صحف عربية (24)
صحف عربية (24)
الجمعة 22 يناير 2021 / 10:31

صحف عربية: بايدن مطالب باستعادة ثقة الحلفاء

تعتزم الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس جو بايدن، لعب دور مؤثر في السياسية الخارجية للبلاد، لاستعادة الدور الدولي للولايات المتحدة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، يترقب الحلفاء ما ستحمله إدارة بايدن من قرارات مصيرية خاصة ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط.

معانقة أم معاداة
قالت صحيفة عكاظ السعودية، إنه من الأهمية أن تدرك إدارة بايدن الديمقراطية التي ستبدأ في التعاطي سريعاً مع القضايا العالمية والتحولات في منطقة الشرق الأوسط، أن المشهد العالمي والإقليمي والعربي الذي ستكون حاضرة فيه، ليس هو نفسه المسرح الذي كان موجوداً قبل 4 سنوات، حينما كان باراك أوباما مهندساً لها.

وأضافت أن على إدارة بايدن أن تعي أن مرحلة القطبية الواحدة لأمريكا لم تكن موجودة؛ بعد ظهور قوى عالمية فاعلة ومؤثرة على مسرح السياسة العالمية لديها القدرة لتغيير قواعد اللعبة.

وأوضح مراقبون أن القرارات التي وقعها بايدن ما هي إلا انطلاقة لمشروع استعادة الدور الدولي للولايات المتحدة الأمريكية، بينما أفاد آخرون بأن بايدن اتخذ قرارات الجزء السهل في المهمة الشاقة والمعقدة في حقبته.

وأشاروا إلى أن الجزء الصعب يتمثل في مدى قدرة بايدن وإدارته على استعادة ثقة الحلفاء وإثبات أن أمريكا شريك يمكن الاعتماد عليه بالفعل؛ وعدم ترك قوى إقليمية ترتع وتلعب وتصنع بؤر الصراع حول العالم والمنطقة تستغلها قوى عالمية وإقليمية في توسيع نفوذها، وتكريس التشظي والحروب والفتن وعلى رأس هذه القوى النظام الإيراني وميليشياته في المنطقة.

وأكد المراقبون أن ظروف الشرق الأوسط الآن أفضل لبايدن لكي يبدأ ولايته الرئاسية بأقلّ صداع رأس ممكن، من المنطقة التي شغلت السياسة الخارجية الأمريكية على مدار عقود.

مؤشرات التغيير
وبدوره، قال الكاتب علي حمادة في صحيفة النهار اللبنانية "ما من شك في أن السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط سوف تتغير مع خروج الرئيس السابق دونالد ترامب من البيت الأبيض، وحلول الرئيس جو بايدن مكانه".

وأشار إلى أن مؤشرات التغيير بدأت ترتسم في العديد من الملفات، لا سيما من خلال أولى المراسيم التي أصدرها الرئيس الجديد لحظة بلوغه "المكتب البيضاوي".

وأضاف الكاتب "ثمة اتجاهان في محيط بايدن المعني بالسياسة الخارجية في الشرق الأوسط: الأول يريد الإسراع في العودة إلى الاتفاق النووي من دون شروط"، لافتاً إلى أنه ما أن تعود واشنطن إلى ما قبل ترامب فسوف يعود الإيرانيون تلقائياً إلى الالتزام كما كان عليه الوضع سابقاً.

وتابع "أما الاتجاه الثاني فيرى أن الأمور تغيّرت في السنوات الأربع الأخيرة، وأن موضوع العودة إلى الاتفاق النووي صار أسير شروط مسبقة لا بد من فرضها على إيران، قبل رفع العقوبات والعودة إلى الاتفاق معدّلاً".

وأردف قائلاً "لا بدّ من انتظار استكمال بايدن التعيينات في المؤسسات المعنية بالسياسية الخارجية ولا سيما في الشرق الأوسط، كما لا بدّ من تلقف أي موقف يصدر منذ اليوم من الشخصيات المعنية بالسياسة الخارجية لمحاولة فهم ما يفكّر به بايدن".

عظمة أمريكا
ومن جهته، ذكر الكاتب خير الله خير الله لصحيفة العرب اللندنية، أن حفلة أداء الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس اليمين أعطت فكرة عن عظمة أمريكا، إذ كانت مناسبة كي تتأكّد القدرة التي تمتلكها الولايات المتحدة على تجديد نفسها في ظلّ الديمقراطية ومؤسسات الدولة التي ما زالت تمتلك الاقتصاد الأكبر في العالم.

وقال "أظهرت الحفلة أن المؤسسات الأمريكية لفظت دونالد ترامب، ولا يمكن أن تقبل بعودته رئيساً أو لاعباً سياسياً في يوم من الأيّام"، مضيفاً إلى أنه لا يمكن لهذه المؤسسات تقبّل شخص وصل إلى البيت الأبيض بفضلها وبفضل صناديق الاقتراع، وما لبث أن تمرّد عليها وعلى الأسس التي تتحكّم بها.

وأوضح الكاتب أن الإدارة الجديدة ستنصرف إلى معالجة وضع الاقتصاد والنتائج الكارثية لجائحة كورونا، حيث سيكون لدى الإدارة خط واضح في مجال السياسة الخارجية يقوم على تشكيل جبهة عريضة تضمّ أمريكا وحلفاءها لمواجهة الصين، كما سيكون على الإدارة الجديدة التعاطي مع تحديات اسمها روسيا وكوريا الشمالية وإيران وتركيا.

وتابع "لا شكّ أن تحديات كثيرة تنتظر الإدارة الجديدة، التحديات داخلية أوّلاً، لكنّ ما ظهر إلى الآن أنّ ثمة رغبة لدى الديمقراطيين والجمهوريين في طيّ صفحة ولاية ترامب الذي يتبيّن كلّ يوم أن نجاح سياسته الخارجية في مجالات معيّنة لم تكن من صنعه هو، بل هناك من صنعه له".

رمز الديمقراطية
وأما في صحيفة الاتحاد، فقد قال الدكتور عبدالله العوضي "نحن أمام الفصل الأخير لمسرحية ترامب، بعد أن استخدم السلاح القاتل لشعبه والاقتحام الصادم للكونغرس، رمز الديمقراطية العريقة في العالم الغربي، وهو أغلى قيمة في الدخول إلى عالم الحريات، وإن كان نسبياً، إلا أن في أمريكا النسبة الأعظم".

وأضاف أنه "منذ تأسيس أمريكا هناك شد وجذب في السياسة الأمريكية، فالحزب الديمقراطي مع الامتداد إلى الخارج الذي يسميه البعض الفجوة لملئها، وأما الحزب الجمهوري فهو غارق في نهج الانعزال، وهو ما قام به ترامب طوال فترة رئاسته".

وأشار إلى أن تنصيب بايدن الذي يمثل الوجه الآخر لديمقراطية مغايرة عن الحزب الجمهوري، سوف يعيد أمريكا "اللب" إلى "الفجوة" التي تركها ترامب، دون أن يغرس فيها من لب أمريكا شيئاً.

وأوضح الكاتب أن الأهم في هذه اللحظة الكورونية، قوة الاقتصاد ودوره الرئيس في النهوض، لافتاً إلى قول بريان ديس مدير المجلس الاقتصادي الوطني لجو بايدن، "إن خطة الإنفاق لإدارة بايدن البالغة 1.9 تريليون دولار ستولد نوع الانتعاش القوي الذي نحتاجه".