(صحف 24)
(صحف 24)
الجمعة 5 مارس 2021 / 09:48

صحف عربية: لبنان.. الصدمات تتوالى ومؤشرات "انفجار" جديد

24 - أحمد إسكندر

مازال لبنان رهينة لحسابات ومساومات إقليمية ودولية يسعى من خلالها حزب الله اللبناني وراعيه الأكبر في المنطقة الجمهورية الإيرانية لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، كان آخرها تحميل رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري منفرداً المسؤولية عن فشل جهود تشكيل الحكومة.

وبحسب صحف عربية صدارة اليوم الجمعة، يقبع لبنان تحت تأثير صدمات سياسة واقتصادية وتواصل حراك الشارع الغاضب بالإضافة للأزمة الحكومية ومحاولات "لي الأذرع" بين أقطابها على مخاض التشكيل الذي لا ترتسم له ملامح في الأوفق القريب.

أزمة التشكيل
تناولت صحيفة "العرب" اللندنية الاتهامات التي وجهها رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري لحزب الله بالسعي لإطالة أزمة التشكيل الحكومي، بانتظار اتضاح مآلات الأمور بالنسبة إلى الملف النووي الإيراني. وشدد الحريري على أن موقفه من التشكيل نابع من قناعة ذاتية، وليس رهين موقف أطراف خارجية كما يحاول حزب الله الإيحاء بذلك مؤخراً.

وذكرت مصادر مقربة من الحريري للصحيفة أن الحريري كان يتجنب الخوض في أي سجال مع حزب الله رغم إدراكه بأن الأخير لا يرغب في تسوية الأزمة الحكومية في الوقت الحاضر لأسباب تتعلق بداعمته إيران، لكن المغالطات التي نشرتها صحيفة "الأخبار"، والتي سبقتها مزاعم لنائب الأمين العام للحزب بشأن ارتباط موقف الحريري بإرضاء دول في المنطقة، دفعت الأخير إلى الرد.

وأشارت الصحيفة إلى أن إيران تحاول اليوم توظيف جميع أوراقها في المنطقة في سياق تحسين موقفها التفاوضي مع الولايات المتحدة وباقي القوى الدولية بشأن الملف النووي، من بين هذه الأوراق لبنان والتشكيل الحكومي، ويحاول حزب الله التغطية على الأمر بتحميل الحريري مسؤولية التعطيل.

درس المفاجأة
تناولت صحيفة "الجمهورية" اللبنانية المخاوف من اندلاع حرب أهلية بسبب ما وصفتها بالحرب الباردة الأهلية التي تدور في لبنان، مع تزايد المؤشرات والدلائل على اقترابها، لأن ما يجري على الأرض في وتحديداً في الأيام الأخيرة هي تمام كانتفاضة (17 تشرين) من مؤشرات انفجار الغضب الشعبي تحت شعار الإصلاح، واستهدف إسقاط منظومة السلطة التي تدعمها إيران. وتوفر دعم أمريكي وغربي.

وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء إيران وجدوا أنفسهم، فجأة، في موقع الدفاع. ولأنّهم في خطر جِدّي، لعبوا كل أوراقهم في السياسة والاقتصاد والأمن وتلقَّن حزب الله وحلفاؤه درس المفاجأة في الأسابيع الأولى من الانتفاضة. وأدركوا أنّ الهجوم بانتفاضةً جديدة سيبقى وارداً في لحظة معينة. ولذلك وضع الحزب نفسه في جهوزية دائمة، ورسم الخطط لإحباط أي محاولة لانتزاع السلطة منه ومن حليفه التيار الوطني الحرّ.

