الإثنين 1 مارس 2021 / 13:38

كيف ترد إسرائيل على استهداف سفينة في الخليج؟

24-زياد الأشقر

تعليقاً على تفجير سفينة تجارية إسرائيلية في خليج عمان ليل الخميس، كتب الصحافي يوناه جيريمي بوب في صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، أن تساؤلات كثيرة ثارت عن احتمال استهداف ايران سفينة شحن السيارات، وإذا كان ذلك سيؤدي إلى تدهور جديد بين الدولة العبرية وطهران.

لا يزال ثمة حساب مفتوح مع الدولة العبرية، منذ أن ألقت طهران باللوم على إسرائيل في تفجير مفاعل نطنز النووي في يوليو (تموز) 2020 وفي قتل كبير علمائها النووين محسن فخري زادة في نوفمبر

ولايزال سبب التفجير الغامض في خليج عمان مجهولاً، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ومسؤول في الدفاع الأمريكي تحدث إلى رويترز، أشارا بأصابع الاتهام إلى إيران.

ويقول الصحافي إذا كانت إيران هي المسؤولة، فما هي الرسالة من ذلك، ما الذي سيترتب عنه؟، لافتاً إلى أن فكرة مهاجمة إيران، سفن دول حليفة للولايات المتحدة، ليست جديدة.

فمنذ 2019، صعدت إيران هجماتها على سفن الدول الحليفة للولايات المتحدة التي تبحر في مياه الخليج، فما الجديد في هجوم ناجح على سفينة إسرائيلية؟.

محاولات سابقة
يقول مسؤولون استخباراتيون إن إيران سبق أن جربت طرقاً عديدة لمهاجمة إسرائيل مادياً أو بقدرات سيبرانية، إضافة إلى محاولة استهداف يهود في أنحاء العالم.

 لكن حتى الآن أحبطت كل هذه المحاولات. والكثيرون نسبوا هجوماً إرهابياً في الهند في يناير(كانون الثاني) إلى جماعة حاولت أن تلحق ضرراً باليهود، باسم إيران.

ومن المحتمل أن يكون الهجوم على السفينة الإسرائيلية محاولة جديدة ضد هدف إسرائيلي رخو، يعتقد آيات الله أنهم عثروا عليه لتخويف إسرائيل.

ولا يزال ثمة حساب مفتوح مع الدولة العبرية، منذ أن ألقت طهران باللوم على إسرائيل في تفجير مفاعل نطنز النووي في يوليو (تموز) 2020، وقتل كبير علمائها النووين محسن فخري زاده، في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وفي بديل عن ذلك شرعت إيران، عبر وكلائها، في شن هجمات على نطاق محدود على أهداف أمريكية. ففي 15 فبراير (شباط)، استهدفت صواريخ مطار أربيل الدولي في الجزء السكني من المدينة العراقية، ما أسفر عن مقتل متعاقد وجرح عدد من الجنود الأمريكيين والمدنيين العراقيين.

واعتبر ذلك بمثابة تصعيد من مجموعات تعمل بالوكالة عن إيران، وسبق لها أن استهدفت بقذائف الهاون والصواريخ المنطقة الخضراء من بغداد، حيث تقع السفارة الأمريكية.

ورداً على هذه الهجمات، قصفت الولايات المتحدة في نهاية الأسبوع، بقنابل تزن الواحدة منها 500 رطلاً، تجمعاً على الحدود السورية العراقية لميليشيات عراقية موالية لإيران، هي كتائب حزب الله، وكتائب سيد الشهداء.

وحسب التوقيت، يبدو أن الهجوم على السفينة الإسرائيلية، وقع قبل الغارات الأمريكية، لكن الأحداث متقاربة إلى درجة تظهر وتيرة متسارعة للخطوات العسكرية.

لكن اللعبة الكبرى، هي كيف ستحل المواجهة النووية الأمريكية الإيرانية، وإلى أي مدى سيكون آيات الله قادرين على الاستمرار في زعزعة استقرار دول عدة في الشرق الأوسط؟.

أثمان غير متوقعة
إن استهداف سفينة إسرائيلية سيكون بمثابة رد على عمليات نسبتها إيران إلى إسرائيل، ورسالة إلى تل أبيب والولايات المتحدة، مفادها أن طهران ستفرض أثماناً غير متوقعة في المستقبل إذا لم تحصل على ما تريد.

وفي الوقت الذي يؤيد فيه الجيش الإسرائيلي والموساد، بشدة استخدام القوة للتأثير على النفوذ الإيراني، لا يستغرب إذا ردت إسرائيل عسكرياً أو بهجوم سيبراني كبير، ما سيؤدي إلى تدهور ونزاع أوسع.

ومن ناحية أخرى، لا تريد إسرائيل وإيران حرباً شاملة عند هذا المنعطف، وكلاهما لا تريدان تحمل لوم إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بتخريب الجهود التي يقودها لتهدئة التصعيد.

وفي هذه الحالة، فإن السيناريو المحتمل هو أن الحادث يأتي في سياق رقص الجميع على حافة الهاوية، في الوقت الذي يعملون فيه بمشقة، حتى لا ينزلقوا فيها.