المقر العام للقيادة المركزية في الولايات المتحدة.(أرشيف)
المقر العام للقيادة المركزية في الولايات المتحدة.(أرشيف)
الجمعة 15 يناير 2021 / 17:27

قرار أخير لترامب لتعزيز التعاون العربي-الإسرائيلي ضد إيران

في قرار هو الأخير في سلسلة تحركات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتشكيل أجندة الأمن القومي التي سيرثها الرئيس المنتخب جو بايدن، قال مسؤولون أمريكيون إن الرئيس أمر بتوسيع القيادة المركزية الأمريكية للشرق الأوسط لتشمل إسرائيل، في إعادة تنظيم في اللحظة الأخيرة لهيكل الدفاع الأمريكي الذي دعت إليه الجماعات الموالية لإسرائيل منذ فترة طويلة لتشجيع التعاون ضد إيران.

يمكننا أن نرى مزيداً من الدول العربية تعترف بإسرائيل، لذا من المنطقي وضعها جميعاً تحت قيادة أمريكية موحدة، لأنها ستجعل التعاون الأمني أفضل

وقالت صحيفة "وول ستريت جورنال" التي نشرت الخبر، إن هذه الخطوة تعني أن القيادة المركزية الأمريكية ستشرف على السياسة العسكرية الأمريكية التي تشمل إسرائيل والدول العربية، وهو خروج عن عقود من هيكلية القيادة العسكرية الأمريكية التي كان معمولاً بها بسبب الخلاف بين إسرائيل وبعض الحلفاء العرب للبنتاغون.
واتخذ ترامب هذا الإجراء في الفترة الأخيرة ولكن لم يتم الإعلان عنه بعد.

القيادة الأوروبية
ورفض مسؤول انتقالي في إدارة بايدن التعليق على هذه الخطوة. ويشار إلى أن المسؤولية العسكرية الأمريكية عن إسرائيل كانت متروكة لقيادتها الأوروبية، وهو ما مكن الجنرالات الأمريكيين في الشرق الأوسط من التفاعل مع الدول العربية دون أن يكون لهم ارتباط وثيق بإسرائيل التي كان يُنظر إليها في ذلك الوقت على أنها خصم في العالم العربي.

وبعد اتفاقات إبراهيم التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، كثفت الجماعات الموالية لإسرائيل مساعيها لتسليم القيادة المركزية مسؤولية العمليات العسكرية والتخطيط الاسرائيلية لتعزيز تعاون أكبر بين الدولة العبرية وجيرانها العرب.

وقال مسؤول أمريكي: "يمكن للجنرال فرانك ماكنزي الآن الذهاب إلى المملكة العربية السعودية والإمارات وإسرائيل وزيارة الجميع في أبرشيته الموسعة حديثًا"، في إشارة إلى قائد القيادة المركزية. وحض المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، وهو مجموعة مقرها واشنطن تدعم التعاون العسكري الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل، على هذا التحول في ديسمبر (كانون الأول) كوسيلة لتشجيع الاصطفاف الناشئ بين إسرائيل والدول العربية الرئيسية ضد إيران.

التوقيت مناسب
وقال أنطوني زيني، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية والقائد السابق للقيادة المركزية، يوم الخميس إن "التوقيت قد يكون مناسباً للقيام بذلك".

وأضاف الجنرال زيني "يمكننا أن نرى مزيداً من الدول العربية تعترف بإسرائيل، لذا من المنطقي وضعها جميعاً تحت قيادة أمريكية موحدة، لأنها ستجعل التعاون الأمني أفضل. لم يكن لخطوة كهذه معنى في الماضي لأنه كان هناك الكثير من عدم الثقة. كان هناك خوف في ذلك الوقت من أنه إذا كانت إسرائيل في القيادة المركزية فسيكون هناك تبادل استخبارات أميركي مع إسرائيل بشأن جيرانها العرب".

يزيد العبء

ووافق ضابط عسكري أمريكي متقاعد آخر على أن الخطوة التي من شأنها أن تعزز جهود الولايات المتحدة لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. لكنه حذر من أن ذلك سيزيد العبء على مقر القيادة المركزية الذي يتحمل بالفعل مسؤولية العمليات العسكرية الأمريكية في أفغانستان والعراق وسوريا وغيرها من النقاط الساخنة في الشرق الأوسط.

أنديك وروس

وقال مارتن أنديك، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل والذي يعمل الآن مع مجلس العلاقات الخارجية، إن بعض الإسرائيليين رأوا في السابق بعض الفوائد في العمل مع القيادة الأوروبية لأنها ربطتهم بمقر يلعب دوراً مركزياً في حلف شمال الأطلسي، مضيفاً أن إيران أصبحت مصدر قلق متزايد لإسرائيل ودول الخليج العربية، والعمل مع القيادة المركزية أكثر منطقية بالنسبة للدولة العبرية. وأضاف "أعتقد أنه أمر جيد".

قال دنيس روس، المفاوض الأمريكي السابق إن التغيير كان ضرورياً، و"لا أعتقد أن فريق بايدن سيكون لديه مشكلة في ذلك، وأعتقد أن الإسرائيليين سيرحبون به باعتباره انعكاساً للواقع الجديد في المنطقة".