صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الخميس 14 يناير 2021 / 10:16

صحف عربية: هل يعمق عزل ترامب الانقسام في أمريكا؟

عمق اقتحام مبنى الكونغرس انقسام المجتمع الأمريكي، الذي زادت حدته بعد رفض غالبية أعضاء الحزب الجمهوري عزل ترامب، بدعوى أن الخطوة لن تساعد في مداواة الجروح وستوسع الشرخ.

ووفق صحف عربية صادرة اليوم الخميس، فإن اقتحام الكابيتول نتيجة طبيعية للتطور الخطير الذي شهده الخطاب السياسي الحاد للحزب الجمهوري، بقيادة الرئيس دونالد ترامب.

تكاتف جمهوري
في صحيفة "الشرق الأوسط"، يقول عثمان ميرغني: "رغم فداحة جريمة اقتحام مبنى الكابيتول لتنفيذ انقلاب على العملية الديمقراطية بعرقلة اعتماد نتيجة انتخابات الرئاسة، فإن الكونغرس بدا منقسماً إزاء كيفية الرد بسبب الحسابات والمصالح الحزبية".
 
ويضيف ميرغني، أن قلة من نواب الحزب الجمهوري وقفت مع الديمقراطيين في التصويت لمحاسبة الرئيس دونالد ترامب بتهمة التحريض على التمرد تمهيداً لمحاكمته أمام مجلس الشيوخ بهدف عزله.
وفي المقابل اقترح الجمهوريون، التوافق على مشروع قرار مخفف لتوبيخ الرئيس، وتشكيل لجنة مشتركة من الجمهوريين والديمقراطيين للتحقيق في الأحداث لمنع تكرارها مستقبلاً.
 
وأكد، أن هذه المقترحات بدت وكأنها محاولة لتمييع القضية، ومنع إدانة الرئيس ومحاكمته، ليس حباً فيه، ولكن دفاعاً عن صورة الحزب حتى لا يسجل "أنه حزب أول رئيس في تاريخ أمريكا يحاكم مرتين أمام الكونغرس لعزله".

إجراءات عزل ترامب 
من جهته قال موقع "الحرة"، إن إجراءات عزل الرئيس الأمريكي ومحاسبته تمر بمرحلتين الأولى، يعد فيها مجلس النواب مواد المساءلة ولائحة الاتهامات والتصويت للمصادقة عليها، وهو ما حصل أمس الأربعاء، إذ صوتت أغلبية مجلس النواب لصالح إقرار لائحة الاتهامات بـ 232 نائباً، بينهم 10 جمهوريين، لتنتقل الإجراءات إلى المرحلة الثانية، بمراجعة مجلس الشيوخ ملف الاتهامات النيابية وسماع الحجج القانونية، حيث يواجه المعني بالعزل، المحاكمة والعقوبة المحتملة.

ووفق الدستور الأمريكي، فإن مجلس الشيوخ وحده يملك سلطة محاكمة الرئيس، على أن تكون الإدانة بعد موافقة ثلثي الأعضاء الحاضرين.

وفي محاكمة بترامب، لم يتضح بعد، متى يمكن أن تبدأ المحاكمة بعدما أوضح زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، أنه لن يدو أعضاء مجلس الشيوخ للاجتماع قبل اليوم الأخير من ولاية ترامب في 19 يناير (كانون الثاني)، على أحسن تقدير. ومن المؤكد أن المحاكمة لن تدور في يوم واحد، بل ربما تمتد لأسابيع، لذلك من الناحية العملية لن يحاكم ترامب، إذا قرر الكونغرس ذلك، قبل تنصيب الرئيس المنتخب، جو بايدن في 20 يناير(كانون الثاني) الجاري.

إعادة تأهيل ترامب
 في موقع "اندبندنت عربية" قال كريس ستيفنسن، إن ترامب هو ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يتهمه مجلس النواب، وبرأه لكن مجلس الشيوخ، بعد المحاولة الأولى باتهامه منذ حوالى 12 شهراً، بإساءة استغلال السلطة وعرقلة عمل الكونغرس. 

وقبل أقل من أسبوعين نهاية ولايته، يواجه الرئيس دونالد ترامب محاولة جديدة لعزله بحجة أنه "أخطر من أن يُترَك في منصبه لفترة أطول".

ورغم تضرره سياسياً بشكل كبير، من تكرر المساءلة، ومن خسارة الانتخابات، إلا أن ذلك لا يعني حسب الكاتب، أن محاولات الديمقراطيين، ستنجح في إقصاء ترامب، ذلك أن هذا الإجراء قد ينجح  "في إعادة تأهيل ترأمب، على عكس المبتغى، إذ يمثل فرصة تجعل قاعدته تعتقد أنه لا يزال شخصاً طارئاً، يتعرض إلى الاضطهاد من قبل "المؤسسة" السياسية الأمريكية". 

ويُضيف الكاتب أن "ترامب حصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. صحيح أن بايدن سجل ملايين أكثر، لكن ترامب حسّن بشكل كبير إجمالي الأصوات التي فاز بها في 2016. وفي أي سنة أخرى، كان سيُنظَر إلى الانتقال من 63 مليون صوت تقريباً إلى 74 مليون صوت، باعتباره ارتفاعاً هائلاً. لذلك، ورغم حاجة بايدن إلى توحيد البلاد، فهل يستحق العزل العناء؟ ويبرز السؤال خاصةً مع حديث الجمهوريين فعلياً عن العزل باعتباره "انتقاماً" من الديمقراطيين من ولاية ترامب التي امتدت أربع سنوات".

رفض العودة إلى 2016
في صحيفة "أخبار الخليج" قال نبيل العسومي، إن الأحداث التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك أن الانقسام السياسي في واشنط سينعكس على السياسة الأمريكية في المستقبل.

ويضيف العسومي، أن مؤيدي ترامب الذين اقتحموا الكونغرس، فعلوا ذلك لإيمانهم "بالإنجازات التي حققها الرئيس ترامب"  والتي عززت شعبيته في "أوساط الجمهوريين بوجه خاص، وجعلت جمهوره لا يتقبل إزاحته من الحكم، ولذلك اعتبر المتابعون أن اقتحام مبنى الكونغرس كان احتجاجاً مدوياً على نتائج الانتخابات التي يدعي ترامب أنها زورت".

وأضاف أن غضب الجمهور المؤيد لترامب، لم يكن غضباً فقط "على نتائج الانتخابات وإنما تعبيراً واضحاً عن رفض سياسات وتوجهات الحزب الديمقراطي، حيث يخشى أن تتراجع الإدارة الديمقراطية عن كل القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب والعودة إلى ما قبل 2016".