الخميس 4 مارس 2021 / 19:36

الإمارات وكوريا توقعان مذكرتي تفاهم للتعاون في اقتصاد الهيدروجين وتطوير السياسات الصناعية

بحث وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، مع وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري يونمو سونغ، سبل تعزيز التعاون الاستراتيجي بين دولة الإمارات وكوريا، خاصةً في مجالي الصناعة والتكنولوجيا، وفي المجالات ذات الاهتمام المشترك.

وتطرقت المباحثات التي جرت خلال "زيارة عمل افتراضية" بتقنية الاتصال المرئي، إلى سبل تعزيز العلاقات المتميزة بين البلدين والتي تمتد لأكثر من 40 عاماً.

وأكد الوزيران الالتزام المشترك بتعزيز التعاون الثنائي في عدد من المجالات الاستراتيجية، والتي تشمل الطاقة، وتغير المناخ، والهيدروجين، وتسريع الانتقال إلى مستقبل منخفض الكربون، إلى جانب تعزيز منظومة البحث والتطوير في دولة الإمارات، وتبني حلول وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، وتطوير الصناعات الفضائية والإلكترونية والمعدنية والدوائية والغذائية، بما يسهم في الارتقاء بقدرات البلدين والجهود المشتركة لدفع عجلة التعافي الاقتصادي بعد كورونا.

وشهد اللقاء توقيع مذكرتي تفاهم، تركز إحداهما على التعاون في اقتصاد الهيدروجين، بدعم السياسات الحكومية والأطر القانونية والتنظيمية لتجارة الهيدروجين بين البلدين، وتسهيل التعاون بين الشركات التي تشكل "ائتلاف أبوظبي للهيدروجين"، وهي القابضة ADQ "أدنوك" و"مبادلة"، مع شركة "إتش 2 كوريا".

كما تشمل المذكرة التعاون في المحافل الدولية ذات الصلة بما في ذلك المؤتمر الدولي حول الهيدروجين المقرر عقده في كل من الإمارات وكوريا، وإجراء دراسة مشتركة حول الإمكانيات وفرص الأعمال التجارية في هذا المجال الحيوي من خلال دراسات الجدوى أو المشاريع التجريبية لمزيد من الاستثمار في الهيدروجين، وإعادة تدوير الكربون والتقنيات منخفضة الانبعاثات في التصنيع.

وتركز مذكرة التفاهم الثانية على التعاون بين الإمارات وكوريا في السياسات الصناعية والتكنولوجية من خلال تحديد أفضل الممارسات التنظيمية في مجال التنمية الصناعية، ودراسة التعاون في التكنولوجيا الطبية وتصنيع الأدوية والأنظمة المتقدمة لتوزيع الأدوية، وصناعة الأقمار الاصطناعية الصغيرة، والتكنولوجيا الزراعية مثل تربية الأحياء المائية والمزارع الذكية، واعتماد سياسات وصناعات الجيل الرابع وتمكين المصانع الذكية، وخلق قناة مباشرة للتواصل بين البلدين لإنجاز هذه المهام.

وبموجب المذكرة الثانية، اتفق الجانبان على عقد اجتماعات دورية لتعزيز الحوار المشترك حول السياسات الصناعية والتكنولوجية ودراسة مجالات التعاون المستقبلية في هذا المجال.

وأشار الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الإمارات وكوريا، وقال: "أرست القيادة الرشيدة في دولة الإمارات نهج التعاون البنّاء في العلاقات الدولية بما يحقق المصالح المشتركة، ويسرنا إجراء هذه الزيارة الافتراضية ولقاء شركائنا في جمهورية كوريا التي تمتلك معها دولة الإمارات علاقات ثنائية متميزة، ونرحب دائماً بالتعاون مع الأصدقاء الكوريين فيما تركز وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة على تعزيز نمو وتطور قطاع الصناعة والتصنيع في دولة الإمارات".

