عراقية أمام ملصق عليه صورة بابا الفتايكان (أرشيف)
عراقية أمام ملصق عليه صورة بابا الفتايكان (أرشيف)
الثلاثاء 2 مارس 2021 / 16:12

رغم الوباء والصواريخ والاحتجاجات...العراق يستعد لاستقبال البابا

يواجه العراقيون تحديات كبرى بينما يستعدون لاستقبال البابا فرنسيس في بلادهم في نهاية الأسبوع، من موجة ثانية من وباء كورونا، إلى نقص الخدمات، وهجمات صاروخية واحتجاجات دامية.

وقال أحد المسؤولين المكلفين من رئاسة الجمهورية بتنظيم مراسم الزيارة: "سعداء بقدوم البابا فرنسيس لكنه سيصل في وقت لحد ما معقد".

وبدأت هذه الفترة المعقدة، مع ارتفاع معدلات الإصابة بفيروس كورونا قبل أسابيع وبلغت أكثر من 4 الآف يومياً، بينهم سفير الفاتيكان في العراق المونسينور ميتيا ليسكوفار.

ومن جهته، حصل البابا، 84 عاماً وعشرات الصحافيين ومسؤولي الكنيسة المرافقين له على اللقاح في إجراء وقائي، فيما يستعد العراق لحملة لتلقيح 40 مليون نسمة.

وحدد منظمو الزيارة البابوية وسط حرص شديد، عدد الأماكن التي ستخصص لإقامة الصلوات في ظل عدم تقيد غالبية العراقيين بوضع الكمامات وإرشادات التباعد الجسدي.

وسيستقبل ملعب أربيل، 4 الآف شخص فقط لحضور قداس الأحد، وفق منظمي الزيارة، كما لن يسمح للبابا بالتجول بين حشود الجماهير، كما يفعل عادة.

وعلى الصعيد ذاته، بدأت السلطات منذ أسبوعين فرض إجراءات صحية مشددة شملت حظر التجول  أيام الجمعة السبت والأحد من كل أسبوع، ستمدد يوماً إضافياً خلال زيارة البابا، وفقاً لمصدر رسمي.

وقال نائب وزير الخارجية العراقي نزار خير الله، إن "الإغلاق سيستمر طيلة الزيارة البابوية من الجمعة إلى الإثنين، كما ستنتشر قوات أمنية لتأمين الطرق"، وستشمل التدابير منع التنقل بين محافظات البلاد.

وبدت أثار الإغلاق واضحة في مدينة بغداد، ثاني أكبر عواصم الدول العربية من حيث عدد السكان بـ10 ملايين نسمة، وغاب الازدحام اليومي من شوارع المدينة لتحل مكانه فرق التنظيف، والإعمار وإعادة تأهيل الكنائس، كما أزيلت ملصقات كبيرة لسياسيين، واستبدلت بأخرى مرحبة بالبابا.

وقال أمين بغداد علاء معن: "هناك توجيهات لكافة دوائر البلدية لتكثيف الجهد البلدي والخدمي للمدينة"، وأضاف "هذه المدينة، حاضرة المدن وعاصمة من عواصم التاريخية الكبرى في الحضارة الإنسانية تستقبل قداسة البابا".

ومن المقرر أن يقطع البابا الأرجنتيني خلال رحلته التي تستمر 3 أيام، أكثر من 1645 كيلومتراً جواً على متن مروحية أو طائرة فوق مناطق تضم مخابىء لعناصر تنظيم داعش.

وسيزور البابا فرنسيس الزعيم الروحي لنحو 1.3 مليار كاثوليكي في العالم، بغداد، ومدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق الشمالي، واللتان شهدتا هجمات صاروخية استهدفت مواقع أمريكية، الأمر الذي يقلق فريقه الأمني وحراسه السويسريين.

ومن المرجح ألا تكون سيارته المكشوفة الشهيرة "باباموبيل" التي يستخدمها عادة للتنقل محاطا بنوافذ مدرعة، معه خلال زيارته للعراق، وتسعى السلطات العراقية لاستغلال الزيارة للقيام بأكثر ما يمكن من التحسينات للخدمات العامة.

فقرب مدينة أور التاريخية مسقط رأس النبي إبراهيم، في محافظة ذي قار التي سيزورها البابا السبت، تجرى استعدادات بينها تعبيد الطرق، وطلاء أرصفة بشكل لم يعتده الأهالي، كما وضعت أرصفة خشبية عند برك مياه، ومظلات شمسية، ولوحات مرور في الموقع.

وشهدت محافظة ذي قار في الأسابيع الماضية عودة احتجاجات أكتوبر(تشرين الأول) 2019، ما أدى إلى مقتل 6 متظاهرين، وأدان الباب في وقت سابق قمع المتظاهرين فيها.

وسيتنقل بعدها إلى الموصل، المدينة التاريخية التي كانت مركزاً تجارياً بين الشرق والغرب، وأصبحت مسرحاً للفظائع التي ارتكبها متطرفو تنظيم داعش الذين أعلنوها عاصمة "الخلافة" في 2014.

وسيزور في نفس اليوم قره قوش، البلدة المسيحية التي شهدت خلال الأيام الماضية حملة إعادة تأهيل، طلا فيها رهبان صلباناً على أسطح كنائس، ولا تزال بعض طرقها وعرة، الأمر الذي سيصعب على البابا فرنسيس التنقل بسهولة بسبب إصابته بالتهاب العصب الوركي قبل شهر.

وذكر مسؤول الرئاسة العراقية، أن "الفاتيكان أخبرنا بأن البابا لا يستطيع السير أكثر من 10 خطوات متصلة ، ولا ندري بالحقيقة ما نفعل".

ورغم التحديات، تبقى الزيارة رسالة دعم للعراق، وأضاف المسؤول "لم يعد أمام أي مسؤول أجنبي مبرر لرفض زيارة العراق بعد زيارة البابا".