وذكرت الصحيفة أن مشكلة حزب الله الأساسية تكمن في تحدّي المواجهة الإقليمية. وهو يدرك أنّ الضربات الإسرائيلية والأمريكية التي تطاول الأهداف الإيرانية في سوريا بدقة وتُتابع، والتي تحظى بتغطية أو سكوت روسيين، تشكّل رسالة واضحة إلى الحزب الله أيضاً مع ملاحظة أن قرار منع إيران من امتلاك نفوذٍ في لبنان، يشكّل خطراً على إسرائيل، سيكون محسوماً، أياً تكن المعادلة التي سترسو عليها المفاوضات بين واشنطن وطهران حول الملف النووي.

جبهة التأليف
وذكرت صحيفة "الرأي" الكويتية أن أوساط مطلعة باهتمام كبير توقفت عند تطوريْن على "جبهة تأليف الحكومة" الأول ما أوردتْه صحيفة الأخبار (المقربة من حزب الله) عن أن الرئيس المكلف سعد الحريري رفض اقتراحاً أبلغه رئيس الجمهورية ميشال عون أنه سيكتفي بتسمية 5 وزراء إضافة إلى وزير لحزب الطاشناق في حكومة من 18 وبذلك، ودعوة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى تسوية حكومية تتيح التأليف، مبدياً عدم تمسكه بحكومة الـ18، مبرراً تَراجُعه الذي يبتعد فيه عن الحريري بالخوف من اتجاه الأمور نحو "الفوضى نتيجة الوضع الاقتصادي والاجتماعي".

وأوضحت الصحيفة أن بعض الأوساط تتساءل هل أن ما سُرِّب عن تَنازُل عون في موازاة مرونة جنبلاط حيال رفْع الحكومة إلى ما فوق 18 بما يعزّز نيل فريق عون الثلث زائد واحد، يعكس مناخاً مستجداً يؤشر إلى شيء جديد يُبنى عليه حكومياً، فإن أوساطاً أخرى أعربتْ عن اقتناعٍ بأن الأمر لا يعدو كونه امتداداً لاستشعارِ مختلف الأفرقاء الذين باتوا أسرى "القفز فوق الأشجار" بعدم قدرتهم على تَحَمُّل تبعات أي رسو لكرة المسؤولية عما آل إليه الواقع في لبنان بملعبهم، معتبرة ذلك امتداداً لتَبادُل الاتهامات عقب بلوغ سعر صرف الدولار 10 آلاف ليرة وانفجار الشارع، وتالياً إشارةً متجددة إلى أن البلاد ستبقى تدور في الحلقة الجهنمية بانتظار انقشاع الرؤية إقليمياً وتحديداً في ما خص الملف النووي الإيراني.

تدويل الأزمة
صحيفة "الشرق الأوسط" تطرقت من جانبها إلى دعوة البطريرك الماروني، بشارة الراعي، إلى "تدويل الأزمة" التي يعيشها لبنان، وهي الدعوة التي شكلت مادة جدل سياسي كان في غالبيته داخلياً، في حين لم يحظ خارجياً سوى باهتمام محدود أو بعدم اهتمام كلي.

وأشارت الصحيفة إلى تسأولات بعض الدوائر المتابعة للشأن اللبناني في واشنطن، عمّا يعنيه "التدويل" الآن، رغم أن البعض يرى أن دعوة البطريرك قد لا تكون تتحرك من خارج سياق إقليمي، ويحاول مواكبته على أمل لفت الأنظار إلى ما يجري في لبنان. لكن المعطيات تشير إلى أن الحراك المتوقع لن يكون خارج دائرة التفاوض والضغوط الجارية فصولها بين الولايات المتحدة وإيران ونتائجها.

ونبهت الصحيفة إلى أن اللافت أيضاً أنه لم يعيَّن حتى الآن مساعد جديد لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، ليحل محل ديفيد شينكر الذي عاد إلى "معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى". يرجح أن تتولى بربارا ليف هذا المنصب؛ على أن تُنقل من فريق العمل الذي يتولى مسؤوليته بريت ماكغورك، الذي عينته إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مسؤولاً عن منطقة الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي.