المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي (أرشبف)
المرشد الأعلى الإيراني على خامنئي (أرشبف)
الجمعة 26 فبراير 2021 / 13:18

واشنطن إكزامينر: بايدن يُذعن لآيات الله

وجهت هيئة التحرير في مجلة "واشنطن أكزامينر" انتقادات لاذعة لطريقة معالجة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ملف التفاوض مع إيران، معتبرة أنها لا تكتفي بالرقص على النغمات الإيرانية وحسب، بل قد تتطلع أيضاً لإعادة عقيدة أوباما إلى سياستها الخارجية مع طهران.

كررت المجلة نصائحها لبايدن بضرورة استخدام يأس إيران للحصول على تخفيف العقوبات، للتوصل إلى اتفاق نووي مُطور

منذ بضعة أسابيع، لمح بايدن في مقابلة إعلامية إلى أنه ربما تعلم من أخطاء الرئيس الأسبق باراك أوباما، أي أنه أصبح أكثر إدراكاً أن التفاوض مع إيران من موقع ضعف غير مفيد. وسئل بايدن إذا كان سيرفع العقوبات عن إيران قبل عودتها إلى الالتزام بواجباتها في الاتفاق النووي، فأجاب بالنفي. لكن عرض القوة لم يدم طويلاً وفقاً للمجلة، بل انتهى بانفجار.

تذمر وصمت
أطلق وكيل للحرس الثوري هجوماً صاروخياً على قاعدة عسكرية واستخبارية أمريكية في العراق في الأسبوع الماضي، قتل الهجوم أمريكياً وجرح خمسة آخرين. كانت إدارة ترامب ترد بقوة على هذا النوع من الاعتداءات مستهدفة وكلاء الحرس الثوري بغارات جوية.

وبذلك، أجبرت الإدارة السابقة طهران على التفكير في حسابات الربح والخسارة قبل الإقدام على هجمات مماثلة. لكن رد بايدن كان صامتاً.

تذمر البيت الأبيض من الهجوم ووعد بأن يصل إلى عمق حقيقة ما جرى. وأضافت المتحدثة باسمه جين بساكي "الديبلوماسية هي أولوية، بشكل بديهي".

الدرس الأحب إلى قلبه

وصفت المجلة هذه السياسة بـ "حماقة عظيمة". قتل الحرس الثوري أمريكياً ليعرف أسلوب رد الرئيس الجديد. وفي غياب هذا الرد، تلمس الحرس الثوري الدرس الأحب إلى قلبه، أمريكا يائسة لتقديم أي خدمة لآيات الله إلى درجة أنها ستتسامح مع قتلهم لمواطنيها. لقد عادت عقيدة أوباما. وهذه هي مجرد بداية.

عززت إدارة بايدن استراتيجية الاسترضاء فأعلنت موافقتها على دعوة أوروبية لحضور المحادثات مع إيران. مع افتراض أن بايدن كان صادقاً حين قال إنه لن يرفع العقوبات قبل امتثال إيران لموجباتها النووية وفقاً للاتفاق، يبقى ما يريد المفاوضون الأمريكيون قوله لإيران غير واضح.

ضربتان لتوقعاتها
لم تزعج إيران نفسها بالإجابة على الدعوة الأوروبية، وعوض ذلك، أعلن المرشد الأعلى علي خامنئي أنه قد يأمر بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة نقاء تصل إلى 60% وهي أعلى بكثير من حد 3.67% الذي سمح به الاتفاق.

وبدأت إيران تقترب من 90% من النقاء والتي يحتاجها صنع سلاح نووي، وهنالك المزيد، تابعت المجلة.

علقت إيران في الأسبوع الماضي عمليات التفتيش المفاجئة للوكالة الدولية للطاقة الذرية في منشآت نووية غير معلنة.

وأسقط مجلس خبراء القيادة أي محاولة للتفاوض على فرض مراقبة دولية على برنامج إيران للصواريخ البالستية.

إن هذا الأمر يقوض تأكيد إدارة بايدن المتكرر أن إعادة إحياء الاتفاق النووي ستوفر أساساً لمعالجة المخاوف من برنامجها الصاروخي.

أبعد من الرقص على نغماتها
لا يرقص بايدن على نغمات إيران فحسب، بل يبدد النفوذ الهائل الذي أمنه سلفه دونالد ترامب حين فرض نظام عقوبات شل الاقتصاد الإيراني، وضغط كثيراً على آيات الله وأتباعم في الحرس الثوري.

تحتاج طهران بشكل يائس إلى تخفيف العقوبات الأمريكية. وإذا لم يحدث ذلك فسيتعرض وجود النظام نفسه للخطر. يزداد قلق الشباب في طهران من ارتفاع معدل التضخم، وانهيار سوق العمل، وتعزيز المحسوبيات الحكومية. ورغم كل مزاعمهم الصاخبة عن الثورة الأبدية، يدرك الملالي أنهم يحتاجون سريعاً إلى خط إنعاش مالي.

وكررت المجلة نصائحها لبايدن بضرورة استخدام يأس إيران للحصول على تخفيف العقوبات، للتوصل إلى اتفاق نووي مُطور. عوض ذلك الذي يقدّم لطهران هدية، دون أي مقابل.