أعلام دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (أرشيف)
أعلام دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية (أرشيف)
الأربعاء 30 ديسمبر 2020 / 16:41

قمة المصالحة .. فهل تلتزم قطر بالمصارحة؟

في ظل ظروف استثنائية يمر بها العالم أجمع بسبب جائحة كورونا، وبسبب ما يمر به الشرق الأوسط من جائحة الحروب، والإقتتال الداخلي، تستضيف الرياض عاصمة السعودية يوم الخامس من يناير (كانون الثاني) المقبل، القمة الحادية والأربعين لمجلس التعاون الخليجي، ما يعكس دور المملكة في حماية البيت الخليجي، ويؤكد أهية تكاتف دول وشعوب الخليج، لمواجهت تربص بعض القوى الإقليمية باستقرارها.

إن وحدة دول الخليج وتضامنها ضرورة وليست ترفاً، وهو الهدف التى طالما ركزت عليه السعودية، وما  سعت له أيضاً الإمارات منذ عهد حكيم العرب الشيخ زايد طيب الله ثراه وإلى اليوم، كما تعكسه دبلوماسيتها الناجحة، خاصة بعد ما شهدته المنطقة من اضطرابات وفوضى منذ 2011.

وفي ظل جهود دولة الكويت وسلطنة عمان لإنهاء مقاطعة الرباعي العربي المناهضة للإرهاب الذي يضم السعودية، والإمارات، ومصر، والبحرين، لقطر، طرأ على السطح أخيراً الحديث عن مصالحة خليجية، وتعززت التوقعات باقتراب هذه المصالحة بعد دعوة العاهل السعودي لأمير قطر لحضور القمة.

ويعكس التحرك السعودي مدفوعاً بحكمة القيادة السياسية السعودية وحنكتها، رغبة سعودية وخليجية وعربية حقيقية في إنهاء أسباب الخلاف، وإعادة قطر إلى محيطها الطبيعي الخليجي، بعد توقفها عن دعم الإرهاب في المنطقة، للم الشمل العربي مجدداً.

ولكن الكرة الآن في ملعب قطر للمرة الثالثة بعد اتفاقي الرياض الذين أخلت بهما سابقاً، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل يدرك النظام القطري حجم ما بذل من جهود عربية من أجل استعادة وحدة البيت الخليجي؟ وإعادة ضم قطر إليه.

وهل يقدر النظام القطري المسؤولية التي تحلىت بها كل دول الخليج بحثاً عن مخرج من الأزمة، ولرأب ذلك الصدع؟

أم أن قطر ستسعى رغم ذلك إلى تكرار ما فعلته في 2014 و2017 عندما وعدت بالتخلي عن دعم الجماعات الإرهابية المارقة في المنطقة والإنحياز للامن القومي العربي، ليتضح في النهاية أنها زادت دعمها للإرهابيين في ليبيا، وسوريا، والعراق، واليمن، وليكتشف قادة الخليج أن وعودها كانت محاولة لكسب المزيد من الوقت لزيادة تدخلها السافر في شؤون دولهم، وترجيح كفة إيران وتركيا على حساب الأمن القومي العربي، ومصالح شركائها الخليجيين.

فهل تعي قطر أنها مطالبة بالرجوع الى البيت العربي، والتخلي عن لعب دور الممول لمحور الشر بالإقليم المتمثل في إيران وتركيا وأذنابهما في المنطقة؟.

وستكون القمة المقبلة، مناسبة لتبدي فيها قطر التزامها بالمصارحة لتجاوز أسباب الخلاف مع دول الخليج الأخرى، فتتجنب خسارة آخر فرصة تتاح لها للمصالحة.