الثلاثاء 26 يناير 2021 / 14:53

العرب لا أوروبا ولا أمريكا معرضون للصواريخ الإيرانية

يتوقع جايمس دورسو، المدير الإداري لشركة كروسير للاستشارات حول سلسلة التوريد، أن يساهم بايدن ولو عن غير قصد في توحيد الشرق الأوسط إذا قاد الديبلوماسية مع إيران دون إشراك دول الخليج والإسرائيليين فيها.

العرب والإسرائيليين إلى الإصرار على ضمان دور لهم في المفاوضات مع إيران لأنه، لا الأوروبيين ولا الأمريكيين، سيكونون هدفاً للأسلحة النووية الإيرانية

ثمة تقارير عن أن فريق بايدن يتحدث مع إيران حول العودة إلى خطة العمل الشاملة المشتركة لكن بشروط جديدة. ويقول الإيرانيون إنهم لا يريدونها. سيرى المراقبون بعدها من سيفرض إرادته.

دول تقدمية في مواجهة أنظمة رفضية
كتب دورسو في "ذا هيل" أن إدارة ترامب ساعدت في إنجاح الاتفاق الإبراهيمي وتطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات، والبحرين، والسودان، والمغرب.

ويوضح الكاتب أن سياسات ترامب أنشأت "خطاً واضحاً بين الدول المعتدلة والتقدمية التي تسعى لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للمنطقة، وبين الأنظمة الرفضية مثل إيران وتركيا المهتمة فقط بنشر النزاع والانقسامات". أشارت إدارة بايدن إلى أنها تريد العودة إلى سلام شرق أوسطي مركزُ مقاربته فلسطين، لكن العديد من العرب يرون في التعامل مع السلطة الفلسطينية مضيعة للوقت.

أساس الصدقية
إذا استعجل بايدن العودة إلى الاتفاق النووي دون إشراك العرب السنّة والإسرائيليين في مسار التفاوض، فقد يؤسس تكتلاً ليناً من دول الاتفاق الإبراهيمي، زائد السعودية، للتعاون ضد إيران، وعلى أمل التعاون بما يتناسب مع المصالح الأمريكية.

لكن دورسو يرى أنه بالنظر إلى بعد الولايات المتحدة الجغرافي عن إيران وبالنظر إلى قرب الدول العربية منها فقد لا تتطابق المصلحتان.

وأضاف أن للولايات المتحدة مصداقية في المنطقة بفضل الاتفاق الإبراهيمي وعودة الدفء إلى العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي وقطر. ومع أن إدارة بايدن ستعود على الأرجح إلى سياسة خارجية تدخلية، فقد انخفض عدد القوات الأمريكية في المنطقة لذلك ستكون خيارات واشنطن مقيدة. وبالتالي، سيتعين على الأمريكيين اعتماد نهج جديد للتفاوض من أجل الوصول إلى أهدافهم.

لضرورة فهم المسعى الإيراني

يخشى الكاتب السياسي، وهو عضو سابق في اللجنة الفيديرالية لتقويم عمل القواعد العسكرية بعد نهاية الحرب الباردة، من أن تسعى إدارة بايدن للعودة إلى الاتفاق من دون أن تفهم سبب رغبة إيران بالحصول على الأسلحة النووية والصواريخ البالستية في المقام الأول. منذ ثورة 1979، كانت قيادة إيران واضحة حول هدف تدمير إسرائيل وقد أعلنته الحكومات المتشددة و"المعتدلة". وبالتالي، فإن طبيعة هذا الشعار استهلاكية داخلية وحسب، وبما أن الملالي يعتقدون أنهم يقومون بعمل الله، يتساءل الكاتب عن طريقة تبرير واشنطن إعطاء أخطر أنواع الأسلحة إلى دولة أعلنت سلفاً أن صديقة الولايات المتحدة هي هدفها الأول.

بين أوباما ونيكسون
يصف دورسو الاتفاق النووي بأنه كان دوماً مشروعاً باطلاً لأن كل ما يفعله هو العبث بالمدة الزمنية التي تحتاجها إيران كي تنفذ وعودها حول السياسات التدميرية. سلكت الولايات المتحدة هذه الطريق من قبل. وكّلت إدارة نيكسون عبر سياسة "الأعمدة المزدوجة" حماية المصالح الأمريكية في الخليج إلى السعودية وإيران، حين كانت تنسحب من حرب فيتنام. انتهى الأمر بشكل سيئ في إيران مع ثورة 1979. لكن أوباما ظن أن دعم إيران عبر الاتفاق النووي لإقامة توازن مع السعودية، سينجح بالتوازي مع انسحابه من المنطقة.

هم الهدف... لا أوروبا ولا أمريكا

أشار دورسو إلى المسار التطوري الذي سلكته الرياض مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، لافتاً إلى أنه قلّص نفوذ السلطات الدينية وركّز على خلق الوظائف والإصغاء إلى هواجس الشباب. بالمقابل، يبرهن النظام الإيراني أنك تستطيع البقاء في السلطة لفترة طويلة إذا قتلت ما يكفي من الناس. ويدعو الكاتب العرب والإسرائيليين إلى الإصرار على ضمان دور لهم في المفاوضات مع إيران لأنه، لا الأوروبيين ولا الأمريكيين، سيكونون هدفاً للأسلحة النووية الإيرانية.

الاتفاقات الابراهيمية تمهيد للتسوية المنتظرة

قد لا تفهم الولايات المتحدة أن التركيز على إنقاذ النظام الإيراني والقيادة الفلسطينية سيزيد التعاون بين الإسرائيليين والعرب لمواجهة الضغط الأمريكي. ويخلص إلى أن تشجيع المزيد من التطبيع بصيغة الاتفاقات الابراهيمية، عوضاً عن المسار الإكراهي نحو السلام، سيزيد النفوذ العربي تجاه إسرائيل. وهذا ما سيساعد في ضمان التسوية التي طال انتظارها للقضية الفلسطينية.