الإثنين 11 يناير 2021 / 12:16

فايننشال تايمز: دبي ملاذ للسياح الأوروبيين في زمن كورونا

سلّطت صحيفة "فايننشال تايمس" البريطانية الضوء على نجاح دبي في التحول إلى أكثر مدن العالم انفتاحاً وملاذاً للسياح في الوقت الذي تُعاني فيه الدول الأوروبية إغلاقاً.

إنها المكان الوحيد الذي أعرفه، حيث يمكنك حقاً أن تعيش حياة طبيعية. لقد تمكّنوا من السيطرة على الجائحة، وهناك التزام جماعي بوضع الكمامة

وقالت الصحيفة في تقريرها المُطول، رغم أن بداية عام 2021 كانت باهتة في معظم مدن العالم، إلا أن مطار دبي، المركز التجاري لدولة الإمارات، كان يعج بالسياح البريطانيين، والفرنسيين، والروس الذين تدفّقوا على المدينة التي أصبحت أكثر مدن العالم انفتاحاً، حيث يستطيع السياح التمتع بالمطاعم والحانات، والاحتفالات، مع المحافظة على قواعد التباعد الاجتماعي.

فبعد إغلاق صارم، بدأت المدينة فتح فعالياتها الإقتصادية تدريجياً، اعتباراً من مايو (ايار) الماضي.

مكان آمن
وكان نجوم كرة القدم وممثلون وشخصيات تلفزيونية شهيرة، من كريستيانو رونالدو إلى مايا غاما، بين الذين استمتعوا بقضاء عطلتهم في دبي "الوجهة السياحية المتألّقة في منطقة الخليج"، بينما تُعاني أوروبا الإغلاق الصارم بسبب جائحة كورونا.

ومع إطلاق الإمارات برنامجاً سريعاً للتلقيح ضد كورونا، انهالت الحجوزات على فنادق دبي، وانتعشت سوق العقارات.

وقال سايمون كاسون، رئيس العمليات الفندقية في أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مجموعة فنادق "فور سيزنز": "تخلصت دبي من العوائق، يرى الناس فيها مكاناً آمناً، ولذلك هم مستعدون للسفر إليها".

ووفقاً لمؤسسة "STR" للبيانات، فإن نسبة الإشغال في فنادق دبي وصلت إلى 66% في ديسمبر (كانون الأول).

إجراءات دخول أسهل
وتبنّت دبي إجراءات دخول أسهل لتعزيز السياحة، وتطلب من الزائرين تقديم وثائق اختبار سلبية لفيروس كورونا من بلدانهم، إضافة إلى إجراء اختبار فور وصولهم إليها.

ولكن البريطانيين والألمان ومواطني دول مجلس التعاون يحتاجون فقط لإجراء الإختبار عند الوصول إلى مطار دبي.

حملة تلقيح رائدة
وأطلقت الإمارات، التي سجّلت حوالي 700 وفاة بسبب كورونا، حملة تلقيح رائدة. وأطلقت دبي هذا الشهر برنامج لقاح "فايزربيونتيك" لتلقيح  70% من سكانها في 2021.

ويبلغ معدل التلقيح في الإمارات الآن 9 لكل مئة مواطن، وهي تحتلّ المرتبة الثانية عالمياً بعد إسرائيل، وتُخطّط لتجاوزها.

وفي هذا السياق يقول جون، وهو مصرفي من نيويورك نقل عائلته للعيش في دبي:"إنها المكان الوحيد الذي أعرفه، حيث يمكنك حقاً أن تعيش حياة طبيعية. لقد تمكنوا من السيطرة على الجائحة، وهناك التزام جماعي بوضع الكمامة".

انتعاش سوق العقارات
اعتقد بن كيركلاند، تاجر البورصة الذي اشترى منزلاً من أربع غرف نوم في جزيرة النخلة الصناعية في منطقة الجميرا قبل الجائحة، أنه ارتكب خطأ فادحاً بشراء المنزل عندما تقطّعت به السبل في الخارج. إلا أن قيمة منزله ارتفعت بنحو 20% منذ ذلك الوقت. ويقول: "تبين في نهاية المطاف أنها صفقة جيدة، فقد اشتريت في وقتٍ كان السعر فيه أقرب ما يكون إلى الحد الأدنى للسوق".

إصلاحات لتحفيز التعافي
وبعيداً من السياحة وسوق العقارات، تراجع معدل التسريح من العمل في الإمارات إلى أدنى مستوى له منذ تفشّي الوباء.

ولتحفيز التعافي، أطلقت الحكومة مجموعة من الإصلاحات لتحسين نوعية الحياة، وجذب الاستثمارات الأجنبية المُباشرة، من ضمنها إلغاء شرط امتلاك المواطنين 51% من الشركات التجارية.

"لا تشلون هم"
ويرى حسنين مالك، المُحلّل الإقتصادي لدى مركز أبحاث الأسواق الناشئة "تيليمير" في دبي، أن عبء  الديون أقل وطأة على الإمارة، بسبب تخفيض معدلات الفائدة العالمية، وتجدّد النشاط السياحي، والدعم الضمني من أبوظبي.

ويقول إن "الدين هو كعب أخيل، وليس سبباً في انهيار الصفقات. فإذا بقي الاقتصاد متماسكاً، فقد يتحوّل الإنكشاف إلى محفز للإقتصاد، حيث يسعى المستثمرون وراء الاقتصادات السياحية الكبرى المنكشفة".

وختمت الصحيفة قائلةً لا يزال الوضع جيداً، واحتفالات المدينة بالعام الجديد توّجتها أضواء وأصوات الألعاب النارية حول برج خليفة، أعلى مبنى في العالم، إلى جانب المُلصقات الصفراء #staysafe التي تحثّ على الالتزام بالتباعد المكاني.

وبلغ العرض ذروته بشعار "لا تشلون هم" الذي أطلقه ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، لطمأنة الجمهور على قدرة البلاد على مواجهة فيروس كورونا.