الأربعاء 24 فبراير 2021 / 13:24

ناشونال ريفيو: دعوة بايدن إيران للحوار علامة ضعف لا شهامة

قالت هيئة التحرير في مجلة "ناشونال ريفيو" إن استراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن القاضية بالعودة إلى الاتفاق النووي لا يجب أن تفاجئ أحداً، رغم أنها توجه رسالة خاطئة إلى طهران.

لم تتزحزح الإدارة عن موقفها بخصوص العقوبات – حتى الآن. لكن ما لم يصدّ بايدن اختبارات إيران لعزمه بقوة، فسيأتي المزيد من تلك الاختبارات وستفرض ربما أزمة أراد بايدن تفاديها

في كلمة إلى مؤتمر ميونخ للأمن يوم الجمعة الماضي قال بايدن: "مستعدون لإعادة الانخراط في المفاوضات مع مجموعة 5+1 على برنامج إيران النووي"، مكرراً ما كانت أعلنته إدارته في اليوم السابق. ووصفت هيئة التحرير مقاربة بايدن بالمضللة.

خطوتان لافتتان قبل العرض
قال بايدن وفريقه إنهما يريدان العودة إلى الاتفاق النووي الذي لا يعالج برنامج إيران للصواريخ البالستية ودعمها لوكلائها في المنطقة، وأنهما يريدان التفاوض على اتفاق مكمل.

وتريد الإدارة أيضاً عودة إيران إلى الامتثال الكامل لموجبات الاتفاق ووقف تخصيب اليورانيوم بنسبة أكبر مما يسمح لها به، قبل رفع العقوبات عنها.

بعد ظهر الخميس الماضي، أبلغ مسؤولون بارزون في الإدارة مجموعة مراسلين بأن الولايات المتحدة ستقبل عرض الأوروبيين لإدارة النقاشات بين أطراف الاتفاق النووي، بمن فيهم الإيرانيون.

وجاء الإعلن بعد خطوتين لافتتين اتخذتهما الولايات المتحدة في ذلك اليوم، بسحب آلية الزناد التي تقدمت بها إدارة ترامب لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران، ورفع القيود الصارمة على سفر  الديبلوماسيين الإيرانيين، ما جعلها تتماشى مع قيود أخرى مفروضة على الصين وروسيا.

ما تأمله إيران
رغم هذه الخطوات التصالحية، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي يوم الجمعة، أن واشنطن لن ترفع العقوبات عن إيران قبل المحادثات.

يعتقد الإيرانيون أو يأملون على الأقل دفع الإدارة إلى التراخي وتحرير وكلائها الإقليميين الذين ضعفوا تحت حملة الضغط الأقصى التي فرضها ترامب. وتشير التقارير إلى أن فريق بايدن لا يزال منقسماً على كيفية المضي قدماً. لكن لا شيء مما حدث أخيراً سيدفعه إلى استنتاج أنه غير قادر على النجاح في نهاية المطاف.

ماذا لو وقع الأسوأ؟
بعد أن قصفت ميليشيا شيعية بقذائف صاروخية قاعدة أمريكية في إربيل الأسبوع الماضي، رفضت الإدارة تحميل أي جهة المسؤولية عن الهجوم فوراً، رغم أن مجموعة مدعومة إيرانياً تبنته.

وفي حديث إلى الإذاعة الوطنية العامة، قال وزير الخارجية أنطوني بلينكن: "وجدنا ميليشيات عراقية، ميليشيات مدعومة إيرانياً مسؤولة في حالات عدة. لكن لغاية تاريخه، من المبكر جداً معرفة من المسؤول عن هذا" الاعتداء. لم يُقتل أي أمريكي في الهجوم، لكن المجلة تتساءل عما ستفعله الإدارة إذا وقع الأسوأ في هجوم آخر.

فرصة للي ذراعه
عوض إرسال إشارة لإيران، كما فعل ترامب، مفادها أن الولايات المتحدة ستحملها المسؤولية المباشرة عن تصرفات الميليشيات التي تسيطر عليها، يبدو أن الفريق الجديد سيدع الهجوم يمر دون تحذير مباشر لطهران. وفيما واصل الحوثيون هجومهم على مناطق مدنية، رفع بايدن ميليشياتهم عن لائحة الإرهاب.

الأسوأ من كل ذلك، حسب المجلة، مدت إدارة بايدن غصن الزيتون إلى طهران عقب صدور تقرير هذا الشهر يكشف أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية وجدت أن إيران تنتج معدن اليورانيوم، بما يخرق قيود الاتفاق النووي.

وعلى عكس ما قد يقوله مسترضو إيران، فإن هذا السلوك السيئ ليس ناجماً عن حملة الضغط الأقصى التي فرضها ترامب، إذ تصعد طهران تهديداتها لأنها ترى فرصة للي ذراع بايدن ودفعه إلى إلغاء العقوبات أولاً.

ما حاول تجنبه.. قد يطارده مجدداً
منذ الخميس، لم يُنظر إلى دعوات الحوار التي أطلقها مستشار الأمن القومي جايك سولفيان وبلينكن والرئيس نفسه على أنها إشارة شهامة بل علامة ضعف. وكرر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف دعوته لرفع العقوبات شرطاً مسبقاً لأي محادثات على عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.

على الأقل، لم تتزحزح الإدارة عن موقفها من العقوبات، حتى الآن. لكن ما لم يصد بايدن اختبار إيران لعزمه بقوة، فسيأتي المزيد من الاختبارات وستفرض ربما أزمة أراد بايدن تفاديها، حسب المجلة.