الثلاثاء 26 يناير 2021 / 13:22

أردوغان يشدد الخناق على حماس...ماذا يدور في باله؟

مجدداً، يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مصلحته الذاتية على أي مصالح أخرى، ويعيد تقييم علاقاته بحركة حماس، وذلك بحسب تقرير في صحيفة "تايمز" البريطانية.

الحكومة التركية بدأت تضييق الخناق على عمليات حماس في الأسابيع الأخيرة. ولم يعد يحصل أعضاؤها على الجنسية أو تأشيرات طويلة الأجل

تخسر حماس أصدقاءها، الواحد تلو الآخر، في الآونة الأخيرة. طردت من سوريا عندما اختارت دعم المعارضة التي تقاتل الرئيس السوري بشار الأسد، وأخرجها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من مصر، ما جعل المنطقة تبدو غير مرحبة بهذا النوع من الإسلاموية.

وفي حينه، شكلت تركيا استثناء، إذ يشارك حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه الرئيس أردوغان هذه الأيديولوجيا مع جماعة "الإخوان المسلمين"، الملهم الأساسي لحماس، وقدم تأشيرات طويلة الأجل وحتى الجنسية التركية لبعض القيادات الرئيسية للحركة.

حماس تتحرك بحرية
وتقول الصحيفة البريطانية إن الترحيب كان حاراً إلى درجة أن حماس صارت تتحرك بحرية.

وكانت الصحيفة كشفت العام الماضي أن الحركة بدأت استخدام اسطنبول قاعدة لعمليات سرية، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية، على دول أخرى. وتظهر الآن تفاصيل جديدة حول أنشطتها، مثل تجنيد طلاب فلسطينيين يدرسون الهندسة والطب في الخارج لعمليات سرية.

لكن في السنوات الأخيرة صار أردوغان نفسه يشعر بالعزلة، بعدما أثار حفيظة حلفائه في الناتو، ولا سيما الولايات المتحدة، من خلال مغازلة روسيا. وشاهد اليونان وقبرص، خصما أنقرة، تقيمان تحالفات جديدة مع إسرائيل.

حلفاء قدامى
وفيما أصبحت سياسته الخارجية في حالة يرثى لها، يحاول أردوغان إعادة التواصل مع الحلفاء القدامى لبلاده، بمن فيهم إسرائيل، علماً أن حماس تشكل ورقة مساومة مهمة للإسرائيليين.

علناً، يصر على أن تركيا لا تزال تدعم الفلسطينيين ضد إسرائيل، لكنه في الواقع يتذرع بتجاوز حماس تفويضها ليبدأ تقليص أنشطتها.

تضييق الخناق
وتشير "تايمز" إلى أن الحكومة التركية بدأت تضييق الخناق على عمليات حماس في الأسابيع الأخيرة.  ولم يعد يحصل أعضاؤها على الجنسية أو تأشيرات طويلة الأجل، وفقًا لتقارير وسائل الإعلام التركية، وفي حالة واحدة على الأقل، اعتقل أحد أعضاء الحركة في مطار إسطنبول ورُحل.

"الرائد"
وكشف تحقيق تركي، إلى جانب عمل استخباري لدول أخرى، شبكة من المنظمات الأمامية يستخدمها المسلحون في اسطنبول، تحت غطاء الجماعات الخيرية الإسلامية الداعمة للطلاب.

والهدف الأساسي لـ"الرائد"، وهي إحدى الوحدات السرية لحماس، تجنيد فلسطينيين يدرسون الهندسة والطب في الخارج. وأحد هؤلاء الطلاب هو أحمد سيدار، 28 عاماً، من أريحا وجنده إثنان من أعضاء حماس في اسطنبول عام 2018 استخدما اسمي شريف ونظمي.

ووافق سيدار على العمل مع حماس، وتلقى تدريباً في بيوت آمنة. وعندما عاد إلى الضفة الغربية، مزوداً بهاتف ذكي، وجه للتجنيد في إطار شبكته الخاصة، لكن الاستخبارات الإسرائيلية اعتقلته، وهو الآن محتجز في سجن عوفر العسكري بالقرب من رام الله.

ويدير وحدة "الرائد" سامح سراج، القيادي البارز في قيادة حماس في غزة، وقائدها الميداني ماهر سلخ الذي يسافر بين اسطنبول وبيروت.

وكشفت كاميرات مراقبة في اسطنبول أن حماس تعمل من مكاتب في حي باشاك الشهير في الجانب الأوروبي من المدينة. كما أنها موطن لمجموعات مثل التحالف العالمي لمساعدة فلسطين والقدس، وجمعية حكماء فلسطين، ومعهد رايا، وجمعية الأيادي البيضاء، التي تشتبه الاستخبارات الغربية في أنها منظمات واجهة، أما ورسمياً، فتقدم هذه المجموعات نفسها منظمات خيرية تدعم الطلاب.

إسرائيل
في الشهر الماضي، قال أردوغان للصحافيين في أنقرة: "نحن مهتمون بنقل علاقاتنا مع إسرائيل إلى مكان أفضل".

وبعدما كان البلدان حليفين استراتيجيين، أراد أردوغان تصوير نفسه حامياً للشعب الفلسطيني ، مقوضاً العلاقات مع إسرائيل، وأدت تحركاته على المسرح العالمي إلى نتائج عكسية.

فرغم أن تركيا لاتزال عضواً في الناتو، إلا أن الولايات المتحدة ألغت بيع مقاتلات الشبح من طراز F-35 إلى القوات الجوية التركية في العام الماضي ردًا على قرار أردوغان شراء نظام دفاع صاروخي روسي متقدم.

وقال مسؤولون إسرائيليون في الأسابيع الماضية إن مفتاح تحسين العلاقات بين القدس وأنقرة هو تخلي تركيا عن دعمها لحركة حماس. فهل تلقى أردوغان الرسالة؟