معلقة دعائية للقاح الكوبي المنتظر ضد كورونا (أرشيف)
معلقة دعائية للقاح الكوبي المنتظر ضد كورونا (أرشيف)
الجمعة 22 يناير 2021 / 20:38

كوبا تبحث تطوير أول لقاح محلي ضد كورونا في أمريكا اللاتينية

كلفت كوبا الباحثين فيها بالتوصل إلى أول لقاح ضد فيروس كورونا المستجد، لتطويره وإنتاجه في أمريكا اللاتينية، الأمر الذي سيثير اهتمام دول أخرى.

وقال الطبيب فينشنتي فيريز مدير معهد فينلاي للتلقيح: "نستطيع إنتاج مئة مليون جرعة" من مشروع لقاح "سوبيرانا 2" الأكثر تطورا في 2021، مضيفا "إذا سار كل شيء على ما يرام، سيلقح في هذا العام كل الشعب الكوبي".

وكوبا من البلدان الأقل تضرراً بالوباء في المنطقة، وبلغ عدد الإصابات فيها 19122، بينها 180 وفاة، من أصل 11.2 مليون نسمة.

انتقل سوبيرانا الإثنين الى المرحلة الثانية التي تشمل 900 متطوع. وفي حال نجاحها، سيدخل المرحلة الثالثة، أي الأخيرة قبل الموافقة، مع 150 ألف متطوع في مارس (آذار).

وفي بلاد تكرس ربع ميزانيتها للقطاع الصحي وحيث ينظر إلى الأطباء على انهم أبطال، فإن المشاركة في التجارب تعتبر واجباً أخلاقيا.

وقالت الخمسينية ماديلين غارسيا: "أنا فخورة لاختياري" مؤكدة "تأثرها" بالأمر.

وهناك أربعة لقاحات مرشحة قيد التحضير، علماً أن أسماءها اختيرت بعناية.

فسوبيرانا 1 و2 يعني السيادة، وأبدالا، هو عنوان قصيدة للبطل القومي خوسيه مارتي، ومامبيزا هي تسمية النساء الكوبيات اللواتي ناضلن من أجل الاستقلال في القرن التاسع عشر.

وتعطى اللقاحات الثلاثة الأولى بالحقنة فيما يعطى الرابع على شكل رذاذ في الأنف.

وأكد خوسيه مويا الممثل المحلي لمنظمة الصحة العالمية أن كوبا "كانت أول مرشح في أمريكا اللاتينية والكاريبي لديه لقاح في مرحلة التجارب"، مبديا "تفاؤله" بنجاحه ذلك أن "لكوبا أكثر من ثلاثين عاما من الخبرة في إنتاج لقاحاتها الخاصة"، لافتاً إلى أن "80 % من لقاحات برنامج المناعة الوطنية أنتجت في البلاد.

ولانهم يعانون حصاراً أمريكياً منذ العام 1962، كان على الكوبيين أن يعالجوا مشاكلهم بأنفسهم.

وأوضح نيلس غرابر الباحث في أنثروبولوجيا الصحة في جامعة لوزان السويسرية أن كوبا عولت منذ ثمانينات القرن الماضي على التكنولوجيا العضوية واكتشفت اللقاح الاول ضد مرض مشتق من التهاب السحايا.

ويمثل تصدير الخدمات الطبية من أدوية ولقاحات وأطباء أبرز مصدر عائدات للجزيرة مع 6.3 مليارات دولار في 2018.

وفي 2020، أرسلت الجزيرة ألوية طبية إلى 40 بلداً لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

وتابع الباحث "لم يرق الكوبيين أن تضطر بلادهم إلى استيراد لقاح روسي أو صيني"، علماً أن إرسال أطباء إلى الخارج وتطوير لقاح محلي، أمران "لهما بعد سياسي ويعززان صورة البلاد".

وبدورها، أكدت نائب الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز لفرانس برس عند زيارتها لهافانا أخيراً أن "لقاح كوبا سيكون لقاح" التحالف البوليفاري للأمريكيتين، وبين أعضائه فنزويلا، وبوليفيا، ونيكاراغوا.

وأضافت أن فنزويلا تطرح "قدراتها الإنتاجية" لتزويد دول التحالف، رغم أن "كوبا تستطيع بالتأكيد عرض لقاحها للعالم".

وأوضح خوسيه مايا أن اللقاح الكوبي "اختاره فرع منظمة الصحة العالمية في القارة الأمريكية، ما يسمح له بأن يكون جزءاً من صندوق اللقاحات لدول القارة بحيث تتمكن من الحصول على لقاحات بأسعار معقولة".

وأضاف أن "المختبرات سبق أن حجزت كل إنتاجها خلال العام، وابتاعته خاصةً الدول الأكثر ثراء، ما يعني أن هذه اللقاحات الكوبية ستكون ضرورية".