استعراض للقوة العسكرية في الصين (أرشيف)
استعراض للقوة العسكرية في الصين (أرشيف)
الجمعة 5 مارس 2021 / 15:41

التهديدات الخارجية ترغم الصين على تعزيز قدراتها الدفاعية

في جو من التوتر المتواصل مع الولايات المتحدة بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي، أعلنت الصين اليوم الجمعة ميزانية عسكرية تلحظ زيادة طفيفة نسبتها 6.8 % للعام 2021.

وأتى الكشف عن الزيادة وهي أعلى من تلك المعتمدة في 2020 (+6.6%)، في تقرير لوزارة المال نشر على هامش الدورة السنوية للبرلمان الصيني، وتنوي الصين إنفاق 135534 مليار يوان (209 مليارات دولار) على الدفاع أي أقل بثلاث إلى أربع مرات عن نفقات واشنطن في هذا المجال.

وشدد آدم ني مدير معهد "تشينا بوليسي سنتر" في أستراليا على أن "هذا الرقم الرسمي لا يأخذ في الاعتبار على الأرجح كل النفقات المرتبطة بالدفاع، المشكلة نفسها تسجل في دول أخرى منها الولايات المتحدة".

وتبرر الصين هذه الزيادة بأسباب عدة منها اللحاق بالدول الغربية وتحسين أجور العسكريين، خصوصاً لجذب أشخاص يتمتعون بمؤهلات عالية إلى الجيش وللدفاع عن حدودها بواسطة أسلحة أغلى ثمناً.

وتهدف بذلك أيضاً إلى دعم مطالبتها بالسيادة على بحر الصين الجنوبي في مواجهة فيتنام والفلبين، خصوصاً في بحر الصين الشرقي في جزر سينكاكو التي تسيطر عليها اليابان فضلاً عن منطقة هملايا في مواجهة الهند، وكذلك تلقي الاستعدادات لاحتمال غزو تايوان بثقل كبير على ميزانية الجيش الصين، وتعتبر الصين تايوان التي يسكنها 23 مليون نسمة مقاطعة صينية.

وفي حين لن يشن هذا الهجوم على جزيرة تايوان إلا في حال اعلنت هذه الأخيرة استقلالها رسمياً، يكلف الاستعداد لسيناريو كهذا كثيراً مع سفن حربية وصواريخ وطائرات ومناورات.

والجيش الصيني مناهض لرئيسة تايوان الحالية تساي إنغ-وين الذي ينادي حزبها بالاستقلال، ويرسل بشكل شبه يومي طائرات إلى منطقة الدفاعات الجوية في تايوان، وحذرت وزارة الدفاع الصينية في يناير(كانون الثاني) الماضي من أن "إعلان استقلال تايوان يوازي إعلان حرب".

ومن الجبهات الأخرى أيضا العلاقات الصينية الأمريكية والصينية الهندية المتوترة جدا خلال السنة المنصرمة، وأرسلت الولايات المتحدة سفناً حربية إلى بحر الصين الجنوبي لمواجهة طموحات بكين التوسعية وإلى مقربة من تايوان أيضاً لدعم قادتها.

وأدت مواجهة عسكرية بين الصين والهند عند حدودها الجبلية في هملايا إلى مقتل 20 جندياً هندياً وما لا يقل عن أربعة عسكريين صينيين في يونيو(حزيران) الماضي، وقال سونغ زنغبينغ الخبير في شؤون الجيش الصيني "التهديدات الخارجية التي تواجهها الصين ترغمها على تعزيز قدراتها الدفاعية".

وبما أن تايوان وبحر الصين الجنوبي يشكلان أولوية للصين يحظى سلاح البحرية بجز كبير من الميزانية العسكرية، وتم تعزيز هذا السلاح في السنة المنصرمة بطائرات ومدمرتين وحاملتي مروحيات هجوميتين برمائيتين، وتبني الصين التي تملك حاملتي طائرات في الأساس، حاملة ثالثة راهناً، إلا أن تعزيز الجيش الصيني الذي يؤكد أنه يعتمد سياسة دفاعية ولا يسعى إلى الهيمنة والتوسع قلقاً لدى الدول المجاورة.

ويقول جيمس شار الخبير في الجيش الصيني في جامعة نانيانغ للتكنولوجيا في سنغافورة إن "قوة الصين العسكرية المتعاظمة تشكل من دون أي شك تهديدا للدول الآسيوية الأخرى والولايات المتحدة، لكن الجيش الصيني يحتاج إلى سنوات عدة لكي يتمتع بالجهوزية الكاملة وعليه أن يتوخى الحذر قبل أن ينخرط في معارك فعلية".

وتفيد بكين أن إنفاقها العسكري يتماشى مع نموها الاقتصادي ويبقى معتدلاً نسبة إلى إجمالي ناتجها المحلي (حوالي 2%)، متجاوزاً نسبة الولايات المتحدة وروسيا.

ويفيد المعهد الدولي لأبحاث السلام في ستوكهولم أن الولايات المتحدة تتقدم بأشواط في مجال النفقات العسكرية مع 732 مليار دولار في 2019، تليها الصين مع 261 مليار، والهند 71 مليار، وروسيا 65 ملياراً، والمملكة العربية السعودية 62 ملياراً وفرنسا 50 ملياراً.