الملياردير الصيني ومؤسس علي بابا جاك ما (أرشيف)
الملياردير الصيني ومؤسس علي بابا جاك ما (أرشيف)
الخميس 24 ديسمبر 2020 / 18:49

جاك ما... من قمة النجاح إلى دوامة المشاكل

بات أشهر رجل أعمال في الصين ورمز العصامية في نظر مواطنيه، جاك ما، يواجه اليوم نقمة السلطات الصينية التي تبدو مصممة على قطع الطريق عليه.

وكان الأستاذ السابق للانجليزية الذي تقاعد رسميا من مجموعة "علي بابا" العملاقة للبيع بالتجزئة على الإنترنت في العام الماضي، يأمل أن تتخطى ثروته 70 مليار دولار مع طرح مجموعة "آنت" الأولى عالميا للدفع على الانترنت، في بورصتي هونغ كونغ، وشنغهاي.

والثلاثاء، أعلنت سلطات الوصاية تعليق العملية وقيمتها 34.4 مليار دولار، لقلقها من أنشطتها في  الدفع الالكتروني. لتوجه ضربة قاسية إلى جاك ما، 56 عاما، المساهم الأول في المجموعة التابعة لعلي بابا.

وفي الساعات الماضية تراجع سهم علي بابا في بورصتي وول ستريت وهونغ كونغ، مهدداً بخسارته لقب صاحب أكبر ثروة في الصين وفقا لترتيب وكالة بلومبرغ للتصنيف الائتماني.

وشكل ذلك ضربة للملياردير الذي ساهم في تحول الصينيين للشراء عبر الانترنت بتأسيس "علي بابا" في 1999.

ويسرد الاعلام الصيني بداياته، اذ نشأ في اسرة فقيرة، وبالكاد كان يستطيع والده تأمين حاجاتها ولم يكن متفوقا في دراساته، وعمل في وظائف بسيطة إلى أن أسس علي بابا من شقة في هانغزو، شرق، بـ60 الف دولار اقترضها من أصدقاء.

وقرر جاك ما التوقف عن التعلم في الجامعة، بعد أن اكتشف الانترنت في زيارة للولايات المتحدة، واستغل فكرةبيع الشركات منتجاتها إلكترونيا.

كما أدرك على الفور الامكانات الهائلة للهواتف الذكية، ومع خدمته "علي بلاي" كان أول من قدم خدمة الدفع الالكتروني على هذه الهواتف.

وقال لشبكة "سي ان ان": "المرة الأولى التي استخدمت فيها الانترنت كتبت على لوحة المفاتيح وقلت لنفسي: هذا شيء سيغير العالم والصين".

وفي 2006 أرغم تشغيل منصة علي بابا الالكترونية، مجموعة "اي باي" الأمريكية على الانسحاب من السوق الصينية ما فتح الباب واسعا أمام منافستها.

وأطوار جاك ما، الذي يقارن أحيانا بكائن فضائي، تبرز في العالم الرتيب للمقاولين الصينيين، ففي 2017 صعد على خشبة المسرح متنكرا بزي مايكل جاكسون في حفل أقامته مؤسسته.

ورغم ذلك فهو عضو في الحزب الشيوعي الصيني الحاكم.

من دافوس إلى وول ستريت، قابل كبار شخصيات العالم ووعد دونالد ترامب بإحداث مليون وظيفة في الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) 2017 عندما كان الملياردير الأمريكي يستعد لدخول البيت الأبيض.

لكنه أخلف لاحقا عن وعده متذرعا بالحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأمريكي على بلاده.

وفي سبتمبر (أيلول) 2018 أعلن جاك ما تقاعده في 2019 في عيد ميلاده الـ55، وأنه ينوي تخصيص وقته للأعمال الخيرية في مجال التربية على غرار مثله الأعلى مؤسس مايكروسوفت بيل غيتس.

وأكسبته نجاحاته الواسعة عداوات في الأوساط القيادية للنظام الشيوعي، ما قد يفسر القرار الذي اتخذته الثلاثاء السلطات الناظمة.

وعلى جاك ما ربما إعادة النظر في مدونة السلوك التي عرضها في منتدى دافوس في 2017 عندما قال: "تكمن فلسفتي في أن أعشق السلطة لكن دون أن أصل إلى حد الارتباط بها".

Alibaba
EBAY
MICROSOFT