الأربعاء 20 يناير 2021 / 22:48

رغم الجائحة.. دبي تعزز مكانتها بين أفضل مدن العالم

24- أبوظبي- محمد رمضان

رغم الخسائر الاقتصادية الفادحة والتباطؤ الشديد في عجلة النمو التي عانى منها العالم في العام الماضي ولايزال بسبب تداعيات جائحة كورونا، نجحت دبي في الحد من تأثيره عليها، لتكون إحدى المدن الكبرى القليلة في العالم، التي حافظت على مكانتها بين الأفضل تنافسية في مختلف المجالات أهمها القطاعين التجاري والسياحي.

ونجحت دبي في التعامل مع أزمة كورونا باحترافية، بل اعتبرتها فرصة سانحة لإحداث تغيير إيجابي والعمل على تدشين مرحلة مهمة تمكنها من الانتقال إلى عهد جديد من التطور والنمو، وبادرت سريعاً إلى إطلاق المبادرات ووضع خطط وسياسات وآليات من شأنها الحد من آثار كورونا وتغطي القطاعات الاقتصادية والمجتمعية والخدمية، في الوقت الذي كانت فيه مدن ودول كثيرة حول العالم، تسارع الوقت للحفاظ على الوضع القائم.

تقارير رسمية
وكما في كل مناسبة تنجح فيها دبي، في لفت الأنظار وإدارة الرقاب، تظهر بين الفينة والأخرى، "تقارير" تتضمن "معلومات" عن مغادرة مقيمين للمدينة، بسبب الأوضاع الصعبة التي خلفتها جائحة كورونا، لكن التقارير الرسمية تنفي هذه الادعاءات بالرقم والنسبة المئوية، وبالصورة والفيديو، إذ أفادت المعطيات الإحصائية في العام الماضي وبداية العام الحالي بأن "إمارة دبي حققت قفزات نوعية خلال 2020، وتصدرت مراكز عالمية في عدة مجالات".

ففي أواخر العام الماضي، أظهرت التقارير الإحصائية الديموغرافية الصادرة عن مركز دبي للإحصاء، ارتفاع عدد سكان الإمارة في الربع الثالث من 2020 بنسبة 0.3%، بعد وصول 8500 نسمة إلى الإمارة، ليصل إجمالي السكان فيها إلى 3.4 ملايين نسمة من المقيمين الدائمين فيها، مقارنة مع 3.39 ملايين نسمة في نهاية النصف الأول من 2020، في حين بلغ تعداد العاملين في الإمارة والمقيمين خارجها 918.3 ألف نسمة.

واختارت "لونلي بلانيت"، أحد أكبر مراجع السياحة والسفر حول العالم، دبي بين أفضل 10 مدن في العالم للسفر في 2020، وذلك في أوج أزمة كورونا، وأُعلنت هذه القائمة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وتضمنت الوجهات العشر الأولى المفضلة بين السياح في العالم، بينها دبي التي سلط عليها الضوء مجدداً باعتبارها وجهة سياحية شديدة الجاذبية من قبل مختلف وسائل الإعلام الدولية.

نمو التذاكر 70%
من جهتها أفادت شركة "وي غو" المتخصصة في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت، بأن "حجوزات التذاكر في السوق الإماراتية شهدت نمواً بـ 70% في يوليو (تموز) الماضي، مقارنة مع الشهر الذي سبقه، متوقعة أن ترتفع النسبة في الأشهر المقبلة، مع فتح الحدود بشكل أكبر واستئناف الرحلات لمزيد من الوجهات".

ويستمد هذا النمو في أعداد السكان وفي حجم القطاع السياحي في دبي، أسسه من القرارات التي أطلقتها دولة الإمارات في 2020 للتصدي لتداعيات جائحة كورونا، مع الاستمرار في دعم السياحة والإحاطة بها، باعتبارها قطاعاً حيوياً واستراتيجياً.

