أنصار ترامب يحاصرون مبنى الكونغرس (أرشيف)
أنصار ترامب يحاصرون مبنى الكونغرس (أرشيف)
الجمعة 15 يناير 2021 / 14:56

لماذا تحتاج أمريكا إلى حملة ضد إثارة الفوضى من اليمين واليسار؟

أدان التياران اليميني واليسار على السواء في الولايات المتحدة اقتحام مبنى الكونغرس الأمريكي في 6 يناير (كانون الثاني) الجاري، لكن إدانة العنف على مدار عام، والذي سبق الاقتحام جاءت فقط من اليمين، وليس من اليسار، الذي قضى شهوراً يحاول تبرير تصرفات حركة حياة السود مهمة، والحركة اليسارية المناهضة للعنصرية والفاشية "أنتيفا"، وهذا ليس مجرد نفاق، بل تأسيس لمنظومة هرمية جديدة.

ويبدو أن سلطة الدولة في الولايات المتحدة قُوضت، كما أنه يبدو أن مؤسساتها عاجزة في مواجهة فوضى استمرت على مدار عام.

وقال الباحث بجامعة نوتنغهام البريطانية سومانترا ميترا، في تقرير نشرته مجلة "ناشونال انتريست" الأمريكية، إنه "لم يظهر العنف في مبنى الكابيتول من العدم ولم يكن وليد اللحظة، بل على العكس تماماً". وأضاف أنه على على مدار أربع سنوات أصبح العنف والعنف المضاد شيئاً طبيعياً.

وكتبت مقالات افتتاحية حول كيفية إصلاح المجتمع من خلال الاحتجاجات. وأُلفت كتب لتبرير النهب والحرق العمد، والآن الجمهورية نفسها عرضة لخطر التمرد.

في الشهر الماضي فقط، أرادت إليزابيث وارن عضو مجلس الشيوخ، ديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، وأيانا بريسلي عضو مجلس النواب، ديمقراطية عن ولاية ماساتشوستس، إجراء تحقيق اتحادي حول ما تسميانه "عدم المساواة العرقية" لجائحة فيروس كوورنا.

جائحة عنصرية
والمفهوم وراء الفكرة هو أن الجائحة عنصرية. وبسبب "العنصرية الممنهجة"، أهملت الحكومة الاتحادية السود واللاتينيين و"الملونين"، وهي عبارة مطاطة بلا معنى واضح ، يمكن أن تعني أي شخص من تركيا، إلى اليابان، ومنغوليا، إلى فانواتو، وبيرو.

ورغم ذلك، تشير الإحصاءات التي من الواضح أنه تشوبها عيوب، إلى أن الولايات المتحدة وحليفتها المملكة المتحدة هما اللتان أنتجتا اللقاحات.

ولو حدث هذا الأمر في القرن الـ19، لكانت هناك عناوين في الصحف عن كيف أنقذ الأنغلو أمريكان، بمساعدة من الهند، العالم، ولكانت العناوين الرئيسية صحيحة. لكن ذلك كان في تلك الحقبة والآن ليس هناك شك في أن مستوى معيشة الأقليات في الغرب أفضل من أي مكان آخر.

وتابع ميترا أنه إذا لم يكن ذلك صحيحاً، لكانت هناك هجرة جماعية ضخمة من الغرب إلى بقية العالم، وهو ما لم يحدث على الإطلاق.

وربما يكون السبب الوحيد الوفيات أكثر في المجتمعات الملونين بيولوجياً، بصفة خاصة، والبدانة في بعض المجتمعات.

وقال ميترا: "ولكن حتى في هذه الحالة ، فإن عبارة الملونين، لا معنى لها عندي. فمعدلات الوفيات والنسبة المئوية لليابانيين أو الهنود بعد الاصابة بفيروس كورونا، حتى في فترة بعد الإصابة، ضئيلة مقارنة مع الغرب".

وإذا كان هناك أي تمييز "ممنهج" يؤثر على الغرب، عندئذ فإن آلاف الشركات الصغيرة هي التي تخسر كل شيء بسبب مزيج فظيع من سلطة الحكومة، وضغط الشركات.

بينما تحقق أمازون أرباحاً ضخمة، فإنها تدعم أيضاً وتمول حركة حياة السود مهمة التي ساهمت بشكل مباشر في إغلاق وتدمير عدة آلاف من الشركات، ومصادر الرزق باحتجاجات وأعمال شغب مدمرة.

واستطرد ميترا "بخلاف ذلك، يبدو لي أن العنصرية تتراجع بينما تصاعدت السياسات العرقية في الغرب، الأمر الذي يرجع جزئياً إلى الدعاية المحضة والمجالات التخريبية النشطة، والتحيز الإعلامي، الطابع النسوي في المجالات الأكاديمية".

وكانت الأسباب الجوهرية للاحتجاجات المتواصلة والعنف على مدار السنوات الأربع الماضية هي المحاولة الكبيرة لتغيير المجتمع، والتي لم تكن فقط بسبب قلة من المنظرين للآيديولوجيات المسعورين.

وحسب ميترا هناك فكرة أكبر مطروحة هنا، ويمكن للمرء أن يلاحظ الأنماط ببطء. فالأمر الملاحظ هو عودة إلى نوع من الإقطاع، في غياب كلمة أفضل، لوصف هذا الوضع".

وكل شيء، ابتداءً من التحريض لـ "سحب تمويل الشرطة"، إلى تكنولوجيا غير محدودة ومزيج سلطة الحكومة الليبرالية، إلى منظمات الإخبار الرئيسية التي تنقسم إلى نوعين من آلات الدعاية الفعالة، يعتبر جزءاً من نفس الفكرة.

ولا يوجد، بالطبع، تجمع سياسي سري أو مؤامرة ضخمة. في الواقع، مثل معظم تاريخ البشرية، تكون هذه حركات عضوية عادة. لكن، لأنه لا توجد مؤامرة، فلا يعني ذلك أنه ليست هناك قوى قوية تحاول الاستفادة من الفوضى.

والأمر الذي تفشل في فهمه غالبية الذين يشاركون في أعمال شغب لدعم "سحب تمويل الشرطة"، هو أن الأثرياء للغاية غالباً هم الذين يقودون ويمولون الحركات الجماهيرية ذات الجذور السياسية.

وربما يبدو الأمر غير منطقي، لكنه ليس كذلك. ووضع نظام الشرطة الحديث الذي نشأ في بريطانيا في القرن الـ18 لضمان تمدد الدولة التي توفر الحماية، وتوقف التعفن الشديد لنظام الإقطاع، حيث لا يستطيع سوى الأثرياء ضمان الأمن، وكانت الجماهير تحت رحمة الأقوياء.

ولن يوقف العاملون في مجال الصحة العقلية، وأمناء المكتبات المناهضون للعنصرية، البلطجة، والعنف المنزلي، والعنف في الشوارع، وعادة يوقف رجال أقوياء مسلحون، هؤلاء.

وبطريقة ما يتقرر مصير سياتل، ومينيابوليس، وبورتلاند من سكان هذه المدن، وستبدأ خياراتهم قريباً في التسبب في عواقب.

وأوضح ميترا أن لشن حملة من الحزبين على جميع أشكال القوى المتمردة في الداخل، أهمية قصوى لأنه من الناحية التاريخية، يمكن أن تؤدي الدعاية المحلية وقوى التمرد، على نحو أكثر مما يستطيع عدو أجنبي، إلى انهيار الدولة، ولا يوجد خصم أجنبي يشكل تهديداً أكبر من ذلك.