الإثنين 18 يناير 2021 / 13:26

هكذا يمكن تصنيف الحوثيين جماعة إرهابية وتسهيل المساعدات الإنسانية

حض الباحثان في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات جوناثان شانزر وماثيو زوي إدارة الرئيس الأمريكي المُنتخب جو بايدن والكونغرس على دعم تصنيف جماعة "أنصار الله" الحوثية منظمة إرهابية، لافتين إلى أنه يمكن لمكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة إصدار التراخيص العامة اللازمة للسماح بوصول المساعدة الإنسانية إلى اليمن.

الوضع في اليمن مُريع ويجب اتخاذ خطوات لمنع تفاقم معاناة السكان

وأشار الباحثان إلى إنقسام الآراء حول جدوى هذه الخطوة. ويُشير مؤيدو الخطوة إلى الحاجة الواضحة لاتخاذ إجراءات ضد منظمة سبّبت الفوضى في اليمن وتدعمها إيران بالأسلحة والتدريب والتمويل. في المقابل، يقول مُنتقدو الخطوة إنها يُمكن أن تؤثر على قدرة منظمات الإغاثة على الوصول إلى المحتاجين وستفاقم الوضع الإنساني غير المستقرّ في اليمن.

وإذ أشار الباحثان إلى صواب هذه المخاوف، فإنهما اعتبرا أن الوضع في اليمن يُمكن أن يتدهور إذا لم تدره الإدارة الأمريكية المٌقبلة بشكل صحيح.

قضية واضحة
وشرحا أن تصنيف الحوثيين قضية واضحة، إذ منح قانون مكافحة الإرهاب لعام 1996 وزير الخارجية الأمريكية سلطة تصنيف الأشخاص والكيانات التي تُهدّد أنشطتها الإرهابية "أمن مواطني الولايات المتحدة" أو "الدفاع الوطني أو العلاقات الخارجية أو المصالح الاقتصادية للولايات المتحدة" منظمات إرهابية أجنبية.

ويفرض القانون عقوبات مالية وحظر التأشيرات ضد الذين يُشكلون جزءاً من الكيانات المُصنفة منظمات إرهابية أجنبية. كما يمنع هذا القانون أي أمريكي أو غير أمريكي يخضع للولاية القضائية الأمريكية، من تقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أو منظمة إرهابية أجنبية، بما في ذلك خارج الحدود الإقليمية للحظر الجنائي.

جماعة تستوفي معايير التصنيف
واعتبر الباحثان أن جماعة "أنصار الله الحوثية" تستوفي معايير تصنيفها منظمة إرهابية أجنبية، وكياناً إرهابياً عالمياً، إذ أنها بمساعدة إيرانية ضخمة، شكّلت تهديداً للشحن الدولي، واستهدفت منشآت الطيران المدني، بما فيها تلك التي يستخدمها الأمريكيون، وارتكبت أعمالاً وحشية أخرى ضد الحكومة المُعترف بها في اليمن، ناهيك عن الشعب اليمني.

دور إيران
ولا يُمكن تجاهل دور إيران الدولة الراعية للإرهاب، التي تُواصل تهديد البلدان في جميع أنحاء المنطقة، ناهيك عن الموظفين الأمريكيين في العراق وأماكن أخرى.

ورغم أن إدارة بايدن تُفكر في تجديد الديبلوماسية النووية مع النظام في طهران، إلا أنها وعدت أيضاً الدول الواقعة في نطاق الصواريخ الإيرانية ووكلاء إيران بأنها ستُعالج مجموعة واسعة من الأنشطة المُزعزعة للإستقرار من النظام ووكلائه. ويُعتبر تصنيف الحوثيين خطوة واضحة في هذا الاتجاه.

ضمان وصول المساعدات
وأوضح الباحثان أن تطبيق التصنيف المزدوج بشكل صحيح، يُمكن أن يزيد الضغط على الحوثيين وداعميهم الإيرانيين. وفي الوقت نفسه، على إدارة بايدن أن تضمن بشكل استباقي، عبر عملية بيروقراطية وتقنية شفافة، وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع اليمنيين المُحتاجين.

ويجب أن تُوضح لجميع شركائها وحلفائها أن برامج المساعدة الإنسانية ستستمر، حتى في الأراضي التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن.

الإستفادة من الإستثناءات

وفي الوقت نفسه، على إدارة بايدن إما الاستفادة من الإعفاءات القانونية الحالية، أو ابتكار استثناءات أوسع للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وعلى سبيل المثال، يُمكن أن تستخدم وزارة الخارجية نصاً قانونياً يسمح لوزير الخارجية بتفويض معاملات معيّنة بموجب قانون تصنيف المنظمات الإرهابية الأجنبية، لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية والغذائية.

تراخيص مُشجّعة

بالإضافة إلى ذلك على مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بوزارة الخزانة إصدار التراخيص العامّة اللازمة للسماح بوصول المساعدة الإنسانية إلى اليمن وتشجيعها. ويُمكن لأعضاء الكونغرس استخدام علاقاتهم للمساعدة في الترويج لهذه الخطوة.

وإذ اعتبر الباحثان أن الوضع في اليمن مُريع ويجب اتخاذ خطوات لمنع تفاقم معاناة السكان، إلا أنهما شددا على أن رفض تحديد دور إيران ووكلائها في تفاقم بؤس اليمن، لن يُساعد أحداً.

وختما بالقول إن على القيادة الأمريكية التحدّث علانية عن حقيقة ما يجري، واتخاذ الإجراءات لتُظهر التزامها بنظام دولي قائم على القواعد، التي انتهكتها إيران على مر السنين، وتستمر في انتهاكها في اليمن.