جنود من الحرس الوطني الأمريكي في الطريق إلى الكابيتول في واشنطن (أرشيف)
جنود من الحرس الوطني الأمريكي في الطريق إلى الكابيتول في واشنطن (أرشيف)
الجمعة 15 يناير 2021 / 14:36

مهمة نادرة للبنتاغون ومخاوف من تكرار مشاهد تيان أن مين وطهران في واشنطن

24-زياد الأشقر

كتب إيريك شميث وهيلين كوبر وديفيد سانكر في صحيفة "نيويورك تايمز"، أنه بعد قرار تسليح الحرس الوطني في مجمع الكابيتول تمهيداً لمراسم تنصيب الرئيس الأمريكي جو بايدن، فإن وزارة الدفاع تجاوزت خطاً أحمر، حاول المسؤولون في البنتاغون تجنبه في الأشهر الستة الماضية، ولتبعات نشر قوات مسلحة في مواجهة مواطنين أمريكيين في الشوارع.

والأشخاص أنفسهم، أي الديموقراطيين، الذين سبق لهم أن حذروا من رد عنيف على احتجاجات سابقة، يضغطون اليوم لتسليح عناصر الحرس الوطني

ويكشف التاريخ أن مثل هذه الأحداث لا تمر على نحو جيد، وذكر مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأمريكية بما جرى في جامعة مقاطعة كنت بولاية أوهايو في 1970، عندما قتل الحرس الوطني أربعة طلاب من المحتجين على حرب فيتنام، وفي ساحة تيان آن مين بالصين وبطهران في 2009.

سابقة سيئة
وفي واشنطن، تعود المواجهة المسلحة الأكثر شهرة مع مواطنين أمريكيين إلى 1932، عندما أمر الرئيس هربرت هوفر الجيش، بطرد 40 ألف شخص، معظمهم من قدماء المحاربين في الحرب العالمية الأولى الذين كانوا يطالبون بتعويضات مالية من الحكومة مقابل خدماتهم، من أماكن تخييم في أنحاء واشنطن، من بينها المبنى نفسه الذي يشغله الحرس الوطني الآن.

وتبين أن طلب تدخل  الجيش تحول إلى كارثة سياسية عللى هوفر، الذي خسر الانتخابات الرئاسية في وقت لاحق.

تردد البنتاغون
لكن الآن، وبعدما اقتحم مثيرو الشغب المؤيدون لترامب، وبينهم من يؤمن بتفوق العرق الأبيض، والنازيون الجدد، مبنى الكابيتول الأربعاء، متغلبين على قوة محدودة من ضباط الشرطة فيه، فإن البنتاغون اتخذ القرار بعد تردد.

والأشخاص أنفسهم، أي الديموقراطيين، الذين سبق لهم أن حذروا من رد عنيف على احتجاجات سابقة، يضغطون اليوم لتسليح عناصر الحرس الوطني.

وبينما يستعد جهاز الخدمة السرية لإقفال واشنطن قبل أيام من الموعد الممقررا، أعلن قائد الشرطة بالوكالة في واشنطن روبرت كونتي الثالث الأربعاء، نشر خمسة ألاف عنصر إضافي من الحرس الوطني في العاصمة لدعم أجهزة إنفاذ القانون المكلفة بتوفير الأمن في الاحتفال بتنصيب بايدن، ما يرفع عدد الحرس الوطني في واشنطن إلى 20 ألفاً. وهذا العدد هو ثلاثة أضعاف عديد الجنود الأمريكيين المنتشرين في العراق، وأفغانستان، والصومال، وسوريا مجتمعةً.

"حياة السود مهمة"
وأثناء تظاهرات "حياة السود مهمة" في الربيع الماضي، أعرب مسؤولون عن إنفاذ القانون عن قلقهم، لأن الشرطة وعناصر الحرس الوطني، لا تملك الوقت الكافي للتنسيق والفهم الكامل لسلسلة القيادة المعقدة وللصلاحيات المتداخلة للسلطات القضائية في واشنطن.

وأكد ضابط سابق بارز في أجهزة إنفاذ القانون، الحاجة إلى تخطيط وتنسيق جيدين قبل الاحتجاجات المقررة الأحد، ويوم التنصيب في الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن دور الشرطة والحرس الوطني، يجب أن يكون "منع وخفض التصعيد" لأي عنف.

إطلاق نار
ولدى المسؤولين الانتقاليين الكثير من المخاوف، فتسليح بعض عناصر الحرس الوطني، مثلاً، سيعني أنه باتت ثمة قوات مدربة على السيطرة على الحشود يمكنها أن تساند الشرطة، لكن بعض المسؤولين يشعرون بقلق عميق مما يمكن أن يحدث إذا حصل إطلاق نار في يوم التنصيب أو في الأيام التي تسبقه.

وهذا أمر سيتنافى مع الانتقال السلمي للسلطة، وسيؤدي في نظر بعض ممثلي بايدن، إلى التغطية على رسالة الوحدة التي يأمل الرئيس المنتخب أن يطلقها في خطاب تنصيبه.