الإثنين 22 فبراير 2021 / 00:35

الانهيار اللبناني يرفع حدة المواجهة الداخلية مع حزب الله

الأزمة اللبنانية باقية وتتمدد بظل تدخل ميليشيات حزب الله ومنعها أي إمكانية لتحقيق العدالة في قضايا كثيرة ومنها تفجير مرفأ بيروت والاغتيالات السياسية المستمرة، ومساهمة الميليشيات مع شركائها من زعماء الفساد بإكمال الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، في سبيل إطباق السيطرة على الدولة بمنع قيام حكومة تسهم مع المجتمع الدولي بإنقاذ هذا البلد من نهاية محتومة.

بمواجهة الميليشيات تبرز أصوات مختلفة لبنانية، بعضها سياسي وبعضها الآخر مجموعات يقودها ناشطون مدنيون يقفون وحيدين بمواجهة آلة القتل التي تلاحق كل من يرفض جر لبنان إلى محور إبعاده عن محيطه العربي.

تدويل الأزمة
قبل أسابيع برز أيضا بمواجهة الميليشيات موقف البطريرك الماروني، بشارة الراعي، الذي دعا إلى مؤتمر دولي لبحث الأزمة اللبنانية وتحقيق بانفجار مرفأ بيروت، في ردّ على زعيم حزب الله حسن نصر الله الذي اعتبر أن التحقيق في الانفجار انتهى.

رد الراعي حمل دعوة من أجل التعاون مع محققين دوليين، منتقدا الضغوط على القضاء، وإزاحة قضاة ورفض السياسيين التحقيق معهم. وأصر الراعي على تعاون مع محققين دوليين لكشف المسؤولين عن الجريمة التي أدت إلى مقتل أكثر من 200 شخص وجرح نحو 7 آلاف آخرين، عدا عن تدمير نصف العاصمة بيروت.

موقف البطريرك الرعي ينطلق من معرفته بالجهات المسؤولة عن التفجير، وهي الميليشيات المسلحة بالتعاون مع قوى سياسية وحكومية غطت إدخال المتفجرات إلى مرفأ بيروت.

وكما يبدو، فالبطريرك الراعي يدرك أن حزب الله لن يستمع إلى مطلب الخروج من الأزمة بحوار حقيقي يبدأ بإزالة سلاح الميليشيات والبحث بحلول تنقذ لبنان، ولذلك فإنه لا مجال أمام المعترضين على حزب الله إلا بتوجيه الدعوة لتدويل الأزمة. لبحث المشاكل العالقة من الحفاظ على الدستور، إلى وقف الانهيار. وهذا هو السبب الأساسي الذي يدفع حزب الله إلى رفض فكرة التدويل.

رغم أن مؤيدي خيار التدويل يدركون أن المجتمع الدولي بأسره غير مهتم بوضع لبنان، بعدما أصبح في آخر سلم الأولويات الدولية.

سياسة الاغتيالات
الراعي تمنى على مجلس القضاء الأعلى الإفلات من يد السياسيين، وهو يشير بذلك إلى امتناع القضاء عن القيام بدوره في قضية تفجير المرفأ والاغتيالات التي طالت ضابطاً في الجمارك ومسؤولاً مصرفياً ومصوراً وكذلك الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم.

وخلال الأشهر الأخيرة أفلت حزب الله مناصريه ضد المحتجين في مناطق مختلفة، وخصوصا في المناطق المحسوبة على بيئته، فمنع تجمعات المحتجين على الفقر المتزايد، وهددهم ومنع بعضهم من العودة إلى منازلهم.

واللافت أن البطريرك الراعي وجه الاتهام لنصرالله من دون تسميته حين تحدث عن الواقع الذي ينخر الدولة، ويمارس تهديمها وفكفكة أوصالها، وإفقار مواطنيها، وتبديد قواها الحيّة، من أجل الحصص والمصالح الخاصّة.

كما أن استحالة التفاهم دفعت ناشطون ومعهم البطريرك الراعي للدعوة إلى مؤتمر دولي خاص بلبنان برعاية الأمم المتّحدة، من أجل إعادة إحياء لبنان، عبر تحصين وثيقة الوفاق الوطنيّ وتطبيقها وتنفيذ القرارات الأممية.