مبنى الكابيتول.(أرشيف)
مبنى الكابيتول.(أرشيف)
الجمعة 5 مارس 2021 / 13:53

عقوبات بايدن على روسيا ليست مضمونة النتائج

24-زياد الأشقر

كيف يمكن أن تؤثر سياسة إدارة الرئيس جو بايدن حيال موسكو، في علاقات واشنطن مع دولتين أخريين هما الصين وألمانيا؟

ه يمكن بايدن أن يزعم بأنه رد على الأفعال الروسية وتمسك بالقيم الأمريكية من طريق فرضه أثماناً على حكومة بوتين. لكن منتقديه، سيقولون إن هذه العقوبات هي رمزية إلى حد كبير

هذا السؤال طرحه الكاتب في مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية نيكولاس ك. غفوسديف قائلاً إن إدارة بايدن أعلنت عن فرض عقوبات على مسؤولين وكيانات روسية رداً على تسميم المعارض أليكسي نافالني واعتقاله. وقال مسؤولون في الإدارة إن هذه هي الدفعة الأولى من الردود الأمريكية على النشاط الروسي الخبيث، وثمة احتمال الإعلان عن المزيد من الإجراءات في الأسابيع المقبلة. وفي الوقت نفسه، يحرص فريق بايدن، الذي يبدو جلياً أنه لن يحاول إعادة تقويم العلاقات مع موسكو، على البحث عن فرص للتعاون في مجالات تثير قلقاً مشتركاً.

تسوية مرضية
ويمكن اعتبار الدفعة الأولى من العقوبات التي أصدرتها إدارة بايدن ( مع الأخذ في الاعتبار أن العقوبات المتعلقة بخط الغاز نورد ستريم -2 إلى ألمانيا، هي تكرار لإجراءات اتخذتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب) بأنها تسوية مرضية.

ومنذ اليوم الأول، أرادت إدارة بايدن تمييز مقاربتها حيال روسيا، عن تلك التي كانت مطبقة في ظل إدارة ترامب (الذي كان ينظر إليه على أنه شديد الإهتمام بفلاديمير بوتين)، ولكن التمايز أيضاً عن إداراتي جورج بوش وباراك أوباما، في مستهل ولايتيهما، وذلك من خلال البحث عن طرق لتطوير علاقة عمل أفضل مع الكرملين. وتهدف إجراءات إدارة بايدن إلى توجيه رسالة واضحة مفادها أنها لن تتردد في "التصدي" لأفعال تقدم عليها موسكو وتجدها واشنطن غير مقبولة.

اجراءات عقابية

لكن الإجراءات العقابية تفترض أن فريق الأمن القومي لبايدن لا يملك موقفاً موحداً من مسألتين أساسيتين. الأولى، هي ما يمكن أن يطلق عليه اسم مسألة "الانحدار"، أي هل تمر روسيا في ظل إدارتها الحالية بمرحلة من الانحدار السريع وربما الدائم في ما يتعلق بمصادر ثروتها القومية (لا سيما الاقتصادية منها) وكذلك على صعيد تآكل شرعية النظام نفسه؟ والمسألة الثانية هي ما إذا كانت إجراءات أقوى ضد موسكو تهدد دعماً روسياً لمبادرات أمريكية (حيال إيران وكوريا الشمالية).

وإلى جانب هذين النقاشين، ثمة من يسأل كيف يمكن هذه الإجراءات ضد موسكو أن تؤثر على علاقات حساسة بالنسبة إلى واشنطن، خصوصاً مع برلين وبكين. وليست المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وحكومتها مسرورتين بالكامل بسياسة بوتين، لكن ميركل قالت بوضوح لواشنطن إنها لن تحذو حذو الأمريكيين في شأن العقوبات على روسيا- وأن ألمانيا (وتالياً أوروبا) لديهما بعض المصالح مع روسيا لا تريدان من الولايات المتحدة تجاهلها. وكان لافتاً، انه عندما تعلق الأمر بنافالني، فإن إدارة بايدن اختارت ان تماشي – وأن لا تتجاوز- الإجراءات التي اتخذها الاتحاد الأوروبي.

الصين
ووفق ما أفترض أحد أعضاء جهاز بايدن للأمن القومي، أن ثمة قلقاً من أن التركيز الزائد على روسيا، في المدى القريب، سيسمح للصين بمواصلة تعزيز موقعها. وعلاوة على ذلك، فإنه طالما استمر توازن القوى بالرجحان نحو كفة بكين، فإن هذا قد يخلق فرصة لتشجيع روسيا على درس تعميق شراكتها الاستراتيجية مع الصين. وفي الوقت الذي تسعى إدارة بايدن إلى صياغة توافق أوروبي –أطلسي حيال الصين، فإن هذا قد يتطلب تسوية مع ألمانيا حيال السياسة التي يجب انتهاجها نحو روسيا.

وخلص الكاتب إلى أنه يمكن بايدن أن يزعم بأنه رد على الأفعال الروسية وتمسك بالقيم الأمريكية من طريق فرضه أثماناً على حكومة بوتين. لكن منتقديه، سيقولون إن هذه العقوبات هي رمزية إلى حد كبير. لذا سيتعين علينا الإنتظار في أي اتجاه سيتحرك فريق بايدن في ما يتعلق بروسيا في الأشهر المقبلة.