البابا فرنسيس مع الرئيس العراقي برهم صالح وزوجته بالفاتيكان في 2018 (أرشيف)
البابا فرنسيس مع الرئيس العراقي برهم صالح وزوجته بالفاتيكان في 2018 (أرشيف)
الجمعة 26 فبراير 2021 / 13:40

فورين بوليسي: البابا في زيارة لمداواة جروح العراق

24-زياد الأشقر

كتب الصحافي كريستوفر وايت، في موقع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن زيارة البابا فرنسيس المقررة للعراق في 5 مارس (آذار) الأولى من نوعها، لحبر أعظم للعراق، وسيحقق بها هدفاً شخصياً فضلاً عن حلم راود أسلافه الذين كانوا يتوقون إلى أن تطأ أقدامهم الأرض التي شهدت ولادة النبي ابراهيم، وأهم مواقع المسيحية القديمة.

الآن، ورغم الهجمات الصاروخية على أربيل، وبعد تفجيرين انتحاريين في بغداد، وتفشي وباء كورونا وتحذير وزارة الصحة في 19 فبراير (شباط) من دخول العراق "المرحلة الأخطر من الوباء"، سيحاول فرانسيس فعل ما لم يفعله رئيس الكنيسة الكاثوليكية من قبل

وعلاوة على زيارة الأقلية المسيحية في العراق، فإن فرنسيس الذي جعل من "لقاء الثقافات" عنواناً لبابويته، سيصل إلى هذا البلد حاجاً مسالما يسعى إلى الإنخراط مع الغالبية المسلمة. والشعار الرسمي للزيارة هو "كلكم أخوة" فضلاً عن صورة حمامة تطير فوق دجلة والفرات مع صورتين للفاتيكان والعلم العراقي.

ويأمل للبابا أن يكون خادماً للشعب، من المسيحيين والمسلمين، الذين طالما تجاهلهم قادة شنّوا سلسلة من الحروب. ولعل زيارة بابا كاثوليكي هي إشارة نادرة إلى الوحدة في بلد يُعرف أكثر بانقساماته.

برنامج الزيارة
وستكون الزيارة التي تستمر من 5 إلى 8 مارس (أذار)، بمثابة رحلة استكشاف للبابا على متن طائرته الجاثمة في المطار منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 بسبب وباء كورونا. وسيصل البابا أولاً إلى بغداد حيث يلتقي الرئيس العراقي برهم صالح، ثم يتوجه إلى لقاء المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله العظمى علي السيستاني في النجف، ثم يزور المكان الذي ولد فيه ابراهيم لعقد اجتماع بين ممثلي الأديان في أور، ثم يزور سهول نينوى ليعاين مباشرة الأرض، التي ارتكب فيها تنظيم داعش جرائم إبادة ضد المسيحيين والأيزيديين، وحيث لا تزال الجماعتان تواجهان مستقبلاً غامضاً.   

ويذكر الكاتب بمقولة شائعة في أوساط المسيحيين العراقيين مفادها أن "بوش تلطخت يداه بالدماء بسبب طريقة دخوله إلى العراق، لكن أوباما تلطخت يداه بالدماء للطريقة التي خرج بها من العراق".

الإسلاميون المتشددون
وحسب كتاب "الشعب المختفي: المصير المأسوي للمسيحيين في الشرق الأوسط" الذي صدر في 2020 للمحامي ستيفن راستشي، كا نفي العراق قبل الغزو الأمريكي في 2003، ما بين 1.3 و1.5 مليون مسيحي. وأثناء الفوضى التي تلت الغزو، تراجع العدد إلى 500 ألف قبل ظهور داعش، وفر بعد ذلك مئات الآلاف لاجئين بينما قتل ما يقدر بألف شخص على أيدي الإسلاميين المتشددين.

وأعلن وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، ارتكاب إبادة ضد المسيحيين العراقيين في مارس (أذار) 2016، ليبقى في هذا البلد أقل من 250 ألف مسيحي اليوم، حسب معظم التقديرات.

وتعرض رؤساء الكنائس للتعذيب، والخطف والاغتيال، وأحرقت ودمرت أديرة وكنائس بشكل ممنهج . ويقول المسيحيون الذين بقوا في العراق إنهم يُعاملون مثل مواطنين من الدرجة الثانية، والكثير منهم لا يزال يفكر في المغادرة.

زيارة أور
وفكر البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في زيارة أور في 2000 لإطلاق سلسلة زيارات للأراضي المقدسة، لكن الزيارة التي كان يتوقع أن يسفر عنها الكثير، ألغيت بعد فشل المحادثات حولها مع الرئيس العراقي صدام حسين. ودعي خلفه بينيديكتوس السادس عشر لزيارة مماثلة، لكن الظروف الأمنية لم تتح له تلبية الدعوة.

الآن، ورغم الهجمات الصاروخية على أربيل، وبعد تفجيرين انتحاريين في بغداد، وتفشي وباء كورونا وتحذير وزارة الصحة في 19 فبراير (شباط) من دخول العراق "المرحلة الأخطر من الوباء"، سيحاول فرانسيس فعل ما لم يفعله رئيس الكنيسة الكاثوليكية من قبل.