قاعدة أمريكية في العراق (أرشيف)
قاعدة أمريكية في العراق (أرشيف)
الأربعاء 24 فبراير 2021 / 22:14

صواريخ إيرانية بالعراق تستعيد مرحلة سليماني

صواريخ تستهدف المنطقة الخضراء في بغداد وغيرها على قواعد تستضيف قوات أمريكية في أربيل، وكذلك قاعدة بلد شمال بغداد، ضربات تستعيد مرحلة سبقت مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني قبل عام وأشهر قليلة.

ففي العام 2019 شهدت المواقع الأمريكية في العراق تضخماً بعمليات إطلاق الصواريخ والهجمات التي قادتها ميليشيات تابعة لإيران، وكان الهدف يومها الضغط على الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب.

ورغم أن مسؤولين عسكريين وأمنيين في إقليم كردستان العراق أكدوا أن الهجمات الأخيرة انطلقت من مناطق تحت سيطرة بغداد، ويقودها أشخاص محسوبين على الميليشيات وخصوصاً كتائب حزب الله، ورغم التحقيقات التي حددت تفاصيل عبور القائمين بإطلاق الصواريخ من مناطق سيطرة الحشد الشعبي، إلا أن المجموعات المتهمة بتنفيذ هذه الهجمات كانت أول الجهات المستنكرة لها، لكن المصادر الأمنية في أربيل لا تبدو مقتنعة بهذا التنديد.

وأكد مسؤولون لموقع 24 أن المؤشرات تدلّ على أن الهجمات تعتمد الأسلوب السابق نفسه، والمعلومات الاستخباراتية تتوقع أن يكون هناك المزيد من الهجمات في المستقبل.

والواضح أن الهجمات ضد المصالح الأمريكية في العراق ترتبط بعوامل مختلفة، في البداية محلياً، حيث تواجه الميليشيات قرارات الحكومة العراقية التي طلبت التهدئة لإبعاد العراق عن الأزمات الإقليمية، والتفرغ لوضع حلول تمنع الانهيار الاقتصادي.

ولكن الميليشيات تدفع باتجاه "حافة الهاوية" من خلال زيادة الهجمات، بمواجهة محاولات حكومة مصطفى الكاظمي للتهدئة، وكذلك مع القوات الأمريكية التي عادت للعراق من أجل مواجهة تنظيم داعش بعد تمدده في مناطق مختلفة خلال سنوات سابقة.

وتسعى الميليشيات للسيطرة الأمنية على مناطق مختلفة لتؤمن لها الأكثرية البرلمانية، قبل إجراء الانتخابات النيابية المبكرة، حيث المواجهة السياسية ستكون كبيرة مع المحتجين من الشبان في بغداد ومناطق الجنوب العراقي.

وبالوقت نفسه، تحمل الهجمات رسائل إقليمية، فطهران تريد أن تبني العلاقة مع واشنطن على "حافة الهاوية" أيضاً، قبل انطلاق المفاوضات "العتيدة" بين الطرفين، وهي محاولة من إيران لرفع العقوبات الأمريكية، قبل التفاوض الجديد الذي له شروطه الأمريكية المرتبطة بالسلاح البالستي والتدخلات الإقليمية.

ولإيران أيضاً أسباب مادية تدفعها للضغط على بغداد، التي أوقفت مدفوعاتها الشهرية لإيران من بنوك حكومية بعد العقوبات الأمريكية، وهي مدفوعات تتعلق بثمن الغاز الإيراني الذي تستورده بغداد من طهران.

وكانت بغداد أثارت مع طهران قبل شهر مسألة إقناع الميليشيات بوقف هجماتها في العراق، برسالة بعثها الكاظمي للمسؤولين الإيرانيين، ومن بينهم إسماعيل قاآني، القيادي بالحرس الثوري، المسؤول عن الملفات الخارجية، ولكن الأخير ربط وقف نشاطات الميليشيات بحصولها على نحو ملياري دولار من حسابات في المصارف الحكومية العراقية.

وتعتبر إيران من أكثر دول العالم تعرضا للعقوبات وهي تؤثر على نمو الاقتصاد وخصوصاً في المناطق الريفية التي تعاني فعلاً من الانهيار، كذلك مدى انخفاض قيمة العملة، ونسب التضخم، والركود، التي تعقبها زيادات في البطالة والفقر.