الأحد 17 يناير 2021 / 14:24

حماية بومبيو وفريقه من انتقام إيراني ضرورية لتجنب حرب

بنى الباحث البارز في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين دعوته إدارة بايدن إلى تأمين الحماية لفريق ترامب من أي انتقام إيراني على سوابق لنظامي صدام حسين وعلي خامنئي في هذا المجال.

سيسعى فريقه إلى تخفيف أو إنهاء حملة الضغط الأقصى. سوف يكون هذا خطأ مبنياً على اعتقاد بايدن بوجود إيران وهمية حيث لا يعتنق "الإصلاحيون" آيديولوجيا النظام المتشددة

 واستعاد في مؤسسة "ناشونال إنترست" الأمريكية ما حدث في 13 أبريل (نيسان) 1993 حين أراد بوش الأب السفر إلى الكويت بعد فترة قصيرة على مغادرته البيت الأبيض، من أجل الاحتفال بتحرير البلاد من احتلال الجيش العراقي.

اغتيال بوش
حينها، كان لا يزال صدام حسين يتألم من الهزيمة التي تعرض لها بعد 100 ساعة من الحرب البرية، فرأى في تلك الزيارة فرصة للانتقام. تضمن المخطط العراقي استخدام سيارة متفجرة لاغتيال بوش. تمكن الأمن الكويتي من العثور على القنبلة وأوقف 17 متورطاً قبل يوم من وصول الرئيس الأمريكي الأسبق إلى البلاد. أظهرت التحقيقات وجود ارتباط عراقي بالمخطط ولهذا السبب، أصدر الرئيس بيل كلينتون في 26 يونيو (حزيران) 1993 أمراً بإطلاق صواريخ توماهوك على المقرات الاستخبارية العراقية.

إيران خيالية
تابع روبين مشيراً إلى أن فريق بايدن قد يريد علاقة مختلفة مع طهران، لكن الرئيس المنتخب يمكن أن يواجه سيناريو مشابهاً. حين يدخل بايدن مكتبه، سيسعى فريقه إلى تخفيف أو إنهاء حملة الضغط الأقصى. سوف يكون هذا خطأ مبنياً على اعتقاد بايدن بوجود إيران وهمية حيث لا يعتنق "الإصلاحيون" آيديولوجيا النظام المتشددة وحيث يمارسون سيطرة حقيقية على الحرس الثوري والأجهزة الاستخبارية. في حين يظن بايدن وكبار المسؤولين السابقين في إدارة أوباما أن طهران تريد التواصل مع واشنطن وربما التصالح، ثمة عناصر مهمون في النظام الإيراني يريدون العكس. إتخذ ترامب ووزير الخارجية مايك بومبيو أكثر نهج متشدد تجاه إيران منذ أن أشرف كلينتون ووزير خارجيته وورن كريستوفر على إصدار عدد من الأوامر التنفيذية لتشديد العقوبات على إيران.

مصدر القلق الأكبر

سيرغب فريق بايدن بتخفيف حملة الضغط الأقصى كي يعطي بعض الحوافز للإيرانيين من أجل العودة إلى طاولة التفاوض. سبق للمرشد الأعلى علي خامنئي أن أوضح شرطه للعودة إلى المفاوضات وهو رفع جميع العقوبات. لكن ما يشكل مصدر القلق الأكبر هو مواصلة إيران إصرارها على الانتقام لاغتيال قائد قوة القدس قاسم سليماني وكبير العلماء النووين الإيرانيين محسن فخري زاده. قبل يوم واحد من مرور عام على اغتيال سليماني، قال قائد الحرس الثوري حسن سلامي إن "أي تحرك يتخذه العدو ضدنا سيُرَد عليه بضربة مناسبة وحاسمة وحازمة". يضيف روبين أن على فريق بايدن ألا يتجاهل هذا التهديد.

إيران تتفادى الانتحار

في حين قلق بعض المراقبين والسياسيين من احتمال اندلاع حرب بعد اغتيال سليماني، أدركت طهران أن هذا الأمر سيكون انتحاراً بالنسبة إليها. عوضاً عن ذلك، من المحتمل أن يحاول المسؤولون الإيرانيون أن يردوا بطريقة شخصية على بومبيو وأولئك المشاركين في بناء السياسة الإيرانية أو أولئك الذين تعتقد أنهم متورطون في اغتيال سليماني وفخري زاده. لن تكون المرة الأولى التي تلجأ فيها إيران إلى الاغتيال. يذكّر روبين المسؤولين بأن إدارة كارتر لم تقطع العلاقات الديبلوماسية مع إيران بسبب اقتحام السفارة الأمريكية في طهران. لقد أغلق سفارة إيران في شارع ماساشوستس بعدما ساعدت في توجيه عملية اغتيال لمعارض إيراني في مدينة بيثيسدا الواقعة بولاية ميريلاند.

أمثلة قديمة وجديدة
بعد تسعة أشهر على إسقاط مدمرة يو أس أس فينسنز طائرة إيرانية عن طريقة الخطأ، إنفجرت قنبلة أنبوبية في شاحنة صغيرة تقودها شارون روجرز، وهي زوجة قبطان المدمرة. تلك القضية تبقى عالقة. المركز الإيراني لتوثيق حقوق الإنسان ومقره ولاية كونكتيكت وثّق العديد من الاغتيالات الإيرانية في أوروبا والشرق الأوسط. خلال العقد الماضي وخصوصاً في السنوات الأخيرة، عاودت السلطات الإيرانية اعتناق تكتيك الاغتيال بحماسة. وبعدما تبنت إدارة بايدن الافتراء القائل إن الحظر الذي فرضته إدارة ترامب على سبع دول هو حظر على المسلمين، يمكن أن يجعل هذا التبنّي الانتقام الإيراني أسهل.

تنبيه... سبب للحرب

قد تخطئ السلطات الإيرانية في الحكم على الجدل السياسي الحاقد في الولايات المتحدة وتعتقد أن العداء التقدمي ضد إدارة بايدن سيخفف من ردة فعل الإدارة الديموقراطية. يوضح روبين في مقاله أن الرؤساء السابقين وزوجاتهم يحصلون على حماية مدى الحياة لكن الوزراء ومساعديهم لا يتمتّعون بذلك. لهذا السبب، دعا بايدن إلى إصدار استثناء لأولئك الذين قد يواجهون الاستهداف الإيراني.

كذلك، دعا وزير الخارجية ومستشار شؤون الأمن القومي المقبلين طوني بلينكن وجايك سوليفان إلى إدراك أن الأجهزة الأمنية الإيرانية تتصرف باستقلالية عن المسؤولين الإيرانيين المنتخَبين. وحث روبين الإدارة الديموقراطية على حماية بومبيو وفريق السياسة الإيرانية التابع له، كما على ضرورة تنبيه إيران، من اليوم الأول، إلى أن أي استهداف لكبار مسؤولي ترامب أو أي أمريكي على الإطلاق، سيكون سبباً للحرب.