متظاهرون ضد الفقر والغلاء في لبنان (أرشيف)
متظاهرون ضد الفقر والغلاء في لبنان (أرشيف)
الثلاثاء 2 مارس 2021 / 22:03

الانهيار اللبناني.. الجوع بمواجهة الفساد المحمي بسلاح الميليشيات

ارتفع سعر الدولار مقابل الليرة اللبنانية إلى مستوى قياسي جديد، وقطعت الطرق في مناطق مختلفة، حال صعبة يستعيد معها اللبنانيون مشاهد الفقر التي رافقتهم لسنوات في الحرب الأهلية.

في البداية بدأت التحركات تتوسع في مناطق سيطرة حركة أمل، وهي تعتبر الحليف الأبرز لميلشيات حزب الله، رغم الاختلاف بين الطرفين على التعاطي مع ملفات داخلية وخارجية.

وتعتبر التحركات في مناطق تحت سيطرة حركة أمل أمرا مستغرباً، وخصوصاً أن حزب الله في هذه المرحلة غير معني بنزول الناس إلى الشارع، فهو يتحكم بالبلد كله، ولا يريد أن يظهر لبنان متفلتاً من يده وخصوصاً بعد تصريح البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي هاجم فيه حزب الله، وطالب بمؤتمر دولي لتحييد لبنان.

ويرى خبراء في الشأن السياسي اللبناني أن بقاء الفساد في دوائر الدولة، وعدم اتخاذ الحكومة خطوات جدية في مجال معالجة الفقر والبطالة، سيمهد لانفجار شعبي واحتجاجات ستعم المحافظات والعاصمة بيروت.

وكذلك يبدو أن عدم الإيفاء بتشكيل حكومة محايدة، وخصوصاً بعد انفجار مرفأ بيروت أدى إلى انهيار اقتصادي كبير، حيث سجلت الأرقام والاحصائيات مزيداً من التدهور على مستوى الفقر والبطالة في لبنان.

وبلغت نسبة الأسر التي تحاول الاستمرار في العيش بدخل والإنفاق بالحد الأدنى المطلوب للبقاء على قيد الحياة، 96.4%، بالإضافة إلى 19.1% من الأسر تعيلها امرأة واحدة بمفردها.

فيما 49% من الأسر المستهدفة لا يعمل أي من أفرادها ولا دخل ثابت لها، وذلك وفق أرقام نشرتها "مؤسسة الرؤية العالمية" في لبنان، الشهر الماضي.

ووفق الإحصاءات، فإن 90.3% من الأسر التي شملها المسح ليس لديها مخزون طعام في المنزل يكفي لمدة تزيد على أسبوعين، أما 61.6% من الأسر فلم يكن لديها أي مخزون طعام في المنزل.

وتزيد حالة الفقر مع ارتفاع أسعار الخبز مع تغيّر سعر صرف العملة، ما يزيد من حال الناس السيئة.

وتقوم وزارة الاقتصاد بتعديل أسعار الخبز أسبوعياً.

وقبل أيام بينما كان التلفزيون التابع لميليشيات حزب الله يكتفي بمتابعة برامجه العادية، كان تلفزيون حليفه التابع لحركة أمل يقوم بنقل كلمة البطريرك الراعي، وهو ما اعتبر ضربة للعلاقة بين الطرفين، وخصوصاً أن الموجودين على الأرض من الناس كانوا يرفعون شعارات مناهضة لحزب الله.

ساعات وانسحب المحتجون فجأة من الشارع، كأنما جاء قرار بالتوقف عن التحرك، ولكن بقي الأثر، حيث استمرت بعض المجموعات بالتحرك وخصوصاً البعيدة عن مناطق سيطرة الثنائي الشيعي، بانتظار تغير الوضع ومواجهة الحقيقة المرة وهي سلاح الميليشيات الذي يمنع تغير الوضع نحو الأفضل.