الخميس 21 يناير 2021 / 13:17

كيف ستحاول إيران خداع بايدن؟

لم يستبعد الأكاديمي البارز في معهد المشروع الأمريكي مايكل روبين أن تتوصل إيران إلى تطوير سلاح نووي تحت ناظري الرئيس جو بايدن إذا لم يتفادَ الوقوع في أخطاء ارتكبتها الإدارات السابقة.

حذّر روبين ختاماً فريق بايدن من الانخراط مع طهران لأن ديبلوماسيته ستكون مجرد ورقة توت تمكّن إيران، كما كوريا الشمالية قبلها، من تأسيس أمر واقع نووي آخر

وحض الديموقراطيين في موقع "1945" على عدم إرجاع سبب الخروقات النووية الإيرانية الأخيرة إلى انسحاب الرئيس السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

قلَبَ اتفاق 2015 عقوداً من القواعد في مجال حظر الانتشار والذي تطلب مساءلة كاملة وتفكيكاً للبنية التحتية النووية الإيرانية. إن تبرئة إيران بسبب كره ترامب يؤدي إلى تجاهل كونها ملزمة بموجبات معاهدة حظر الانتشار التي وقعت عليها.

الركائز الثلاث
لفهم مدى قرب إيران من تطوير أسلحة نووية، تطرق روبين إلى المكونات الثلاثة العامة التي تشكل أركان الإمكانات النووية: التخصيب، تصميم الرأس الحربي، والقدرة على الإرسال والتسليم. عملت إيران على جميع هذه المكونات. أرّخت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأبعاد العسكرية الإيرانية المحتملة في تقرير علني منذ حوالي عشرة أعوام: عملت إيران على تصميم الرؤوس الحربية والصواعق ورسم نماذج الأسلحة وتوفير المكونات. قد يقول فريق بايدن إن الاتفاق النووي أوقف هذا النشاط. لكن النظام الإيراني سعى إلى إخفاء أرشيف عمله عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كما أن المعرفة التي طورها في هذا المجال لن تذهب إلى أي مكان.

يتجاهلون حقيقة أخرى
أضاف روبين أن الاتفاق النووي ونتيجته المتمثلة في القرار الصادر عن مجلس الأمن 2231، قلبَ سوابق قانونية من أجل تمكين إيران من العمل على البرنامج الصاروخي تحت ستار برنامج إطلاق الأقمار الاصطناعية. وفي حين يتناقش بعض المسؤولين حول القدرات الصاروخية الإيرانية، يتجاهلون حقيقة أخرى: بينما قد يسعى البنتاغون إلى الدقة والمثالية، يمكن ألا يسعى الحرس الثوري إلى ذلك. إن قنبلة قذرة تحملها السفن تغني إيران عن الحاجة إلى صاروخ بالستي عابر للقارات والذي يشكل عادة الرأس الحربي المثالي.

إيران وباكستان
لقد ركز الاتفاق جهوده على برنامج إيران التخصيبي، على الرغم من أنه يقوض فاعليته عبر نهاية صلاحية بنوده وعبر السماح لإيران بمواصلة برنامج التخصيب على مستوى صناعيّ أكبر مما كان عليه البرنامج الباكستاني حين سبق لباكستان أن بنت أسلحة نووية. باختصار، لدى إيران المعرفة لبناء وإطلاق رأس حربي. كل ما تحتاج إليه هو المزيد من اليورانيوم المخصب.

نظرة خاطئة
يخطئ فريق بايدن للأمن القومي حين يعتقد أن الفوارق بين المتشددين والإصلاحيين هي فوارق فكرية لا تكتيكية. هو يرى الصدق عوضاً عن لعبة الشرطي الجيد والشرطي السيئ. يؤكد روبين أن الفصيلين يدعمان الأفكار الثورية للحكم الثيوقراطي ويتواطآن ضد عشرات الملايين من الإيرانيين الذين يسعون إلى العيش في ظل دولة طبيعية.

ستتبع مسار بيونغ يانغ
طهران واثقة بأنها تستطيع التفوق على الديبلوماسية الأمريكية لأسباب أخرى. هي ببساطة تتبع مسار بيونغ يانغ. يشير روبين إلى اتفاق الإطار لسنة 1994 والذي هدف إلى إبقاء كوريا الشمالية ضمن معاهدة حظر الانتشار النووي وإلى منعها من تطوير أسلحة نووية. كما تفعل إيران حالياً، حافظت كوريا الشمالية على الادعاء بأنها ملتزمة بالاتفاق بينما كانت تسعى إلى الغش على الهامش. حتى حين أصبح واضحاً أنّ اتفاق الإطار لم يكن يقيد طموحات كوريا الشمالية، أنكر المسؤولون ثغرات القانون وبرّؤوا كوريا الشمالية. بعدما أعلنت وزارة الخارجية في كوريا الشمالية سنة 1998 أنها لن تمتثل للاتفاق، قدمت إدارة كلينتون إلى بيونغ يانغ 100 مليون دولار كمساعدات جديدة.

عندما يكون التمرد مربحاً
اليوم، يرى روبين أن الديموقراطيين يناقشون حوافز جديدة لدفع طهران إلى العودة للاتفاق النووي. كلما أصبح التحدي مربحاً، ازداد حجماً. طلبت كوريا الشمالية 300 مليون دولار كي تسمح بتفتيش منشأة تحت الأرض بالقرب من مدينة كومشانغ-ني ومليار دولار لإيقاف تصدير الصواريخ. وقال المدافعون عن الديبلوماسية إن الخطابات الكورية الشمالية العنيفة كانت مجرد مقدمة لتقديم عرض كبير.

الحقيقة هي أن السلطات الكورية الشمالية لم تتخلَّ قط عن مسعاها النووي، بل رأت في الديبلوماسية طريقة لتأخير المحاسبة وإثراء النظام. أصبحت ترسانة بيونغ يانغ مهددة للولايات المتحدة وحلفائها بينما يعيش قادتها حياة فاخرة أمنتها مليارات الدولارات المهدَرة التي تعود إلى دافعي الضرائب.

وحذّر روبين ختاماً فريق بايدن من الانخراط مع طهران لأن ديبلوماسيته ستكون مجرد ورقة توت تمكّن إيران، كما كوريا الشمالية قبلها، من تأسيس أمر واقع نووي آخر.