وأضاف "تركز وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة على إرساء منظومة متميزة وجاذبة ومشجعة لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى قطاع الصناعة في دولة الإمارات بما يسهم في نموه وتطوره وتقدمه، كما تحرص الوزارة على توطيد أواصر التعاون والشراكة مع كافة الأطراف المعنية من جميع أنحاء العالم لتبادل الخبرات والتجارب ونقل وتوطين المعرفة".

وأكد أهمية الشراكة بين البلدين التي تحقق فوائد علمية واستثمارية للجانبين، قائلاً: "نركز في دولة الإمارات على توظيف أحدث التقنيات لتمكين منظومتنا الصناعية للمساهمة في تعزيز نمو الاقتصاد الوطني وتنويعه، ونسعى في الوزارة إلى الاطلاع على التجارب العالمية الناجحة، ومنها التجربة الكورية، خاصة في تبني حلول الثورة الصناعية الرابعة، وأهم تطبيقاتها بهدف العمل على تطوير البنية التحية التكنولوجية للقطاع الصناعي في الدولة، بما يكفل توفير بيئة متميزة وجاذبة للمواهب والعقول المبدعة، ورفع معدلات الكفاءة التشغيلية، والارتقاء بجودة وتنافسية المنتجات الوطنية".

وأوضح الدكتور سلطان أحمد الجابر أن الوزارة تركز على جهود العمل المشترك بين القطاعين العام والخاص، وتعزيز مساهمة المؤسسات الأكاديمية في البحث والتطوير للوصول إلى تطوير منتجات وطنية متميزة وعالية الجودة، منوهاً بأن القطاعات ذات الأولوية تشمل الصناعات الدوائية، وصناعة الأغذية والمشروبات، وتقنيات الهيدروجين.

من جانبه، قال وزير التجارة والصناعة والطاقة الكوري يونمو سونغ: "رغم الظروف الصعبة التي فرضتها جائحة كورونا خلال العام الماضي، توطدت علاقات التعاون والشراكة بين كوريا والإمارات، واستمرت الزيارات المتبادلة بين ممثلي الشركات والمؤسسات من البلدين، وتواصلت الجهود المشتركة في مجال الوقاية من الأوبئة ومكافحتها".

وأضاف يونمو سونغ "نتطلع اليوم إلى توسيع نطاق التعاون المستقبلي في مجالات مثل تطبيقات التكنولوجيا الحديثة لتقليل الانبعاثات الكربونية، وقطاع الطاقة وغيرها من المجالات ذات الأهمية المشتركة بين البلدين"، وأكد أهمية التعاون مع الإمارات لتطوير صناعات المستقبل والدفع بالابتكار في كافة المجالات الصناعية والاقتصادية.

شارك في الزيارة الافتراضية وكيل وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة عمر أحمد صوينع السويدي، وسفير الإمارات لدى كوريا عبدالله سيف علي النعيمي، وسفير كوريا لدى الدولة كوون يونغ، إلى جانب عدد من المسؤولين الحكوميين والرؤساء التنفيذيين لعدد من الشركات الوطنية من البلدين.

يذكر أن الإمارات تعد أكبر شريك تجاري لكوريا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، كما تعد  كوريا من أبرز شركاء الإمارات التجاريين في آسيا.

وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين تطوراً ملحوظاً، خاصةً في العقد الأخير، حيث عزز البلدان تعاونهما في مجالات الذكاء الاصطناعي والابتكار والدفاع والعلوم والثقافة والتعليم والطاقة المتجددة والنووية وقطاعات اقتصادية أخرى.

وبلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بين البلدين مع نهاية 2019 نحو 18.3 مليار درهم (5 مليارات دولار)، ما يعكس قوة التعاون والشراكة بينهما، ومن أبرز محطات العلاقات الثنائية بين الإمارات وكوريا توقيع اتفاقية إنشاء محطة براكة للطاقة النووية السلمية في 2009.