الأربعاء 3 فبراير 2021 / 13:54

بلومبرغ: على بايدن التمسّك باتفاقات إبراهيم لتشجيع السلام في المنطقة

24-زياد الأشقر

رأت وكالة "بلومبرغ" في افتتاحيتها أن على إدارة الرئيس جو بايدن التمسك بسياسة واحدة للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، داعية إياها إلى استغلال تحسن العلاقات بين العرب وإسرائيل لتشجيع السلام في المنطقة.

على الفلسطينيين إلى الرد بالمثل على هذه التحركات. وهذا أمر آخر في امكان إدارة بايدن الضغط لتحقيقه

وقالت إدارة بايدن، إنها تريد إعادة العلاقات مع السلطة الفلسطينية التي كانت قُطعت في ظل إدارة ترامب.

مقاربة تقليدية
ورأت الوكالة إن الأنباء عن عزم بايدن على إعادة العلاقات مع السلطة الفلسطينية، توحي بعودة مقاربة أكثر تقليدية لصنع السلام في الشرق الأوسط، وهي مقاربة تقوم على رفض نظرية ترامب القائلة إن العلاقات مع الفلسطينيين ليست مهمة. ويكتسب هذا التحول معنى، لكنه سيجد فرصة أفضل للنجاح، في حال تم دمجه مع أجزاء من مقاربة ترامب الأوسع للمنطقة.

وساعد ترامب في إقامة علاقات أكثر حرارة بين إسرائيل ودول عربية- وهو إنجاز حقيقي. ومن شأن تحرك دولة الإمارات العربية المتحدة والبحرين والسودان والمغرب لتطبيع رسمي للعلاقات مع إسرائيل، أن يسهل على الآخرين فعل الأمر نفسه. فقد عززت اتفاقات التطبيع العلاقات بين الزعماء المعتدلين المؤيدين لأمريكا في المنطقة، وستعزز التعاون في مجالات التجارة والسفر والتكنولوجيا. كما يتعين أن تساعد في توحيد الجهود لاحتواء إيران.

وقف الضم
وفي سياق التطبيع، اشترطت دولة الإمارات الحصول على تعهد إسرائيلي بالامتناع عن ضم إسرائيل 30 في المئة من أراضي الضفة الغربية بشكل آحادي، مما كان سيقضي على أي احتمال بإقامة السلام.

على الدول العربية ألا تنتظر حل القضية الفلسطينية لتحسين علاقاتها مع إسرائيل. فهذه الدول لديها مصالحها الاستراتيجية ويجب أن تدافع عنها، ويجب أن لا تحول دون ذلك قيادة فلسطينية مشرذمة ومنقسمة. وفي الوقت نفسه، فإن صنع إسرائيل للسلام مع دولة عربية تلو أخرى، لن يحل مأزقها الأساسي، وهو عدم قدرتها على الحفاظ على طابعها الديموقراطي واليهودي من دون التوصل إلى تسوية دائمة مع الفلسطينيين على أساس حل الدولتين.

البعثات الديبلوماسية
وفي امكان الولايات المتحدة المساعدة على ضمان أن  يؤدي التحرك على جبهة معينة إلى تقدم على أخرى. وكما كان يأمل الفلسطينيون، تقول إدارة بايدن إنها ستعاود فتح البعثات الديبلوماسية التي أغلقها ترامب وستستأنف المساعدات الإنسانية. وفي المقابل، يتعين على بايدن أن يضغط على الفلسطينيين لمواكبة التصالح العربي مع إسرائيل عوض التنديد به. ويجب أن يشجع المفاوضين الفلسطينيين على نقل تركيزهم من مفاوضات الوضع النهائي مع إسرائيل-والتي لا أفق فورياً بنجاحها- إلى الاتفاق على خطوات موقتة يمكن أن تساعد على تشكيل الممر نحو دولة فلسطينية قابلة للحياة.

وبعد ذلك، على الولايات المتحدة التحدث مع دول عربية أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. ففي مقابل فتح مكتب تجاري إسرائيلي في الرياض مثلاً، يمكن السعودية أن تطالب بوضع حد للبناء خارج الكتل الإستيطانية.

الشراكات الجديدة لإسرائيل
وعلى الفلسطينيين إلى الرد بالمثل على هذه التحركات. وهذا أمر آخر في امكان إدارة بايدن الضغط لتحقيقه. لكن زعماء إسرائيل يجب أن يكونوا عقلاء لإدراك أن كل سخاء يقدمونه يصب في مصلحة بلدهم. ومن شأن الإشارات المخلصة نحو السلام أن تعزز الشراكات الجديدة لإسرائيل.

وكلما شعرت إسرائيل بالارتياح لجيرانها، يتعين عليها أن تجد التسوية مع الفلسطينيين أكثر جدوى. والولايات المتحدة، بصفتها صديقاً، يمكنها المساعدة على أبقاء هذا الهدف واضحاً.