الأربعاء 3 مارس 2021 / 13:34

بايدن يلعب بالنار مع السعودية

أظهرت الكاتبة السياسية والصحافية الحائزة على جائزة بوليتزر عن تقاريرها حول الشرق الأوسط كارن إليوت هاوس تناقضات الرئيس الأمريكي جو بايدن في طريقة تعامله مع السعودية من نافذة اغتيال الصحافي جمال خاشقجي.

يكشف فريق بايدن عن نفاقه الخاص في مقارباته بحسب هاوس

 أشارت هاوس إلى أن بايدن يحاول تلميع أوراق اعتماده في قضايا حقوق الإنسان وتمييز نفسه عن سلفه دونالد ترامب من خلال استهداف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. لكن لعبة سياسية مع الحليف في مثل هذا الجزء الخطير من العالم يمكن أن تنتج عواقب غير متوقعة ومؤسفة بالنسبة إلى الولايات المتحدة.

مشكلة اليسار مع بن سلمان
كتبت هاوس في صحيفة "ذا نيويورك صن" أن نشر تقرير استخباري عمره ثلاث سنوات يحمّل ولي العهد مسؤولية اغتيال خاشقجي يعرض بايدن لضغط متواصل من الجناح اليساري في الحزب الديموقراطي لمعاقبة ولي العهد. بشكل جزئي، يريد منتقدو السعودية فرض عقوبات إضافية على الأمير بن سلمان لأنه كان مقرباً من ترامب.

المرة الأخيرة التي أصر فيها رئيس أمريكي على الترويج لحقوق الإنسان في السياسة الخارجية من أجل تمييز نفسه عن أسلافه كانت في أواخر السبعينات مع جيمي كارتر، الأمر الذي أدى إلى زعزعة استقرار حكم الشاه الإيراني. وأطيح الشاه ثم استبدل حكمه بنظام إسلاموي قمعي ووحشي. وتنصح هاوس بايدن بالانتباه إلى التداعيات غير المقصودة لسياساته.

يبدو أنها لا تزعجه
من ناحية أولى، يكشف فريق بايدن عن نفاقه الخاص في مقارباته بحسب هاوس. يقول الرئيس إن هدفه الأول في السياسة الخارجية هو إجراء مفاوضات مع القادة الإيرانيين لتأمين اتفاق نووي جديد. الدماء التي تغطي أيدي القادة الإيرانيين الذين يسجنون ويعدمون معارضيهم يبدو أنها لا تزعج الرئيس. على الأقل، هو لا ينتقدهم على هذه الأفعال. في المقابل، تعيد المملكة العربية السعودية تقييم علاقاتها مع الولايات المتحدة. وسبق لبايدن أن علق مبيعات الأسلحة الأمريكية المرتبطة بالحرب في اليمن.

بشكل ساخر، تابعت هاوس، بدأت تلك الحرب خلال ولاية أوباما ومع ذلك، يدعوها بايدن بأنها كارثة إنسانية. ستحب الرياض الانسحاب من الحرب التي كلفتها حوالي 100 مليار دولار. لكن الحوثيين وداعميهم الإيرانيين يريدون استنزاف السعودية وزعزعة استقرار المملكة. لهذا السبب، من المرجح ألا ينجح موفد بايدن إلى اليمن بإنهاء الحرب.

لم تطلبها ولم تحلم بها
إن جهود بايدن من أجل عزل ولي العهد ستشجع خصومه الداخليين، ومن بينهم المسؤولون الدينيون المحافظون الذين يشعرون بالغضب لأنهم فقدوا هيمنتهم السابقة. واحدة من مفارقات الوضع الحالي بحسب الكاتبة، هي أنه بينما يمكن أن يتم تطوير حقوق الإنسان في السعودية، فإن ولي العهد هندس خلال السنوات الأربع الماضية توسيعاً مذهلاً لنطاق الحرية الفردية من خلال تخفيف السلطة الدينية على حياة المواطنين الخاصة.

لم يعد هنالك تمييز بين الجنسين وبات بإمكان السعوديات أن يعملن في جميع الميادين وأن يقدن سياراتهن ويسافرن إلى الخارج من دون إذن ولي الأمر. تصف هاوس هذه التغييرات بأنها لم تكن مطلوبة من أي إدارة أمريكية، بل لم يكن بإمكان أي إدارة حتى أن تحلم بها. لذلك، بدلاً من توبيخ المملكة على إخفاقاتها السابقة في مجال حقوق الإنسان، على الولايات المتحدة أن تشجع الرياض على المزيد من الليبيرالية الاقتصادية والثقافية.

خيارات غير سارة

حين واجه حشوداً غاضبة وضغطاً أمريكياً حول حقوق الإنسان، رحل الشاه من إيران. لكن إذا واجه الأمير بن سلمان ضغطاً متواصلاً من إدارة بايدن ينتج رد فعل داخلياً فسيتواصل مع الصين وروسيا. يكشف ولي العهد كيف تصبح المصالح الأمريكية أمام خيارات غير سارة وذات تداعيات لا يمكن التنبؤ بها.