الإثنين 1 مارس 2021 / 13:07

إذا أراد الغرب التفاوض مع إيران...ليتذكر أن ظريف آخر من يعلم

يذكر المراسل المخضرم لشؤون الشرق الأوسط في كندا كريم شاهين دول العالم بأن عائلات ضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها إيران في يناير (كانون الثاني) 2020، لم تحصل بعد على الأجوبة التي تبحث عنها.

الأفضل للمجتمع الدولي أن يتذكر من هو الطرف الحقيقي الذي يتخذ القرارات في طهران ومن يجب محاسبته عن عدم امتثاله للاتفاقات التي يوقع عليها

لقي جميع الركاب الـ 176 الذين كانوا على متنها حتفهم حين أطلق الحرس الثوري صاروخين على الطائرة بينما كان يقصف قاعدتين عسكريتين أمريكيتين رداً على اغتيال قاسم سليماني.

كانت الطائرة متوجهة إلى تورونتو وارتبط معظم ركابها بكندا حيث كانوا طلاباً في جامعاتها أو أفراداً من عائلات مهاجرة.

تحذير مستقبلي
كتب شاهين في صحيفة "ذا ناشونال" الإماراتية أن إيران تقول إن جيشها أسقط الطائرة بالخطأ بعدما التبس عليه الأمر، وظنها هدفاً عدوانياً. أعقب هذا الاعتراف أياماً من محاولات التهرب من المسؤولية.

لكن طهران قاومت طويلاً تسليم تسجيلات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة. والآن، يُظهر تسجيل جديد صادم أن العالم قد لا يعرف أبداً الأجوبة، ويحذر الغرب من المفاوضات مع إيران في المستقبل على سلوكها في الشرق الأوسط وبرنامجها للصواريخ البالستية.

التسجيل
حصلت هيئة الإذاعة الكندية سي بي سي، على محادثة بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف ومحاوره، حيث تحدث رأس الديبلوماسية الإيرانية عن سيناريو إسقاط الطائرة من أشخاص اخترقوا الحرس الثوري، قائلاً إن ذلك  "لم يكن مستبعداً على الإطلاق"، وحتى أنه قد لا يعرف أبداً القصة الحقيقية بما "أنهم"، أي كبار القادة الإيرانيين وفقاً لما هو مفترض، سيرون في أي كشف عما حدث تهديداً لمصالح البلاد.

ليس أمراً طبيعياً
من غير العادي أن يسمع العالم كبير الديبلوماسيين الإيرانيين والمحاور الرئيسي للغرب في المفاوضات النووية والوجه الذي تتعامل طهران من خلاله مع العالم، يعترف بأن ليس لديه معرفة حقيقية بما ينويه  الذين يديرون البلاد فعلاً، رغم أنه كان واضحاً دوماً أن الحرس الثوري هو الذي يملي السياسة الخارجية للبلاد.

والأمر الأكثر إثارة للغضب، يتابع شاهين، استخدام شبكة خداع في خدمة التستر على هذه المأساة وتفادي أي مساءلة.

حادثة سابقة
ليست هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها حدود دور ظريف الواجهة التي تتحدث الإنجليزية بطلاقة لصالح علاقات إيران مع العالم الخارجي.

قدم ظريف استقالته في مارس (آذار) 2019 بعد زيارة مفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران. أُبقي ظريف بعيداً من الزيارة وتفاصيلها علماً أن سليماني حضر اللقاء الذي جمع الأسد بالمرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي.

لا ثقة
تراجع الإدارة الجديدة خياراتها للتواصل مع إيران. انسحب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي فاوض عليه سلفه باراك أوباما. الظروف التي قد يعود بموجبها الرئيس الحالي جو بايدن إلى الاتفاق النووي غير واضحة، مثل احتمال رفع العقوبات قبل انطلاق المحادثات أو ضم السلوك الإقليمي لإيران إلى جدول أعمال المفاوضات.

ولايزال الطرفان لا يثقان في بعضهما البعض، وقد يمر بعض الوقت قبل أي تقدم حقيقي في هذا المجال، وفقاً للكاتب.

من هو هذا الطرف؟
لكن مأساة رحلة 752 تظهر أنه لو استُئنفت المفاوضات، فمن الأفضل للمجتمع الدولي أن يتذكر من هو الطرف الحقيقي الذي يتخذ القرارات في طهران، ومن يجب محاسبته لرفضه الامتثال للاتفاقات التي يوقعها.

ولمزيد من التوضيح يلمح شاهين في ختام مقاله إلى أن هذا الطرف هو "على الأرجح ليس الديبلوماسي الجالس إلى الطاولة داخل قاعة فاخرة في عاصمة أوروبية".