الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن (أرشيف)
الإثنين 18 يناير 2021 / 15:42

باحث بريطاني: إيران والصين أكبر اختبارين لإدارة بايدن في 2021

قبل أيام من تنصيب إدارة أمريكية جديدة ربما تتبنى جدول أعمال يختلف عن نهج الإدارة السابقة، سيظل هناك ترقب لخيوط السياسة الخارجية لاستخلاص الخطوط العريضة لتعاملها مع ملفات صعبة ومتشعبة، خاصة ما يتعلق بالملف الإيراني والتعامل مع الصين.

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي والباحث البريطاني كون كوفلن، أحد كبار زملاء معهد جيتستون الأمريكي، ومحلل الشؤون الدفاعية بصحيفة ديلي تليغراف، إن كشف مضاعفة حزب الله ترسانة الصواريخ المتقدمة الموجهة لإسرائيل، على مدار العام الماضي، هو تذكير في الوقت المناسب بأن إيران، إلى جانب الوكلاء العديدين الذين تدعمهم في أنحاء الشرق الأوسط، تعد بتقديم أكبر التحديات الحرجة للسياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي المقبل جو بايدن في 2021.

وأوضح كوفلن في تقرير نشره معهد جيتستون الأمريكي أنه في كثير من النواحي، كان 2020 عاما سيئاً لملالي إيران. فقد بدأ العام، بداية غير مواتية عندما نجحت إدارة الرئيس دونالد ترامب في اغتيال قاسم سليماني، القائد البارز لفيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والرجل الذي كان مسؤولا بشكل أساسي عن نشر نفوذ إيران الشرير في أنحاء المنطقة، بصفته أحد المقربين الموثوقين للمرشد الأعلى،  علي خامنئي.

وقال، إنه علاوة على ذلك، سلب نظام العقوبات الذي فرضته إدارة ترامب، الاقتصاد الإيراني من قوته، ونفذ ترامب بعد الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، بدعوى أنه كان سيسمح لطهران في النهاية بامتلاك أسلحة نووية.

ونتيجة لذلك، فقد الريال، العملة الإيرانية ، أكثر من نصف قيمته، في حين تجاوز التضخم والبطالة  20%.

وواجه الملالي أيضاً انتقادات داخلية شديدة لطريقة تعاملهم مع جائحة فيروس كورونا، حيث تواجه الحكومة اتهامات بأنها كان بطيئة للغاية في الاستجابة للتحدي الذي تمثله الجائحة، والسعي عمداً للتستر على عدد الوفيات الحقيقي.

ويقول كوفلن إن من الواضح أن حكام إيران في أمس الحاجة إلى بعض الأخبار الجيدة التي يمكنهم نقلها إلى ناخبيهم المشككين، مع قرب الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقررة في يونيو (حزيران) المقبل.

وتابع أنه لذلك، فإن إعلان حسن نصر الله، أمين عام جماعة حزب الله الموالية لإيران في لبنان، أن الحركة قد حققت رغم كل الانتكاسات التي عانتها طهران في العام الماضي، زيادة كبيرة في عدد الصواريخ الموجهة لإسرائيل، سيكون أمر مبهجاً لرجال الدين في إيران، وهم الذين يسعون لتقديم سجل  إيجابي قبل الانتخابات.

وقال نصر الله، الذي أعلن ذلك في مقابلة استمرت أربع ساعات في محطة تلفزيونية لبنانية موالية للحركة، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن الصواريخ الدقيقة الإيرانية قادرة الآن على إصابة أهداف في أي مكان في إسرائيل، وفي الضفة الغربية وغزة.

وأوضح كوفلن أن إعلان حزب الله، إن صح، يشكل تصعيداً خطيراً في قدرة إيران على مهاجمة إسرائيل، خاصة أن الحرس الثوري الإيراني نشر أسلحة مماثلة في قواعد أقيمت حديثاً في سوريا وتقع بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

وأشار إلى أنه حتى لو اتضح أن نصر الله يسعى بهذا الادعاء إلى تعزيز مكانة حزب الله في لبنان بعد الانتقادات للحركة بعد انفجار مرفأ بيروت في أغسطس (آب)، فمن غير المرجح أن تتسامح إسرائيل مع وجود مثل هذه الأسلحة القوية القريبة للغاية من حدودها.

وتصاعدت حدة التوترات بالفعل بين إيران وإسرائيل بعد تقارير في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن نشر الأخيرة إحدى غواصاتها في الخليج العربي، في خطوة أثارت رد فعل غاضب من أبو الفضل عموئي، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، الذي وصف الخطوة الإسرائيلية بـ "العمل العدواني"، وأكد أن إيران تحتفظ بحق الرد.

وبينما ينظر العديد من المراقبين العسكريين إلى الخطوة الإسرائيلية، التي تزامنت مع زيادة في النشاط البحري الأمريكي في الخليج، في إجراء احترازي بحت مع اقتراب إدارة ترامب من الرحيل، لا يمكن مطلقاً استبعاد الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران، وهو احتمال من الأفضل أن تتعامل معه إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن عندما تدرس خيارات سياسته الخارجية.

وثمة توقع كبير بين العديد من خصوم واشنطن بأن تنصيب بايدن سيؤدي إلى تبني الرئيس الجديد لهجة أقل تصادمية مع العالم الخارجي مقارنة مع سلفه ترامب.

ويأمل حكام الصين الشيوعيون، على سبيل المثال، في انخراط بايدن في نوع من الصفقات التجارية التي لا معنى لها والمحبوبة للغاية من جانب سلفه الديمقراطي باراك أوباما.

وهذه هي الصفقات التجارية التي توافق فيها واشنطن على تحسين العلاقات التجارية مع بكين على أساس أن الصين تعالج العلاقة التجارية غير العادلة بين البلدين، مع علمها جيداً بأن الحكام الشيوعيين في الصين لا ينوون على الإطلاق الوفاء بتعهداتهم. 

وهناك أيضاً مشاعر مماثلة بالتفاؤل في طهران، أين يأمل رجال الدين بشدة أن يفي بايدن بوعده بالعودة إلى الاتفاق النووي ورفع العقوبات، لتخفيف الصعوبات الاقتصادية عن إيران وتمكين قدرتها النووية.

وقبل اتخاذ أي خطوة قد يندم بايدن عليها لاحقاً، فإنه يحتاج إلى التفكير ملياً وبجد في الانعكاسات المحتملة لمحاولة تحسين العلاقات مع طهران.

وكما أظهرت إيران باستمرار منذ توقيع الاتفاق النووي في 2015 مع إدارة أوباما، فإن الهدف الأساسي لطهران هو أن تصبح القوة المهيمنة في الشرق الأوسط، وليس التعايش السلمي مع دول أخرى في المنطقة.