الجمعة 5 مارس 2021 / 14:38

من ترامب إلى بايدن.. فضائح أردوغان شائكة

24 - أحمد إسكندر

ناقش مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق جون بولتون في مقابلة مع مجلة "ديرشبيغل" القضية المرفوعة ضد بنك خلق التركي، الذي اتهم بمساعدة إيران في الالتفاف على العقوبات الأمريكية مشيراً إلى أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان كانا على اتصال وثيق بشأن هذه القضية.

حكومة أردوغان دفعت أكثر من 5 ملايين دولار من أجل الضغط على الولايات المتحدة لإغلاق القضية

أردوغان قام بجهود جبارة لمحاولات اسدال الستار على الانتهاكات وقدم تنازلات في قضايا شائكة بين البلدين

تحقق وزارة العدل الأمريكية في معاملات مشبوهة لبنك خلق المملوك للدولة التركية وكيف ساعد النظام الإيراني في الالتفاف على العقوبات الأمريكية على نطاق واسع. إذا ثبتت إدانة البنك في محاكمته أمام محكمة فيدرالية في نيويورك أشار مراقبون إلى أن إنه قد يواجه غرامة تصل إلى 20 مليار دولار أو الطرد من نظام "S.W.I.F.T" المصرفي الدولي.

أصابع الاتهام
وأوضحت المجلة في تقرير لها أن قضية بنك خلق المتهم فيها البنك التركي بالتحايل على العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران لا تزال قائمة في الولايات المتحدة الأمريكية رغم المحاولات الأردوغانية لإنهائها أو إغلاق ملفها بشكل نهائي. هذه القضية ليست مقلقة بالنسبة لنظام أردوغان فقط، بل أيضاً للاقتصاد التركي، حيث يمكن أن تتسبب في نتائج مخيفة، وقد يفرض على بنك خلق غرامة قدرها 20 مليار دولار، كما أن سمعة أردوغان ستتضرر بشكل كبير على الساحة الدولية.

بولتون كشف خلال المقابلة أن المتهم الرئيس في القضية وهو رجل الأعمال التركي ذو الأصول الإيرانية، رضا ضراب، المعتقل حالياً في أمريكا، قد اعترف بأنه بدأ نشاطه من التحويلات المالية غير المشروعة في تركيا عام 2010، وأضاف ضراب أنه من أجل تسهيل أعماله في تركيا، أعطى رشى لوزير الاقتصاد آنذاك، ظفر تشاغلايان، والرئيس الأسبق لبنك خلق، سليمان أرسلان.

وذكر أن تعاون رضا ضراب مع المسؤولين الأتراك استمر حتى الكشف عن فضائح الفساد بتاريخ  17 إلى 25 ديسمبر(كانون الأول) 2013، والتي ثبت خلالها تورط أردوغان ونجله بلال أردوغان فيها من خلال تسجيلات صوتية شهيرة هزت المجتمع التركي.

وتضمنت المقابلة أيضاً الحديث عن محاولات أردوغان منع قضية بنك خلق والجهود المبذولة لإقناع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والملايين التي أنفقها في سبيل ذلك دفعت حكومة أردوغان أكثر من 5 ملايين دولار من أجل الضغط على الولايات المتحدة لإغلاق القضية بين 2017 و2019.

محاولات للخداع
وأشار بولتون إلى أن جميع محاولات أردوغان لإعادة نائب رئيس بنك خلق محمد هاكان أتيلا، من الولايات المتحدة إلى تركيا فشلت، وأدانته محكمة فيدرالية في نيويورك لدوره في مخطط لانتهاك العقوبات الأمريكية ضد إيران. مشيراً إلى أن تركيا حاولت استغلال أحكام في القانون الأمريكي تمكن من إعادة السجين إلى السجن في بلد أجنبي على افتراض أنه يقضي نفس العقوبة في ظل نفس الظروف. وطالب أردوغان برفض القضية أو أن يوافق المدعي العام الأمريكي في نيويورك على تسوية لن يضطر بنك خلق فيها إلى الاعتراف بارتكاب مخالفات.

وأشار إلى أن التحقيقات أفضت إلى أنه بامكان السلطات التنفيذية إثبات "سلوك غير قانوني"، وكان الخلاف بين السلطات الأمريكية والتركية على أن يعترف البنك بنشاطه الإجرامي، وعليه الكشف عن هذا النشاط. ومنها جاء الاتهام لخلق بنك بانتهاك عقوباتنا على إيران ومن ثم الكذب بشأنها.

جهود أردوغان
ولفت بولتون إلى أن أردوغان قام بجهود جبارة لمحاولات اسدال الستار على الانتهاكات، وقدم تنازلات في قضايا شائكة بين البلدين، وفي مراحل معينة لوحظ تعاطف من ترامب معه وكان يؤيد بشكل موحد محاولة إيجاد طريقة لحل مشكلة بنك خلق إلا أن سلطات التحقيقات وإنفاذ القانون لم ترغب في القيام بذلك.

وأوضح بولتون أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم لترامب موجزاً ​​أعدته شركة محاماة أمريكية تعمل نيابة عن بنك خلق. يتكون من 30 أو 40 صفحة. ولم يقرأها لأنه قلب الصفحات بسرعة كبيرة للغاية بحيث لا يمكن قراءتها لكنه آثار قضية القس الأمريكي أندرو برونسون المسجون في تركيا. كان التركيز الرئيسي في العلاقات الأمريكية التركية في ذلك الوقت على إطلاق سراحه، وهو ما تمكنا من القيام به في النهاية مضيفاً "لم تكن العلاقات بين أردوغان وترامب جيدة. تم فرض العقوبات، وفرضت قيود على العملة، وكنا نعمل بجد لإطلاق سراح برونسون".