الأربعاء 27 يناير 2021 / 16:21

"محفوظ البوليساريو"...من هو الرئيس الجديد للاستخبارات الخارجية الجزائرية؟

نشرت مجلة "جون أفريك" تحقيقاً بعنوان "من هو نور الدين مقري، الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات الخارجية الجزائرية"، عارضة سيرة ذاتية للرجل الملقب "محفوظ البوليساريو" نظراً إلى خبرته في الملف الصحراوي، والذي كان قد أحيل على التقاعد قبل نحو خمس سنوات.

راكم محفوظ خبرة بملف الصحراء الغربية الذي تابعه بشكل مباشر، لا سيما من خلال إقامته الطويلة في تندوف قرب الحدود الجزائرية- المغربية، وهو ما أكسبه لقب "محفوظ البوليساريو"

هو من مواليد الخمسينيات في ولاية معسكر غربي البلاد، وينتمي إلى جيل ضباط ما بعد الاستقلال الذين انضموا إلى الجيش الوطني الشعبي للخدمة في أجهزة الاستخبارات التي انفتحت بعد ذلك على الجامعيين .

وبعدما درس العلاقات الدولية، التحق بأجهزة الاستخبارات الخارجية التابعة للأمن العسكري السابق، حيث بدأ مسيرته المهنية كباحث، قبل أن يشغل مناصب في هذا المجال في أوروبا وأفريقيا.

ملف الصحراء الغربية
وراكم محفوظ خبرة بملف الصحراء الغربية الذي تابعه بشكل مباشر، لا سيما من خلال إقامته الطويلة في تندوف قرب الحدود الجزائرية- المغربية، وهو ما أكسبه لقب "محفوظ البوليساريو".

في الثمانينيات، عمل محفوظ عن كثب مع محمد الصديق بن يحيى، وزير الخارجية الأسبق، ومهندس إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين احتجزوا في إيران.
وقُتل الوزير عام 1981، عندما أُسقطت طائرته بصاروخ عراقي أثناء مهمة "مساعٍ حميدة" في الصراع بين العراق وإيران. كما عمل في هياكل التدريب، كالمعهد العالي لدراسات الأمن القومي، الذي ترأسه في أوائل التسعينيات.
واعتبر تعينيه في العاشر من سبتمبر (أيلول) 2009 مديراً مركزياً في وزارة الدفاع الوطني، ومسؤولاً عن العلاقات الخارجية والتعاون، محطةً بارزةً في مسيرته المهنية، لأن هذا المنصب يسمح له بتعيين وتوجيه جميع الملحقين الدفاعيين الجزائريين في الخارج، ومساعدة الوفود العسكرية الأجنبية التي تزور الجزائر، ومراقبة البعثات الدبلوماسية التي لديها ممثليات عسكرية في الجزائر العاصمة.
في هذا السياق، تقول المجلة إنه كان عليه مراقبة مشتريات الأسلحة؛ لأن الملفات تمر بشكل عام عبر المكاتب العسكرية الجزائرية في الخارج. وهو الأمر الذي سمح له بإقامة اتصالات مهنية وشخصية مهمة مع التسلسل الهرمي العسكري بأكمله.

وتضيف المجلة أنه في عام 2015، دفع الجنرال محفوظ ثمناً باهظاً لقربه من الجنرال محمد توفيق مدين، في سياق تفكيك دائرة الاستخبارات والأمن التي بدأت في عام 2013، واختفت بمغادرة توفيق عام 2015، قبل أيام قليلة من إحالة محفوظ على التقاعد الإجباري في 20 سبتمبر (أيلول) 2015.

ضحية صراع بين جنرالين

في حينه، كان محفوظ ضحية جانبية للصراع بين الجنراليْن القويين توفيق وأحمد قايد صالح (الذي توفي في ديسمبر 2019، وكان يشغل في ذلك الوقت منصب نائب وزير الدفاع، وقائد الجيش)، والذي فصله بشكل غير رسمي.

وتختم المجلة بأن مهمة محفوظ ستكون حالياً إعادة إقامة قنوات تنسيق أوثق وأكثر فاعلية بين الجهاز الدبلوماسي والمؤسسة العسكرية وأجهزة الاستخبارات الخارجية. وسيكون عليه فعل الكثير ليعيد إلى جهار الاستخبارات الخارجية بريقه وفعاليته، في ظل التوترات على الحدود الجزائرية، ما بين القضية الصحراوية، والأزمة الليبية، وتسلل الإرهابيين من منطقة الساحل الإفريقي.