيرة لإلغاء النتيجة، إذ يعتزم بعض حلفائه الجمهوريين في الكونغرس الطعن في النتائج في 6 يناير (كانون الثاني) حين يصادق الكونغرس رسمياً على نتائج تصويت الهيئة الناخبة.

غير أن مثل هذه المناورة لا تحظى عملياً بأي فرصة للنجاح.

لكن تصدي ترامب للنتائج مراراً وتكراراً رغم تأكيدها مرة بعد مرّة، سيضعه حتماً أمام تحد هائل في بلد منقسم أكثر من أي وقت مضى.