وزيرا خارجية الإمارات والبحرين والرئيس الأمريكي ترامب خلال توقيع "اتفاق إبراهيم" في البيت الأبيض (أرشيف)
وزيرا خارجية الإمارات والبحرين والرئيس الأمريكي ترامب خلال توقيع "اتفاق إبراهيم" في البيت الأبيض (أرشيف)
الأحد 17 يناير 2021 / 16:20

في تصنيف متفرد.. الإمارات والبحرين "شركاء رئيسيون" للولايات المتحدة

24. إعداد: شادية سرحان

في تصنيف فريد من نوعه على مستوى العالم، أعلن البيت الأبيض، أمس السبت، أن الولايات المتحدة تعتبر كلاً من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين "شريكين أمنيين رئيسيين".

وقبل 4 أيام من مغادرته البيت الأبيض، كافأ الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، كلاً من الإمارات والبحرين، على الجهود المذولة في اتفاقات السلام في الشرق الأوسط، حيث أفاد بيان رسمي صادر عن البيت الأبيض، وتم نشره على موقعه على الإنترنت، أن  مرتبة "شريك أمني رئيسي" حالة فريدة لكل من الإمارات والبحرين، مضيفاً أن "هذه الخطوة بمثابة اعتراف بشراكتنا الأمنية الاستثنائية المتمثلة والتزام كل دولة بمكافحة التطرف العنيف في جميع أنحاء المنطقة".

ووفقاً للبيان، يظهر بالتصنيف الجديد مستوىً جديداً من الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات والبحرين ويمثل، "التزاماً دائماً بالتعاون الاقتصادي والأمني".

وأشار البيان أيضاً إلى أن كلاً من الإمارات والبحرين في العديد من التحالفات بقيادة الولايات المتحدة على مدى الـ 30 عاماً الماضية.

ويعد هذا التصنيف حالة استثنائية تنفرد بها دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين ، لتضمنها اعترافاً صريحاً بالشراكة الأمنية الاستثنائية، مع الالتزام الكامل من كل بلد بمكافحة التطرف في جميع أنحاء المنطقة، الأمر الذي يشكل نجاحاً آخراً كبيراً للسياسة وللدبلوماسية الإماراتية والبحرينية المتزنة والمتميزة.

مستويات جديدة
وحسب ما أكده الخبراء، جاء هذا التصنيف ليعزز العلاقات الثنائية المشتركة بين الولايات المتحدة الإمارات والبحرين ونقلها إلى مستويات جديدة"، موضحين أنه "يمثل التزاماً دائماً بالتعاون الاقتصادي والأمني المشترك خصوصاً وأن الإعلان عن التصنيف يمثل ثمرة حقيقية لشراكة استراتيجية".

كما لفت العديد من المحللين إلى أن هذا القرار المهم جاء كنتيجة حتمية لمتانة العلاقة بين دولة الإمارات ومملكة البحرين، مع الولايات المتحدة" وأضافوا أن هذا "التصنيف سيعمل على تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة ودولة الإمارات من جهة ومجلس التعاون الخليجي بشكل عام".

اتفاقات السلام
وربط بيان البيت الأبيض بين هذا التصنيف بتطبيع العلاقات بين البحرين والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ، قائلاً: إنه "يعكس شجاعتهما غير العادية وتصميمهما وقيادتهما"، وقال: "كما أنه يعكس شجاعتهما غير العادية وتصميمهم وقيادتهم للدخول في الاتفاقيات الإبراهيمية".

وفتحت خطوة الإمارات الشجاعة والجريئة بشأن توقيع معاهدة سلام مع إسرائيل الباب واسعاً أمام العرب للانضمام للسلام بخطوات متسارعة، حيث أتبعه قرار بحريني في 11 سبتمبر (أيلول) الماضي يعلن الانضمام أيضاً لقطار السلام.

ووقعت الإمارات والبحرين "إعلان اتفاقيات إبراهيم" مع إسرائيل، تضمنت بدء علاقات دبلوماسية بينهم، والذي تم برعايه أمريكية، 

واتفاق السلام بين دولة الإمارات وإسرائيل، يعتبر الحراك السياسي الايجابي الأكثر تاثيراً في مسار العلاقات العربية الاسرائيلية منذ أكثر من عقدين من الزمن، كما يعتبر القرار الأكثر تفاعلاً واستجابة لبيئة هذه العلاقات المعقدة، التي تعاني حالة جمود وتعقيدات ومتغيرات تتطلب تفكيراً خارج صندوق الحلول التقليدية، التي لم تفلح حتى الآن في تسوية القضية الفلسطينية ولا رفع المعاناة عن الفلسطينيين، بل حولتهم إلى مادة للمزايدات والمتاجرة السياسية بقضيتهم.

وتعد اتفاقات السلام مع الإمارات والبحرين، نتيجة لمصالح مشتركة كبيرة وتطور العلاقات بين الجانبين على مدى العقد الماضي.

وتبذل الإمارات قصارى جهدها للمساهمة بفعالية في نشر السلام والأمن والاستقرار بالعالم. وتدعم الدولة كل تسوية سياسية تنهي الأزمات والصراعات الإقليمية والدولية، وأدت اتفاقات السلام مع الإمارات إلى تعليق إسرائيل خطط ضم غور الأردن ومستوطنات الضفة الغربية، التي وعد بها نتانياهو في الانتخابات الإسرائيلية 2020.

خطوة نوعية
وحديثاً، خطت الإمارات خطوة نوعية باتفاقها مع الولايات المتحدة على شراء 50 طائرة من نوع إف 35 وبكمية لم تصدرها واشنطن لكل لشركاء رئيسيين في الناتو، ومن بينها دول أوروبية لها تاريخ من الصداقة والتحالف مع الولايات المتحدة كبلجيكا (34)، وبولندا (32)، إضافة إلى سنغافورة (4 طائرات)، وكوريا الجنوبية (40).

