الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الجمعة 15 يناير 2021 / 15:14

تل أبيب لا تثق في أردوغان ... رغم محاولاته

توودت تركيا إلى إسرائيل لإصلاح العلاقات إلا أن تل أبيب لم تبد حتى الآن تجاوباً مع الإلحاح التركي، وصمت المسؤولون الإسرائيليون، ولم يعلقوا على دعوات أنقرة لتطبيع العلاقات.

ورأى مراقبون أن تقييم العلاقات بين إسرائيل وتركيا يحتاج إلى مراجعة المواقف من سياسة أردوغان، وضرورة إيجاد ضمانات في مختلف القضايا العالقة بين الطرفين. 

غياب الثقة
إن مجرد تقييم الوضع لا يعطي إشارة على استعداد إسرائيل لمزيد من الخطوات في مسار التطبيع، حيث أعرب ألون ليل، السفير المتقاعد والمدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، عن اعتقاده بأن الحكومة الإسرائيلية غير مهتمة بتحسين العلاقات مع تركيا.

وقال في رسالة إلكترونية إلى موقع أحوال تركية "لا يوجد حد أدنى من الثقة على مستوى القيادة" في تركيا.

ومن جهتها قالت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن آخر سفير لإسرائيل لدى تركيا، إيتان نائيه، سيشغل المنصب الدبلوماسي في أبوظبي، بعد اتفاق السلام، وأخيراً، أضاف انتخاب جو بايدن رئيساً للولايات المتحدة أنقرة إلى محاولة التعجيل بالخروج من عزلتها المتزايدة، إذ انتقد بايدن تركيا خلال حملته الانتخابية، وهو من المؤيدين المعروفين لإسرائيل وأيد الاتفاق الإبراهيمي، بوضوح.

العلاقات الدفاعية
من جهتها قالت الدكتورة غاليا ليندنشتراوس، الزميلة البارزة في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، لموقع "أحوال تركية" سابقاً إن العلاقات الدفاعية كانت عميقة لدرجة أن إسرائيل اضطرت إلى إيجاد شركاء تصدير عسكريين متعددين لتعويض خسارتها من تركيا، ولولا التكنولوجيا الإسرائيلية، لما كانت تركيا قادرة على إطلاق برنامج الطائرات دون طيار بعد فشلها في الحصول على التكنولوجيا اللازمة من الولايات المتحدة.

وبغض النظر عن هذه التصريحات، فإن الإجراءات هي التي ستحدد حقا إذا كانت إسرائيل ستقبل أو لا تقبل أي بادرة سلام من تركيا.

وقال مسؤول إسرائيلي عن أردوغان، إنه  غير جدير بالثقة، وأصر على رؤية بعض ردود الأفعال من أنقرة.

ومن المجالات التي يمكن أن تقطع فيها عمليات التطبيع شوطًا طويلاً، الأنشطة العسكرية لحركة حماس الفلسطينية، التي ظل تاريخها الطويل في العمل من تركيا بمثابة شوكة في العلاقات مع إسرائيل. حيث تنظر أنقرة إلى حماس على أنها فاعل سياسي شرعي ولكن إسرائيل والولايات المتحدة تعتبرها جماعة إرهابية.

وقالت ليندنشتراوس، الخبيرة في معهد دراسات الأمن القومي، إن "الدعم السياسي التركي لحماس ثابت منذ 2006 ولا أرى أن أنقرة ستغير مسارها"، وأضافت، إذا كانت "أنقرة تريد أن تظهر موقفاً أكثر اعتدالاً" فإن وقف نشاط حماس الإرهابي ضد إسرائيل أو في الضفة الغربية "سيكون نقطة انطلاق جيدة".

انعدام التناغم السياسي
ورأى الباحث في الشأن التركي الدكتور بشير عبد الفتاح أن غياب الكيمياء السياسية بين نتانياهو وأردوغان، يجعل التوتر التركي الإسرائيلي، تخريجاً طبيعياً للتنافر المزاجي وانعدام التناغم السياسي بين النخبتين الحاكمتين في أنقرة وتل أبيب.

وقال عبد الفتاح في صحيفة الشروق المصرية، إن دوائر أمنية إسرائيلية تعتبر تركيا دولة "شبه معادية"، وصنفها الجيش الإسرائيلي في العام الماضي وللمرة الأولى "تحدٍ" استراتيجي ، في حين يعدها مدير الموساد أشد تهديدا وخطراً من إيران.

وتتهم تل أبيب حماس بالتخطيط لأنشطة عسكرية ضد إسرائيل، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، ودعت إسرائيل السلطات التركية باستمرار إلى تضييق الخناق على حماس لتحقيق نتائج محدودة.
  
وربما جاءت أكبر إهانة لإسرائيل من تقرير أفاد بأن تركيا منحت الجنسية للعديد من كبار مسؤولي حماس واجتمع أردوغان بقيادتها في أغسطس (آب)، ما أثار حفيظة تل أبيب وواشنطن.