وفي خطوة لاستقطاب وتشجيع الاستثمار، أعلنت هيئة الصحة بدبي في أواخر العام الماضي مثلاً، توفيرها خدمة الفحص المخبري لفيروس كورونا في مركز دبي التجاري العالمي لخدمة ممثلي الشركات والعارضين ورواد المركز المشاركين في المؤتمرات والمنتديات والمعارض الدولية التي يحتضنها المركز.

أفضل مكان للعيش
وعليه لم يكن مستغرباً أن يؤكد استطلاع "أصداء بي سي دبليو" السنوي الـ12 لرأي الشباب العربي الصادر في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، استمرار الإمارات وللعام التاسع على التوالي، في احتلال المرتبة الأولى بين الدول المطلوبة، باعتبارها "البلد المفضل" لدى للشباب العربي، رغم الصعوبات التي سببتها جائحة كورونا.

ومن جهة أخرى صُنفت دبي في المركز الأول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والـ17 عالمياً على قائمة أفضل المدن للعيش في 2020، التي نشرتها مجلة "غلوبال فاينانس" البريطانية، في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه.

السياحة الطبية
وحافظت دبي على موقعها المتقدم باعتبارها الوجهة العربية الرائدة للسياحة الطبية للعام الثاني على التوالي وذلك بناء على "المؤشر العالمي للسياحة الطبية" الصادر عن المركز الدولي لبحوث الرعاية الصحية"IHRC"، في سبتمبر (أيلول) الماضي، إلى أن أصبحت الآن واحدة من المدن التي يتوافد عليها السياح للحصول على اللقاح ضد كورونا، بعد إطلاقها حملة التطعيم المجانية للمواطنين والمقيمين.

ويأتي نجاح دبي في الحفاظ على المرتبة الأولى عربياً نتيجة تسجيلها نقاطاً عالية وفق المعايير الثلاثة الرئيسية لـ"المؤشر العالمي للسياحة الطبية"، إذ جاءت خامساً في معيار جودة وخدمات مرافق الرعاية الصحية وسابعاً في معيار الوجهة البيئية، فيما تربعت على المركز الـ13 في معيار صناعة السياحة العلاجية.

وفي سياق متصل، واستناداً إلى تقارير التنافسية العالمية الصادرة والمرتبطة بجائحة كورونا، واصلت الإمارات تصدر الدول العربية، ومنافسة دول العالم الأخرى باحتلالها المرتبة الـ10 عالمياً من حيث فعالية العلاج المصابين بفيروس كورونا وكفاءته.

وأظهرت تقارير عالمية أن "الإمارات حلت في المرتبة الأولى إقليمياً، وبين أفضل 10 دول عالمياً في فعالية القيادة في التعامل مع الجائحة، كما جاءت ضمن أقوى 20 اقتصاداً ناشئاً من حيث القوة المالية، فضلاً عن المرتبة الأولى عربياً و20 عالمياً ضمن أفضل الأنظمة التعليمية".

أفضل تعامل لقيادة
وصنفت الإمارات بين أفضل 10 دول في قائمة أفضل تعامل قيادات الدول في أزمة كورونا، وفقاً لـ "مؤشر الاستجابة العالمية للأمراض المعدية"، الصادر عن معهد المحاسبين الإداريين المعتمدين، الذي أكد أن الإمارات أثبتت قدرتها على تحدي الأزمات والتصدي لها على أعلى مستوى، مطبقة أحدث المعايير العلمية والعملية.

واحتلت الإمارات أيضاً مراتب متقدمة عالمياً في مؤشرين بارزين، في قطاعي السياحة والسفر والصحة، إذ تصدرت الدولة العالم في أداء وصناعة السياحة والسفر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وذلك ضمن "مؤشر سكيفت للتعافي"، الذي رصد أبرز مؤشرات السفر أثناء الجائحة في 22 دولة، تقدمت عليها جميعاً الإمارات.