العراقية الكردية دلبند رواندوزي داخل خيمتها الزراعية (أ ف ب)
العراقية الكردية دلبند رواندوزي داخل خيمتها الزراعية (أ ف ب)
الثلاثاء 19 يناير 2021 / 16:59

مليون شجرة على أرض كردستان العراق لمواجهة التغير المناخي

ترعى العراقية الكردية دلبند رواندوزي داخل خيمتها الزراعية نباتات صغيرة ستصبح قريبا أشجار بلوط باسقة، وتأمل في أن تسهم بإعادة الحياة إلى غابات إقليم كردستان في شمال العراق حيث تبددت نصف الثروة الحرجية بفعل الحروب والحرائق وعمليات القطع غير القانونية.

وتسعى هذه الشابة البالغة 26 عاما المولعة بالتسلق الجبلي والنزهات في الطبيعة، إلى إعادة الحياة لغابات الإقليم عبر زرع مليون شجرة بلوط خلال السنوات الخمس المقبلة.

واختارت البلوط لقدرة هذه الأشجار على مقاومة درجات الحرارة المنخفضة ولجذورها التي تمتد بعمق داخل الأرض ما يساعدها على مقاومة الجفاف ولعمرها المديد الذي قد يستمر قروناً.

وتقول دلبند: "أول تجربة لنا كانت في خريف 2020، وزرعنا خلاله ألفي شجرة بلوط ".

وبدا الرضى جلياً على هذه الشابة المتحدرة من بلدة رواندوز شمال مدينة إربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ العام 1991.

ولتحقيق هدفها الأكبر وزراعة أشجار البلوط التي تكسو أغلب غابات العراق، حشدت دلبند مؤيّدين كثيرين لها.

وتبدأ المهمة على يد رعاة ومتنزهين محليين ينقلون البذور خلال رحلاتهم عبر الجبال لتزرعها دلبند داخل خيمتين زراعيتين تموّلهما مؤسسة تعليمية خاصة في أربيل.

بعدها تحدد لها وزارة الزراعة في الإقليم المواقع التي يمكن زرعها مجدداً عند كل خريف.

وبعد غرس تلك الشتلات في المنطقة التي يؤمل تحويلها إلى غابة، تنتقل رعاية كلّ منها إلى أحد المراقبين مقابل ألف دينار.

وتوضح دلبند أن الهدف هو "خلق عادات جديدة في المجتمع من خلال غرس الأشجار من أجل الوصول الى مناخ أفضل، لأن التغير المناخي تهديد كبير ويجب ألا يقتصر عملنا على زراعة الأشجار".

وفقد الإقليم 20 % من نباتاته منذ 2014، وتصل هذه النسبة الى 47% في حال مقارنتها بإحصاءات تعود للعام 1999، وفقا لسلطات الإقليم.

وانعكس ذلك من خلال زوال أكثر من 8000 كيلومتر مربع الغابات الطبيعية أو المزروعة على يد البشر، وأيضا تبدد الحماية من تأكل التربة وفقدان المياه، وفقاً لمنظمة "فاو" للأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.

ويعزى هذا الوضع إلى الغارات وقطع الأشجار غير القانوني على يد عائلات فقيرة طلبا للحطب من أجل التدفئة، أو إلى أطماع حطابين أو الرعي الجائر، إضافة إلى التمدد السكاني العشوائي الذي يتحدى الطبيعة في مناطق كثيرة.