الثلاثاء 26 يناير 2021 / 19:23

صالات تدليك وألعاب قمار بحماية ميليشيات عراقية تابعة لطهران

لم تنفذ الميليشيات في العراق خلال الأسابيع الأخيرة تهديداتها التي أطلقتها قبل وخلال الذكرى السنوية لقتل قاسم سليماني، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، ومعه العراقي أبو مهدي المهندس، فلا الصواريخ أطلقت على المنطقة الخضراء ولا استهدفت قواعد الجيش الأمريكي، ليسجل شهر يناير (كانون الثاني) أهدأ الشهور الأمريكية في الأعوام الأخيرة.

ورغم أنه قبل قتل سليماني بعدة أيام قتلت الغارات الأمريكية 25 من عناصر كتائب حزب الله، فقد مرت ذكراهم السنوية من دون احتفالات أو مجالس عزاء على عادة الميليشيات التي كانت تنتظر هكذا نوع من الأيام لتطلق صواريخها، وتهدد الجنود الأميركيين.

بالمقابل، توجهت الميليشيات المدعومة من طهران إلى تنفيذ هجمات ضد عراقيين مناهضين لها، كان آخرها اليوم مدير مكتب النائب العراقي رعد الدهلكي، بهجوم في محافظة ديالى، بأسلحة كاتمة للصوت بالإضافة إلى شقيقه. وعرف عن النائب الدهلكي انتقاده المتكرر للمليشيات الموالية لإيران في العراق، وخصوصا تواجدها في محافظة ديالى.

وسبق الجريمة خلال نحو خمسة أسابيع هجمات على ناشطين في الجنوب من الداعين للتظاهرات وملاحقتهم بالرصاص والعبوات الناسفة إلى بيوتهم، بالإضافة إلى عمليات من نوع آخر استهدفت صالات التدليك ومحال بيع الكحول. ما أشار إلى ملامح استراتيجية جديدة أقل حركية للميليشيات ضد القوات الأمريكية، مرتبطة بطلب من طهران، بانتظار التفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وفقاً لمصادر عراقية تحدثت إلى موقع 24.

والهجمات ضد ما يعرف بصالات التدليك اتهمت بتنفيذها "كتائب حزب الله" تحت مسمى "حراس ربع الله"، وهو ما دفع "حركة النجباء" و"عصائب أهل الحق" إلى فتح جدال عبر مبعوث إيراني يمثل إسماعيل قاآني في بغداد، ما دفع المسؤول عن الملف العراقي في حزب الله اللبناني محمد كوثراني للتدخل بين هذه القوى لمنع تطور الأمور إلى حد الاشتباك والقتال فيما بينها.

وتبين من التحقيقات أن صالة تدليك واحدة على الأقل تسيطر على أرباحها حركة النجباء فيما غيرها تسيطر عليه "العصائب" وهي التي قامت كتائب حزب الله بتفجيرها.

ووافق "الحرس" على توجيه ضربات بالعبوات الناسفة عبر "سرايا قاصم الجبارين"، ضد الشاحنات العراقية التي تحمل إمدادات للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة جنوب بغداد.

أما آخر الهجمات ضد أهداف أميركية فقامت بها "عصائب أهل الحق" حيث أطلقت صواريخ نحو السفارة الأميركية في 17 نوفمبر، ولكنها نسبت الهجوم لمجموعة جديدة سمتها "أصحاب الكهف".

كما سحبت "عصائب أهل الحق" أفرادها من مجموعة "ربع الله" بعد انتقادها هجمات "كتائب حزب الله" في أواخر نوفمبر على المدنيين في بغداد. وكانت "كتائب حزب الله" اتخذت إجراءات ضد الأشخاص في صالات التدليك وقمار ودعارة، وتبين أن "عصائب أهل الحق" تجني الأموال من الضرائب غير المشروعة المفروضة على الأعمال المستهدفة والأعمال المماثلة الأخرى من دون أن تشاركها مع "كتائب حزب الله".

هذه الخلافات دفعت طهران إلى اتخاذ إجراءات لاستعادة التماسك واسترضاء قادة الميليشيات المستنفرين على بعضهم، لمنع تطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه.