الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الرئيس الأمريكي جو بايدن (أرشيف)
الخميس 4 مارس 2021 / 20:38

وول ستريت جورنال: هذه تفاصيل أول ضربة عسكرية لإدارة بايدن

بعد 10 أيام من المداولات، أمر الرئيس بايدن وزارة الدفاع الأمريكية بشن غارات جوية على هدفين داخل سوريا في 26 فبراير(شباط) الماضي، عندما أرسل أحد مساعديه تحذيراً عاجلاً قبل حوالي 30 دقيقة من سقوط القنابل.

رأى المسؤولون الأمريكيون أن هناك مخاطر أقل على شركائهم العراقيين من خلال الضرب داخل سوريا

وبينما كانت طائرات F-15E في السماء، وردت معلومات أن امرأة وأطفال رصدوا في الهدف الثاني.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية تفاصيل المداولات التي سبقت الضربات، قائلة إنه كانت هناك امرأة وطفلين في ساحة أحد المواقع، وفقاً لاستخبارات ميدانية.

ومع انطلاق طائرات F-15E إلى الهدفين، ألغى بايدن الهدف الثاني لكنه أمر بالمضي في ضرب الهدف الأول.

وكانت الضربات التي تنطوي على أول استخدام من بايدن للقوة، باعتباره قائداً أعلى، بمثابة نهاية مفاجئة للقرار المنهجي الذي سعت به إدارة بايدن إلى تحقيق التوازن بين المصالح المتنافسة في الشرق الأوسط.

كان الهدف، توجيه إشارة لإيران مفادها أن فريق البيت الأبيض الجديد سيرد على هجوم صاروخي في 15 فبراير (شباط) في شمال العراق ضد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، لكنه لم يكن يسعى لتصعيد المواجهة مع طهران، حسبما قال مسؤولون كبار في الإدارة، تحدثوا عن الأيام التي سبقت الضربة في مقابلات مع "وول ستريت جورنال".

ولتعزيز هذه النقطة، وجهت رسالة سرية إلى طهران بعد الضربة الجوية الأمريكية، حسبما كشف مسؤولو الإدارة، دون تقديم تفاصيل.

وقال أحد المسؤولين: "كانت لدينا خطة دبلوماسية وعسكرية منسقة للغاية هنا، تأكدنا أن الإيرانيين يعرفون ما هي نيتنا".

وكان الهدف الرئيسي الآخر، تجنب تقويض الموقف السياسي لرئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الذي تعتبره واشنطن شريكاً في القتال ضد تنظيم داعش، وكان من المحتمل أن يواجه انتقادات في الداخل إذا وقعت الهجمات على الأراضي العراقية، على حد قول المسؤولين.

ومن البداية، طمأن وزير الدفاع لويد أوستن، القائد السابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، العضو البارز الوحيد في حكومة بايدن من أصحاب الخبرة العسكرية، الرئيس على أنه يمكن أن يأخذ وقته لاتخاذ قراره بالرد عسكرياً.

وقال أوستن للرئيس: "أنت تملك الوقت"، في اجتماع البيت الأبيض فور الهجوم على أربيل وفقًا لمسؤول إداري ثان شارك في الجلسة.

تحقيق توازن
وطيلة المداولات، قال المسؤولون إنهم سعوا إلى تحقيق توازن بيروقراطي. كان الهدف، ضمان مشاركة جميع الأجهزة بشكل كامل، مع تجنب المداولات المطولة أحيانًا، كما حصل مع إدارة الرئيس الأسبق باراك أوباما، والقرارات السريعة التي اتخذها الرئيس السابق دونالد ترامب مع مجموعات أصغر من المساعدين.

وقال مسؤول: "علمنا أنها المرة الأولى التي نتخذ فيها قراراً مماثلاً، وأننا سنخضع للكثير من التدقيق".

ووجه بايدن رسالة إلى الكونغرس في اليوم الموالي شرح فيها أسباب الضربات.

وقال البيت الأبيض هذا الأسبوع إنه لا يزال يطلع المشرعين والمساعدين على إيجازات. وقال مسؤول في البيت الأبيض: "سُعداء بمواصلة تلك المحادثات".

في نهاية مداولات الإدارة في الأسبوع الماضي، اختار بايدن الخيار الأكثر تحفظًا، بضربات تتجنب الأراضي العراقية، وفي منتصف الليل، لتقليل الخسائر.

وقال مسؤولون في "البنتاغون" لاحقاً إن عنصراً من الميليشيات قُتل، وجُرح إثنان.   

رسالة واضحة
ومع الضربة العسكرية يوم الجمعة، يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم بعثوا برسالة واضحة إلى طهران ووكلائها في العراق لوقف الهجمات.

ولكن جماعة مسلحة أطلقت، الأربعاء، ما لا يقل عن 10 صواريخ على قاعدة  عين الأسد الجوية في غرب العراق.

وبعد يومين من استهداف قاعدة بلد في العراق، بدأ استعراض خيارات ضرب أهداف في العراق وسوريا.

وفي 23 فبراير (شباط)، التقى بايدن كبار المسؤولين في المكتب البيضاوي، بمن فيهم أوستن، ومديرة الاستخبارات الوطنية أفريل هينز، ومستشار الأمن القومي جيك سوليفان، وبريت ماكغورك، المسؤول الأعلى في مجلس الأمن القومي.

واتصل بايدن برئيس الوزراء العراقي في ذات اليوم لمناقشة حماية الأمريكيين، واستعداد واشنطن للمساعدة في التحقيق العراقي، في هجوم أربيل.

ورأى المسؤولون الأمريكيون أن هناك مخاطر أقل على شركائهم العراقيين من خلال الضرب داخل سوريا، حيث عملت الميليشيات المرتبطة بضربة أربيل أيضاً في مواقع يسهل رصدها قرب الحدود السورية العراقية.

وفي صباح 25 فبراير (شباط)، التقى بايدن كبار المسؤولين في غرفة العمليات لمدة ساعة تقريباً، وشارك أوستن الذي كان في كاليفورنيا، في الاجتماع عن بعد.

وتلقى بايدن الخيارات النهائية وتقييم المخاطر، وناقش التداعيات الدبلوماسية المحتملة، بما في ذلك الرسائل إلى إيران. وكان هناك نقاش حول عدد الأهداف المطلوب ضربها.

هدفان...هدف واحد
وقرر بايدن التركيز على الهدفين في سوريا بين مجموعة الخيارات، وتقرر تنفيذ الضربة في تلك الليلة.

وعندما كانت طائرات F-15E في السماء، وردت معلومات أن امرأة وأطفال رصدوا قرب الهدف الثاني، كان ذلك قبل 30 دقيقة من الهجوم، ونقل سوليفان المعلومات الاستخباراتية إلى الرئيس، الذي كان عليه أن يقرر بسرعة إذا كان سيلغي الضربة أو المضي قدماً بضرب هدف وحيد، فأوصى أوستن بضرب هدف واحد. وقرابة الساعة 1:30 صباحاً بتوقيت سوريا، وقع الهجوم.