في نوفمبر (تشرن الثاني) 2020، أكدت واشنطن، على عمق العلاقة المتميزة التي تجمعها مع الإمارات، معبرة عن تطلعها للعمل على تعزيز تلك الشراكة بين البلدين. وفي ذات الشهر، أكدت ورقة صادرة من وزارة الخارجية الأمريكية، أن الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات تنمو في العمق والنطاق.

وذكرت الورقة أن "العلاقة بين الولايات المتحدّة والإمارات تتميز بعمقها المتزايد. وقد تمّ التأكيد على هذا التغيير من خلال إطلاق الحوار الاستراتيجي التأسيسي في أكتوبر (تشرين الأول)، ومن خلال المشاركة في معرض إكسبو 2020 دبي العالمي والشراكات الأمنية والاقتصادية الجديدة المرتبطة بإعلان اتفاقيات السلام الإبراهيم التاريخية".

وأضافت: "تعمل شراكتنا على تعزيز الأولويات الرئيسية بما في ذلك مكافحة النشاط الخبيث وحلّ المشاكل الإقليمية ومكافحة التطرف".

وأوضحت واشنطن أنها والإمارات تتعاملان مع حظر الانتشار النووي والتهديدات الإقليمية، وتواجهان الأنشطة الإيرانية الخبيثة – مثل الهجوم الإيراني غير المبرر على ناقلات النفط.

وحول التعاون في مكافحة الإرهاب، أوضحت أن "الإمارات عضو في التحالف العالمي لهزيمة داعش وتدعم مكافحة التطرف العنيف من خلال مركزي الصواب وهداية"، مشيرة إلى أن "البلدين يتعاونان في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب".

علاقات تاريخية
وجاء الإعلان كثمرة للعلاقة التاريخية مع واشنطن والتي عنوانها الشراكة والتكامل، وذلك منذ كانت أمريكا هي الدولة الثالثة التي تقيم علاقات دبلوماسية رسمية مع الإمارات، وتفتح سفارتها على أرضها منذ عام 1974، ليتأسس سجل حافل بين البلدين يتضمن نقلات نوعية في كل المجالات، وصولاً للتحالف الدولي ضد الإرهاب بالمنطقة ومحاربة داعش طوال الفترة الماضية، وحرص الإمارات على الحضور بقوة ضد بؤر الإرهاب في هذا السياق، بل والمشاركة في دعم الشرعية في اليمن للحيلولة دون تمدد إيران هناك وابتزازها وتحريكها للدمى من الحوثيين وغيرهم.

وتتأسست العلاقة الإماراتية الأمريكية على استراتيجية التحالف وتشابه الأهداف والرغبة في التطوير والذهاب نحو عالم آمن خالٍ من الصراعات بقوة الردع والدفاع والهجوم إذا تطلب الأمر.

تعزيز العلاقات 
ولقرابة 5 عقود ارتبطت الإمارات والولايات المتحدة بشراكة وعلاقات ثنائية تزداد عمقاً ومتانة شكلت مسيرة تاريخية تقوم على التحالف والتعاون.

يشار إلى أن عبيد الطاير وزير الدولة للشؤون المالية بالإمارات وستيفن منوشن وزير الخزانة الأمريكي، بحثا الأسبوع الماضي، تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين والبلدين.

وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام)، أن اللقاء الذي عقد في أبوظبي بحث علاقات البلدين الصديقين وتقوية مجالات التعاون المالي والاقتصادي بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية. وحضر اللقاء، يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية وممثلون عن مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي.

وأكد عبيد حميد الطاير التزام دولة الإمارات القوي بمواصلة توطيد أطر الحوار المشترك مع الولايات المتحدة الأمريكية باعتبارها أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين للدولة على مستوى العالم.

وقال إن "وزارة المالية تحرص على تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لتشمل كافة المجالات ذات المصلحة المشتركة خاصة في القطاع الاقتصادي والمالي والاستثماري".

علاقات اقتصادية 
وفي شهر يونيو (حزيران) 2020، أكدت الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية، خلال  "حوار السياسات الاقتصادية السابع" الذي عقد بين البلدين عن بعد، أن علاقاتهما الاقتصادية وثيقة وبناءة، وتعهدتا باستكشاف مجالات جديدة للتعاون في مجموعة من القطاعات، بما في ذلك الأمن الغذائي، والأمن الصحي وبحوث الرعاية الصحية، والفضاء، والمسائل الجمركية، والتكنولوجيات الناشئة، وتمكين المرأة اقتصادياً بما يتماشى مع مبادرة التنمية والازدهار العالمية للمرأة في الولايات المتحدة.

وفي ختام هذا الاجتماع، أكد الوفدان رغبتهما في العمل بشكل وثيق وتعزيز التعاون في مجال التجارة والاستثمار واستكشاف فرص جديدة في هذه المجالات لما فيه مصلحة البلدين.

وتعد دولة الإمارات أكبر شريك تجاري غير نفطي للولايات المتحدة الأمريكية على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما تعد الوجهة الأولى للصادرات الأمريكية من المنتجات والخدمات في الشرق الأوسط، حيث تستحوذ على أكثر من 40% من إجمالي تجارة الولايات المتحدة غير النفطية مع الدول العربية، وعلى 41% من تجارة واشنطن غير النفطية مع دول مجلس التعاون الخليجي، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تعتبر ثالث أكبر شريك تجاري للإمارات على مستوى العالم، وكذلك ثالث أكبر مستثمر أجنبي بأسواق الدولة.