جنديان من الحرس الوطني أمام الكونغرس في واشنطن (أرشيف)
جنديان من الحرس الوطني أمام الكونغرس في واشنطن (أرشيف)
الخميس 4 مارس 2021 / 22:18

البنتاغون ينتبه إلى انتشار التطرف اليميني في صفوف الجيش الأمريكي

بعد شهرين من مشاركة جنود وعسكريين سابقين في الهجوم على مبنى الكونغرس، بدأ الجيش الأمريكي معالجة التطرف في صفوفه، لكن المعركة تبدو قاسية حسب اعتراف قادته أنفسهم.

وأمر وزير الدفاع الجديد لويد أوستن، أول أمريكي أسود يتولى هذا المنصب، جميع الوحدات بتنظيم يوم نقاش حول التطرف.

وقال أوستن في تسجيل مصور: "يقلقني أن شخصاً يرتدي زي جندي، أو بحار، أو طيار، أو مشاة البحرية، أو الحرس الوطني، أو خفر السواحل يمكن أن يتبنى هذا النوع من الأمور". وأضاف "لكنها موجودة والبعض لا يزال يفعلها الآن".

وفي بلد يكرس فيه الدستور حرية التعبير، أرسلت تعليمات إلى جميع قادة الوحدات حول كيفية إجراء المناقشات دون التعدي على الحقوق المدنية لـ1.3 مليون عسكري أمريكي.

وإذا أثار جندي هذه القضية أثناء المناقشات، على رؤسائه تذكيره بأن لديه إمكانية الوصول إلى معلومات وأسلحة حساسة، وبالتالي تحتفظ الحكومة بالحق في تقييم حكمه والقدرة على الثقة فيه.

وقالت الوثيقة التي نشرتها وزارة الدفاع الأمريكية: "عند الشك، يُغلّب الأمن القومي".

وأوصى أوستن قادة الوحدات أيضاً بإعادة تلاوة اليمين من قبل كل جندي عند دخوله الجيش.

ويعد كل جندي "بدعم الدستور والدفاع عنه ضد كل الأعداء، الخارجيين والداخليين".

ويشعر بعض الجنود الذين تحدثت إليهم وكالة فرانس برس بالقلق من توجيه أصابع الاتهام إلى مهنتهم بينما ينتشر التطرف في المجتمع ككل.

لكن محطة "سي ان ان" ذكرت أن 21 من أول 150 مثير شغب أوقفوا منذ الهجوم على الكابيتول، مبنى الكونغرس في 6 يناير (كانون الثاني) الماضي، عسكريون أو عسكريون سابقون، وهي نسبة أكبر بكثير من حجم تمثيلهم بين السكان.

وينتمي العديد منهم إلى حركة "حراس القسم" "أوث كيبرز" التي اتُهم قادتها بالتآمر في هجوم 6 يناير (كانون الثاني).

ويرى الجنرال كينيث ماكنزي قائد القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على القوات المنتشرة في أفغانستان، والعراق، وحتى في سوريا، أن الأمر يفسر بأن الجنود الذين خاضوا حروباً يشعرون أحياناً بالتفوق على بقية السكان.

وقال لوكالة فرانس برس: "عندما تخدم في المعارك وعندما يحاول الناس قتلك من السهل، أن تشعر بأنك متفوق بطبيعة الحال على الآخرين". وأضاف "لكن في الواقع نحن جميعاً مواطنون عاديون".

ولم يحاول الجيش يوماً تحديد حجم التطرف داخله، وتجاهل لأكثر من 10 أعوام تقارير مكتب التحقيقات الفدرالي إف بي آي، ووزارة الأمن الداخلي، عن اختراق قوات الأمن من مؤمنين بنظرية تفوق البيض.

لكن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي يشير إلى أن "التطرف مشكلة متنامية في صفوف الجيش". وأضاف "ما هو حجمه، لا نعرف، لكن الأرقام بلا شك أعلى مما نعتقد".

ويروي ضابط كبير أن نجله الذي كان متردداً في اختبار واحدة من أكاديميتين عسكريتين لتعليمه العالي، زار إحداهما لتكوين فكرة عن الأجواء.

وفتح الطالب الذي رافقه لزيارة المكان خزانة ملابسه ليريه ما قال إنه "كنزه"، وكان بزة نازية.

اختار الشاب أكاديمية أخرى وأبلغ والده الإدارة عن الطالب المعجب بالنازية.

ويرى الجنرال ماكنزي أن كل هذا يدل على أن الجيش يعاني "مشكلة قيادة".

وقال: "القائد الذي يقول لا توجد مشكلة، هو القائد الذي لا يعرف ما يجري في وحدته". وأضاف "عندما يكون هناك قادة سيئون، يجب تغييرهم".