الأربعاء 24 فبراير 2021 / 12:40

لماذا تميل إدارة بايدن نحو إيران على حساب حلفائها التقليديين؟

24-زياد الأشقر

في الأسابيع الماضية، اتضحت معالم سياسة الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط، خاصةً بعد خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في وزارة الخارجية، وتراجع وزير الخارجية أنتوني بلينكن عن جهود إداة الرئيس السابق دونالد ترامب، لتفعيل آلية "سناب باك" ضد إيران في الأمم المتحدة، مقراً بذلك بحق طهران في استيراد الأسلحة.

هناك ميل في أجزاء من الكونغرس وفي الإدارة للجنوح نحو إيران ووكلائها بعيداً عن الشركاء التقليديين

ورأى الكاتب راسل أ. بريمان في موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي، أن الخطوتين كانتا بمثابة انتكاستين، بتقليص الدعم للسعودية وتمهيد الطريق أمام إيران لبناء ترسانتها من الأسلحة.

 هجمات مستمرة
وبينما تطلق الولايات المتحدة إشارات الاسترضاء، يواصل وكلاء إيران في اليمن، والعراق، ولبنان، هجماتهم على المصالح الأمريكية أو على شركاء الولايات المتحدة، مثل الهجوم الصاروخي على أربيل في 15 فبراير(شباط) الذي أوقع إصابات في صفوف الأمريكيين.

وبينما تصعد إيران العنف، تقدم القيادة الأمريكية تنازلات غير مشروطة. ويعيش صانعو السياسة الأمريكية في عالمٍ موازٍ، غافلين عن الحروب على الأرض. ويتجلى فقدان الواقعية المؤلم، في التصريحات الأخيرة التي تستحق قراءة متأنية.

انتهاكات إيران
في 19 فبراير(شباط)، رسم السناتور كريس مورفي في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، تصوراً لسياسة أمريكية منقحة في المنطقة، بما في ذلك احتمال خفض الوجود العسكري.

وفي الواقع يمكن للمرء أن يستكشف بشكل منطقي تغييراً في الوجود الأمريكي بالمنطقة، كما فعل الرئيسان باراك أوباما، ودونالد ترامب. ومع ذلك، فإن مورفي بالكاد أتى على ذكر الطموحات الإيرانية الإقليمية، أو فكّر في العواقب إذا تخلت الولايات المتحدة عن شركائها.

وبينما ركز على حقوق الإنسان، تجاهل الانتهاكات في إيران من تعذيب السجناء إلى قتل المعارضين في الخارج. وعلى سبيل المثال قُتل الناشط اللبناني لقمان سليم أخيراً من قبل حزب الله.

وفي ظل العنف في المنطقة، من الحروب في اليمن وسوريا، والصواريخ التي تستهدف السعودية، والعنف السياسي في العراق ولبنان، فإن هناك ميلاً في أطراف في الكونغرس وفي الإدارة للجنوح نحو إيران ووكلائها بعيداً عن الشركاء التقليديين.

السيطرة الإقليمية
واستناداً إلى هذه النظرة، فإن المشاكل الأساسية في المنطقة تكمن في الوجود الأمريكي وطبيعة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها. وتفترض هذه الرؤية أن ترضخ واشنطن لحملة إيران للسيطرة الإقليمية.

والأكثر أهمية، يقول الكاتب، إن معاداة إيران لأمريكا تؤكد النظرة المركزية للتقدميين الأمريكيين، التي تعتبر الولايات المتحدة السبب الرئيسي للصراع في كل مكان من العالم. إنه تفكير "أمريكا أولاً" لكن بطريقة سلبية، أمريكا هي الأسوأ، وليست الأفضل.

إن الشعارات المليئة بالكراهية من طهران، تتردد في أوساط التقدميين الأمريكيين المعادين للامبريالية، الذين يفضلون أن تؤيد أمريكا أعداءها عوض دعم أصدقائها. وفي السنوات الأربع المقبلة، ستركز مهمة العقول الباردة في واشنطن على الحد من الأضرار التي سلتحقها هذه الذهنية بالمصالح الأمريكية، وشبكة الشركاء والحلفاء الذين تعتمد عليهم الولايات المتحدة.