صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الأربعاء 20 يناير 2021 / 10:48

صحف عربية: تنصيب غير تقليدي لبايدن على رئاسة أمريكا المنقسمة

تتجه أنظار العالم اليوم إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث من المقرر أن يتم تنصيب جو بايدن ليصبح الرئيس الـ 46 للولايات المتحدة، في ختام موسم انتخابي فوضوي في بلد لا يزال منقسماً بسبب مزاعم دونالد ترامب عن تزوير الانتخابات.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، يسعى بايدن إلى فتح فصل حاسم لإصلاح صورة بلاده داخلياً وخارجياً، فيما يعتزم إصدار أوامر تنفيذية وقوانين كاسحة في يومه الأول لتفكيك إرث ترامب.

يوم تاريخي
ذكر الكاتب محمد خلفان الصوافي في مقال له بصحيفة البيان الإماراتية، أن الاهتمام بما يحدث اليوم في أمريكا ليس فقط من أجل مشاهدة تفاصيل مراسم التتويج، وإنما من أجل توثيق آخر لحظة إثارة بعد 4 سنوات كاملة من ممارسات سياسية استطاع فيها الرئيس الذي يغادر البيت الأبيض، دونالد ترامب، أن يكون حديث الساعة في كل وسائل الإعلام العالمية، ويزرع القلق في قلوب معجبي الرمزية الأمريكية، ويبث الإثارة والإعجاب لدى مؤيدي سياساته الغريبة.

وقال إن "المشهد العام اليوم، مع أنه يفترض أن يكون سياسياً بالدرجة الأولى، إلا أنه لا يمكن لأي مراقب أن يقتصرها على ذلك، فالأمر أكبر وأبعد بكثير ولا يمكنه أن يقتصر على أنه شأن أمريكي، خاصة بعد تبادل اتهامات بتزوير الانتخابات، وكشف عن مخطط لاعتقال النواب أثناء اقتحام مبنى (الكابيتول) وانتشار الحرس الوطني الأمريكي".

وأضاف أن "المشهد في عمومه يحمل لهفة الاطمئنان على النموذج الذي أبهر العالم في كل المجالات الحياتية من تعليم، وصناعة، وابتكارات، وحريات حيث لا يمكن تخيّل أمريكا من دون كل ذلك وبالتالي من السهل معرفة سبب الاهتمام العالمي اليوم".

وأوضح الكاتب أنه بمجرد انتهاء مراسم التنصيب للرئيس الجديد، سيتنفس الجميع الصعداء بعد 4 أعوام صعبة ستترك آثارها السلبية على الإدارة الجديدة لفترة طويلة، من أجل استعادة صورة أمريكا التي خدشتها "ظاهرة الترامبية".

يوم أمريكي مشهود
ومن جهته، قال الكاتب بكر عويضة في صحيفة الشرق الأوسط "هذا يوم أمريكي مشهود حقاً، إنما واضح لكل متابع أن الشهود على وقائع ما ستشهد حديقة البيت الأبيض في واشنطن هذا الصباح، سواءً كانوا واضعي سياسات، أو متخذي قرارات، ينتمون واقعياً إلى كل أنحاء الأرض".

وأضاف أن "انتقال الحكم من إدارة رئيس أمريكي ذاهب إلى آخر قادم يصحبه طاقم جديد، ويحمل رؤى تختلف عما أتى به الرئيس السلف، هو أمر يحظى غالباً باهتمام عالمي".

وأشار الكاتب إلى أن تنصيب جو بايدن اليوم رئيساً للولايات المتحدة، لن يلغي حقيقة أنه حدث مختلف تماماً، وتابع "كل ذي عقل يعرف أن المؤسسات في الولايات المتحدة، وفي دول الغرب عموماً، تظل أقوى من الاتجاهات ومن الأفراد، صحيح أن أسلوب دونالد ترمب أوقع من الخلل المؤثر ما سوف يتطلب وقتاً لتصحيح المسار، لكن ذلك أمر ممكن، وليس بالمتعذر".

وأوضح أن هناك ثمة مؤشرات عدة توضح أن الإصلاح بدأ بالفعل، في مقدمها تحول كبار شخصيات الحزب الجمهوري من تأييد ترمب، أو الاكتفاء بموقف الصمت المحايد، إلى العمل ضده، عندما جرى التصويت في الكونغرس على عزله يوم الأربعاء الماضي.

