الثلاثاء 2 مارس 2021 / 13:03

كيف أكد خامنئي عبثية استرضاء الوكالة الدولية لإيران؟

عرض الزميل المتميز في "معهد غيتستون" الأمريكي كون كوغلين النتائج السلبية التي سببتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية باسترضاء إيران طوال سنوات عدة.

الاتفاق التسووي الذي عقده غروسي مع إيران يجسد نمطاً للسياسة الاسترضائية التي اتبعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ أن تم الكشف عن محاولات طهران السرية لتطوير سلاح نووي سنة 2002

ففشلُ هذه الوكالة شجع آيات الله على اعتناق المزيد من سياسات حافة الهاوية الخطيرة. وفي أحدث مثال لمقاربة إيران المتهورة للملف النووي، هدد المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بزيادة تخصيب اليورانيوم إلى 60% ما يجعل البلاد قريبة من 90% المطلوبة لإنتاج مواد يمكن استخدامها في صناعة الأسلحة النووية.

جاء تهديد خامنئي عبر التلفزيون الرسمي بعد ساعات من زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي الطارئة إلى طهران بعدما أعلن النظام أنه لن يسمح لفرق التفتيش التابعة للوكالة بزيارة المنشآت الأساسية.

هددت إيران بالتوقف عن التعاون مع الوكالة الأممية بعد تصويت البرلمان الإيراني على الحظر عقب اغتيال كبير العلماء النووين الإيرانيين محسن فخري زاده في أواخر 2020. ومنعُ المحققين من زيارة منشآت إيران النووية، انتهاك فاضح للاتفاق النووي.

محاولة يائسة
أضاف كوغلين أن إيران لم تتعاون بشكل كامل قط مع مطالب الوكالة الدولية لزيارة المنشآت النووية ومنعت المفتشين بشكل متكرر من الوصول إلى منشآت عسكرية حساسة يعتقد مسؤولو الاستخبارات الغربيون أنها مرتبطة بمساعي إيران طويلة المدى لبناء ترسانة نووية.

ولكن فرض حظر كامل على تدقيق المفتشين الدوليين هدد بتقويض الاتفاق النووي في وقت تسعى فيه الإدارة الأمريكية الحالية والدول الأوروبية بشكل يائس لإحياء الاتفاق.

ورأى المراقبون إلى زيارة غروسي لطهران في فبراير (شباط) الماضي، محاولة يائسة هي الأخرى لإيجاد تسوية لإبقاء الاتفاق النووي حياً بموازاة تعزيز الديبلوماسيين الأمريكيين والأوروبيين جهودهم لإجراء محادثات جديدة مع طهران.

نظام الصندوق الأسود
خرج الديبلوماسي الأرجنتيني من المحادثات زاعماً أنه توصل إلى تسوية مع إيران تسمح الأخيرة بموجبها لفرق التفتيش الأممية بمواصلة مراقبة النشاطات النووية لطهران، لكن عن بعد.

وبموجب الاتفاق، ستطبق الوكالة الدولية ما وصفه غروسي بنظام "الصندوق الأسود"، حيث سيتواصل جمع البيانات لكن دون وصول الوكالة إليها فوراً. وبذلك، ادعى غروسي أن المحادثات كانت ناجحة. تجد الوكالة نفسها الآن في موقف صعب حيث لن تستطيع تأكيد إذا كانت إيران تنشط لإنتاج أسلحة نووية، إلا في وقت لاحق لهذا النشاط.

اعتراف غروسي
اضطر غروسي نفسه إلى الاعتراف بأن قدرة الوكالة الأممية على مراقبة نشاطات إيران ستتقلص بنسبة 70% بعد رفض إيران إجراء فرق التفتيش مهامها داخل أراضيها.

وعلاوة على كل ذلك، كشف آخر تقرير للوكالة عن نشاطات إيران النووية أن طهران حصلت على 17.6 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، وهو رقم أعلى بـ14 ضعفاً من الذي يسمح به الاتفاق النووي.

وذكر التقرير أن إيران نجحت في تفعيل أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز آي آر-6 في منشأة فوردو للتخصيب تحت الأرض، حيث يعد هذا الأمر أيضاً انتهاكاً للاتفاق النووي.

وأضاف التقرير أن إيران فشلت في تفسير تقني مقنع لآثار اليورانيوم المخصب التي وجدها المفتشون الأمميون في منشأة توركوزاباد للتخزين النووي، التي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بـ "المستودع النووي السري" لإيران.

أحدث ضربة لصدقيتها
يرى كوغلين أن الاتفاق الذي عقده غروسي مع إيران يجسد نمطاً للسياسة الاسترضائية التي اتبعتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ كشف محاولات طهران السرية لتطوير سلاح نووي، في 2002.

وفي أحدث ضربة لمصداقية الوكالة الدولية، بعد ساعات من إكمال غروسي تسويته، كشف خامنئي عبثية هذه المقاربة بإعلانه أن إيران كانت مستعدة لرفع تخصيب اليورانيوم إلى 60%، في خطوة ستجعل إحياء الاتفاق النووي محكومة بالفشل في نهاية المطاف.