الثلاثاء 19 يناير 2021 / 14:19

وول ستريت جورنال: علاقة بلينكن ببايدن تجعله وزيراً استثنائياً!

24-زياد الأشقر

يتمتع أنطوني بلينكن المرشح لمنصب وزير الخارجية الأمريكي في إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن، بأفضلية واحدة كبيرة، هي العلاقة الممتدة على مدى عقدين مع بايدن، ما يؤهله للتفاوض مع الحلفاء والخصوم على حد سواء، مع صلاحية كاملة من البيت الأبيض.

بلينكن سيستفيد من ثقة بايدن به والتي تعتبر ضرورية جداً من أجل تمكين وزير الخارجية

بهذه المقدمة، استهل الصحافيان مايكل غوردن وورن ستروبل مقالهما في صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن بلينكن، ليقولا إن قلة من وزراء الخارجية ربطتهم علاقات طويلة مع الرئيس كتلك التي تربط بلينكن ببايدن.

وتعيد هذه العلاقة إلى الأذهان مقارنات سابقة مثل العلاقة التي كانت تربط الرئيس جورج إتش دبيلو بوش بوزير خارجيته وصديقه ومستشاره السياسي جيمس بايكر، رغم أن بايكر تسلم منصب وزير الخارجية حاملاً خبرة اكتسبها من منصب وزير الخزانة ورئيس فريق موظفي البيت الأبيض في عهد رونالد ريغان.

دور جديد لبلينكن
وبالنسبة إلى بلينكن، فإن منصباً بهذا المستوى الرفيع، سيكون دوراً جديد،اً بعدما أمضى معظم حياته المهنية في ظل بايدن، ويتعين عليه الآن إظهار مهاراته باعتباره استراتيجياً في السياسة الخارجية، وأرفع ديبلوماسي في البلاد.

وعند مثوله أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، على بلينكن أن يوضح رؤيته للدور المركزي الذي يجب أن تضطلع به الولايات المتحدة في تسوية المشاكل العالمية، وكيف يمكن أن تستخدم الحلفاء والمؤسسات الدولية لتوسيع رافعتها، وكيف يمكن أن تنتهج سياسات تعود بالنفع على الطبقة الأمريكية المتوسطة.

مقاربة بديلة لـ"أمريكا أولاً"
هذه المقاربة القصد منها، أن تحل محل مبدأ ترامب "أمريكا أولاً" مبدأً تنظيمياً للسياسة الخارجية، بينما تسعى أيضاً إلى الحصول على دعم أجندة بايدن من ناخبين يتعاطفون مع مبدأ ترامب.

وتأتي شهادة بلينكن ضمن سلسلة شهادات لمسؤولي الأمن القومي الذين اختارهم بايدن، والتي من المفترض أن تبرز خبراتهم الحكومية.

ويحذر بعض المسؤولين السابقين، من أن فريقاً يحمل تفكيراً متشابهاً يمكن أن يضع جانباً بعض الخيارات المبدئية للتعامل مع خصوم في طهران، وبكين، وموسكو وبوينغ يانغ.

ويقول آرون ديفيد ميلر الذي عمل مع وزراء خارجية جمهوريين وديموقراطيين ويعمل الآن في معهد كارنيغي للسلام الدولي: "هم ليسوا فريقاً من المتنافسين".

ويضيف أن ثمة أعضاءً في الإدارة الجديدة متمرسون جداً بحيث "يوجد سبعة وزراء للخارجية محتملين"، بينهم مبعوث بايدن لشؤون المناخ جون كيري.

ويوضح أن بلينكن سيستفيد من ثقة بايدن فيه والتي تعتبر ضرورية جداً لتمكين وزير الخارجية.

وسبق لبايدن أن أبرز اتصالاته الخاصة مع زعماء العالم، لكن من المتوقع أن ينخرط عن كثب في إدارة الرد الأمريكي على جائحة كورونا، وتحريك عجلة الاقتصاد، ومن المحتمل أن يعتمد بقوة على فريقه للأمن القومي لإدارة السياسات وصياغة استراتيجيات للسياسة الخارجية.

التحديات المبكرة
ومن المتوقع أن يُفصح بلينكن، الذي تشاور مع كل وزراء الخارجية السابقين، في جلسة الاستماع عن خططه للتعامل مع مروحة من التحديات المبكرة، بينها إعادة طهران للالتزام ببنود الاتفاق النووي في 2015، وعودة الولايات المتحدة لتنضم إلى الاتفاق، من ثم التفاوض على قيود أكثر صرامة واستدامة على إيران، التي انتهكت حدود تخصيب الأورانيوم وبدأت الاستعداد لتصنيع الأورانيوم المعدني.

كوريا الشمالية
وهناك أيضاً كوريا الشمالية التي عززت ترسانتها الصاروخية، بينما يخشى مسؤولون سابقون أن تجري تجربة صاروخية طويلة المدى، للضغط على إدارة بايدن حتى تخفف عنها العقوبات.

وفي 2018، كتب بلينكن مقالاً في "نيويورك تايمز" قال فيه إن على الولايات المتحدة أن تدرس مقاربة مرحلية تقوم على التفاوض مع بيونغ يانغ لتجميد برنامجها النووي، ومن ثم العمل على اتفاق أشمل لنزع السلاح النووي، في تناقض مع مطلب ترامب بنزع فوري لهذا السلاح.

روسيا والصين
وبالنسبة لروسيا، يتعين اتخاذ قرار سريع لتمديد معاهدة ستارت للأسلحة النووية التي تنتهي في فبراير (شباط) المقبل. كما يتعين أيضاً وضع استراتيجية لاحتواء القوة العسكرية والاقتصادية المتنامية للصين، وهي الاولويات التي تواجه إدارة بايدن.