عرب يتظاهرون ضد زيارة بنيامين نتانياهو إلى مدينة الناصرة (أرشيف)
عرب يتظاهرون ضد زيارة بنيامين نتانياهو إلى مدينة الناصرة (أرشيف)
الجمعة 15 يناير 2021 / 14:14

وعود نتانياهو للعرب في الناصرة...حقيقة أم إغواء؟

24 - بلال أبو كباش

أثارت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى مدينة الناصرة ذات الأغلبية العربية لاستمالة الناخبين العرب، ردود فعل مختلفة، ووجهت الزيارة باحتجاجات عدة، ردت عليها الشرطة الإسرائيلية بالقمع والاعتقال.

ورغم وصف الزيارة بالتاريخية إلا أنها لم تحظ بقبول عربي كبير، ووصفت الكاتبة في صحيفة "هآرتس" أميرة هاس، الزيارة بالمحرجة، فنتانياهو يهدف من خلالها لتوسيع شعبيته بين العرب قبيل الانتخابات البرلمانية في مارس (آذار) المقبل، وهي الرابعة في غضون عامين.

كما يهدف نتانياهو لتوثيق التعاون مع رئيس بلدية الناصرة علي سالم الذي أعلن دعمه لحزب الليكود الحاكم في الانتخابات، لتعميق انقسام القائمة العربية المشتركة التي تعيش أزمة حادة بسبب دعم زعيم الحركة الإسلامية منصور عباس، لرئيس الوزراء الإسرائيلي. 

وقالت أميرة هاس، إن نية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تقسيم العرب داخل إسرائيل إلى "طيبين" و"أشرار" بدت واضحة في الزيارة. وحسب الخبراء في الشأن العربي في إسرائيل، فإن تلك السياسة الجديدة التي يتبعها حزب الليكود مع المجتمع العربي في إسرائيل تهدف لتطوير أدوات للسيطرة وإخضاع للعرب باستغلال مشاكل المجتمع العربي وأزماته الداخلية.

وأبدى رئيس بلدية الناصرة علي سلام ترحيباً كبيراً بزيارة نتانياهو، وقال خلال استضافته: "ما فعله نتانياهو لم يفعله أحد غيره"، وقال أيضاً: "نتانياهو يعتني بالجميع في إسرائيل بغض النظر عن انتماءاتهم، عرباً كانوا أم يهوداً". وأضاف "ما فعله رئيس الوزراء لم يفعله غيره، لم نكن بحال أفضل مما نحن عليه الآن، لو لم تهتم بفيروس كورونا لا أعرف ماذا كنا سنفعل، ومع كل هذه الفوضى تُصنع السلام، والسلام أمر جيد. أعدك بأننا سندعمك لمواصلة العطاء".

وعن القائمة المشتركة قال علي سلام: "لم تفعل شيئاً للمجتمع العربي، والجميع محبط من مواقفها وطريقة عملها". وحسب رأي أميرة هاس، فإن علي سلام حول بتلك التصريحات القائمة المشتركة إلى عدو مشترك.

وقالت هاس، هناك أيضاً تعقيد واضح في الرسالة شبه المفتوحة التي أرسلها رئيس الوزراء إلى سكان الناصرة وغيرهم من العرب في إسرائيل، والتي قال فيها: "انتخبوني، انتخبوا الليكود، ولا تصوتوا للقائمة المشتركة، بهذه الطريقة سنحصل على الأفضل"، مضيفة، "بغض النظر عن لوائح الاتهام بالفساد الموجهة إلى نتانياهو، فقد اقترح في خطابه للمجتمع العربي وبشكل مبطن، رشوة انتخابية تستهدف مجموعة كبيرة، لتعزيز حظوظ الليكود في الانتخابات المقبلة".

ورغم تودد رئيس بلدية الناصرة وترحيبه المبالغ فيه بنتانياهو، إلا أنه تحفظ على بعض المطالب، قائلاً لنتانياهو: "على الحكومة الإسرائيلية النظر إلى جميع البلديات العربية بنفس الطريقة التي تنظر بها إلى البلديات العبرية، على الحكومة وعليك، التواصل معنا دائماً بهذه الطريقة، ونحن بدورنا سنقدم لك الدعم المطلوب".

وشككت الصحافية الإسرائيلية في وعود نتانياهو بتحسين أوضاع المجتمع العربي، مشيرة إلى أن تصريحه عن بداية "عصر جديد" في العلاقات بين اليهود والعرب يبقى محط تساؤل، إذ لا يزال العرب في إسرائيل يعتبرون أنفسهم مواطنين من الدرجة الثانية.

وقالت إن تجاهل التاريخ خاصة مأساة 1948 الذي حلت فيه النكبة وطُرد العرب من مناطقهم، ومحاولة سلام لتجاهل تلك الأحداث يمكن أن يعود بفائدة محدودة على إسرائيل، وعلى السياسيين فيها فقط.

وسلطت أميرة هاس، الضوء على تصريح نتانياهو الذي قال: "يجب أن يحصل مواطنو إسرائيل العرب على حقوق متساوية مع الجميع"، كما لو أن قانون الدولة القومية لم يمر في ولايته، ما أدى إلى تفاقم التمييز ضد العرب، السائد منذ عقود.

وأوضحت هاس، أنه لا يمكن تصديق وعود نتانياهو، لكن تصريحاته ليست سوى تذكير للعرب في إسرائيل بحقوقهم ونفوذهم السياسي والاجتماعي، وذلك لأنهم مؤثرون في الناتج المحلي الإجمالي، ولأنهم محسوبون في حسابات المكتب المركزي للإحصاء، على عكس نظرائهم في الضفة الغربية، وغزة، ولأن القوى السياسية الرئيسية في القائمة المشتركة قاتلت ولا تزال تقاتل من أجل وجودهم وهويتهم الفلسطينية، ما يثير استياء العديد من السياسيين الإسرائيليين.