الجمعة 22 يناير 2021 / 10:44

الإمارات والحل الليبي

افتتاحية البيان الإماراتية

بات الليبيون على قناعة راسخة بأن دولة الإمارات تسعى بكل ما حباها الله من قيم إنسانية إلى تحقيق ما فيه مصلحتهم في بناء دولة قادرة على النهوض بجهود أبنائها المخلصين.. دولة يظللها التسامح والوئام وتضع قدميها بثقة على سكّة الاستقرار والتنمية. لقد جرّب الليبيون وخبروا على حساب حاضرهم ومستقبلهم تبعات التدخّلات الخارجية، لا سيما من جانب النظام التركي الذي لم يخفِ مطامعه، وتعامل مع جزء من الليبيين كأدوات لتحقيق أهدافه.

ولا يستطيع أي مراقب للشأن الليبي أن يلحظ ولو على نحو طفيف أي هدف للإمارات في هذا البلد، سوى مصلحة أبنائه بلا تفريق أو تمييز. هذا هو ديدن الإمارات، وهذه هي سياستها، ليس في ليبيا فحسب، إنما في أي مكان تمد يديها البيضاء إليه. هكذا هي السياسة التي أرسى أساسها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والقيادة الرشيدة حاملة الأمانة تسير على نهج السلف.

الليبيون ينظرون إلى الإمارات على أنها الشقيق المساند والداعم، وليست متدخلاً خارجياً، إذ لم تنشئ ميليشيا تنفذ أجندات، ولم تصنع ولاءات تشذ عن البوتقة الليبية، وطناً وشعباً وقضية وحاضراً ومستقبلاً.

الآن، وبعد أن توصّل الليبيون في حوارات عديدة، إلى اتفاقات لم تنفذ وتفاهمات لم تُحترم، باتوا على دراية أكثر من أي وقت مضى، بأن الحل الأمثل لقضيتهم هو المدعوم من الحريصين على مصلحتهم، والإمارات في مقدمة هؤلاء.
الإمارات ليس لها غرض أو هدف سوى رؤية الليبيين يتفقون على آلية وطنية لإخراج بلدهم من أزمته، عبر الحوار والتفاهم، وبعيداً عن تدخلات تركيا وميليشياتها ومرتزقتها؛ لأن هؤلاء لم يجلبوا سوى الويلات والآلام لليبيين.

منذ بداية الأزمة، كان نهج الإمارات مبدئياً وإنسانياً، وما زالت متمسكة بهذا النهج، وستبقى إلى جانب الليبيين حتى ترى سفينتهم ترسو في بر الأمان.