واختتم مقاله بالقول "الأرجح أن يمضي اليوم المشهود، أمريكياً ودولياً بلا عقبات تحول دون تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في حديقة البيت الأبيض، وبما يثبت أن انتقال الحكم ممكن ديمقراطياً حتى لو وقعت بعض المشاغبات، وبالتالي فإن مآل محاولات التخريب التي تتيحها، أحياناً، الممارسة الديمقراطية ذاتها، هو الفشل".

فصل حاسم
وبدورها، كشفت صحيفة العرب اللندنية أن معسكر الرئيس المنتخب جو بايدن أعلن عن خارطة طريق لإخراج الولايات المتحدة من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية، بالتزامن مع الانتهاء من تعيين فريق إدارته التي ستسهر على تطبيق الأجندة السياسية الخارجية للسنوات الأربع المقبلة، ومن دون أن تلجمه كثيراً إجراءات عزل سلفه دونالد ترامب.

ويرى مراقبون ومؤرخون أمريكيون أن على هذا السياسي البالغ من العمر 78 عاماً، والمخضرم في الجانب السياسي والذي شهدت حياته مآس عائلية، وضع صورته كشخصية جامعة في خدمة بلد يشهد انقسامات كبيرة ويعاني صدمة الهجوم القاتل على الكونغرس.

ولفت أستاذ التاريخ في جامعة كنساس الأمريكية ديفيد فاربر، إلى أن الولايات المتحدة لم تعرف أزمة شرعية سياسية كهذه منذ تنصيب أبراهام لنكولن عام 1861، والذي أطلق شرارة الحرب الأهلية الأمريكية.

وقال إن "ذلك الأمر سيستهلك الوقت الذي يحتاج إليه جو بايدن لبدء مشاريعه"، مشيراً إلى أنه إن كان بعض الجمهوريين نأوا بأنفسهم أخيراً عن الملياردير المتهور، فسيبقى قوة صاخبة قد تستمر طوال فترة إدارة بايدن التي لن يسعها الكثير حيال ذلك".

وأوضحت الصحيفة أنه على الرغم من أن المحللين يعتقدون أن بايدن سيركز خلال الأشهر الأولى على معالجة القضايا الداخلية ذات الأولية، إلا أن علاقة الولايات المتحدة بالعالم ستكون الشق المهم بالنسبة إليه لإعادة هيبة أقوى دولة في العالم.

أمريكا المنقسمة
وأما في صحيفة الاتحاد الإماراتية، فقد قالت الخبيرة في الشؤون السياسية ماري ستوكي من جامعة ولاية بنسلفانيا إن "ما يميّز عهد بايدن ليس أن البلد يمر بأزمة، بل عدد الأزمات المتزامنة، التي سيضطر لمواجهتها منذ الأيام الأولى لولايته".

وأشارت إلى أن هذه الأزمات المتمثلة في وباء كوفيد-19 والانكماش الاقتصادي، هي ظرفية ومترابطة، وبعضها الآخر كالانقسامات السياسية والعنصرية تعود إلى عقود، لكن يتعين على بايدن مواجهتها كلها مباشرة، في وقت سيكون مجلس الشيوخ منشغلاً جزئياً بمحاكمة دونالد ترامب بتهمة "التحريض على التمرد".

وقالت شيرلي آن وارشو، أستاذة العلوم السياسية في كلية غيتيسبرغ: "يجب أن يدير الأزمة الاقتصادية، فيما يحاول تلقيح 300 مليون شخص، بينما يقود دولة منقسمة بشكل خطر".

وأوضحت الصحيفة أن بايدن يعتزم توقيع عشرات الأوامر التنفيذية وإحالة مشروعات قوانين كاسحة إلى الكونغرس في الأيام الأولى له في المنصب، بهدف العدول عن بعض السياسات التي تحمل توقيع سلفه دونالد ترامب، فيما يتعلق بالهجرة وتغير المناخ مع التحرك في الوقت نفسه لتشديد قواعد تصدي الحكومة لأزمة فيروس كورونا.

ولفتت إلى أن الأوساط الإعلامية والسياسية في الولايات المتحدة، تترقب حملة الأوامر التنفيذية، التي يعتزم بايدن إصدارها اعتباراً من يومه الأول في السلطة، لتفكيك إرث ترامب، مبينة أنها تستهدف تدارك الخسائر الاقتصادية الجسيمة التي ترتبت على الوباء، وكذلك استعادة مكانة الولايات المتحدة في العالم.