عناصر من قوات مكافحة الشغب في دكار السنغالية (أرشيف)
عناصر من قوات مكافحة الشغب في دكار السنغالية (أرشيف)
الجمعة 5 مارس 2021 / 19:40

توتر شديد في العاصمة السنغالية بعد يومين من الصدامات

فرضت إجراءات أمنية مشددة على الرئاسة السنغالية والمباني الرسمية في وسط العاصمة دكار اليوم الجمعة بعد يومين من الاضطرابات، وفي يوم تظاهرات احتجاجاً على اعتقال المعارض الرئيسي للسلطة عثمان سونكو، الذي يمثل أمام القضاء.

وشهدت أحياء عدة في العاصمة ومدن أخرى منذ الأربعاء، مواجهات بين شبان وقوات الشرطة وأعمال تخريب ونهب محلات تجارية، خاصةً العلامات الفرنسية.

واستمرت الصدامات ليلاً في ضواحي دكار، وأطلقت دعوة إلى التظاهر الجمعة يوم مثول المعارض سونكو أمام قاضٍ.

وفقد محاموه لساعات أثر موكلهم المحتجز لدى الدرك، وكادوا يتحدثون عن "خطفه" من قبل السلطات. لكنهم تمكنوا من معرفة مكانه في مركز أمن المحكمة التي مثل أمامها.

وأثار اعتقال عثمان سونكو الأربعاء وهو في طريقه إلى المحكمة حيث كان يفترض استجوابه بتهم اغتصاب ينكرها، غضب مؤيديه.

ويقول العديد من السنغاليين إن توقيف المرشح الذي حل ثالثاً في الانتخابات الرئاسية في 2019 ويعد من أهم المرشحين في الاقتراع المقبل في 2024، أدى أيضاً إلى زيادة السخط المتراكم في هذا البلد الفقير في مواجهة قسوة الحياة منذ عام على الأقل وبداية وباء كورونا.

وأسفرت الاحتجاجات عن سقوط قتيل واحد على الأقل أمسالخميس في جنوب البلاد. وذكر مسؤول محلي في يومبيول إحدى ضواحي دكار أن شخصا ثانياً، فتى حسب وسائل التواصل الاجتماعي، توفي لكن لم يتأكد ذلك رسمياً.

وهاجم المتظاهرون مساء أمس مقر صحيفة "لو سوليي" الحكومية وإذاعة "ار اف ام" لمجموعة إعلامية يملكها المغني والوزير السابق يوسو ندور، المقربتان من السلطة.

قال شهود عيان إن متظاهرين هاجموا ليلا من جسور سائقي السيارات على الطريق السريع في ضواحي دكار.

وتعرضت مباني علامات تجارية فرنسية بما فيها "أوشان" لهجمات منذ الأربعاء، بينما أغلقت المدارس الفرنسية في البلاد.

ويسود توتر شديد اليوم، فإضافة إلى الدعوة إلى التظاهر في جميع أنحاء البلاد، اقتاد دركيون عثمان سونكو أمام قاضٍ مكلف التحقيق في جرائم اغتصاب، كما يقول محاموه.

وأوقف سونكو بتهمة إخلاله بالنظام العام أثناء توجهه إلى المحكمة لاستجوابه عن جرائم الاغتصاب.

وقال محاميه مي بامبا سيسي، إنه يخشى أن يُسجن موكله في نهاية جلسة المحكمة، الأمر الذي سيؤدي على الأرجح إلى تفاقم الغضب.

ونشرت قوة كبيرة للشرطة حول مبنى المحكمة في حي بلاتو، مركز السلطة، وعلى بعد مئات الأمتار طوق محيط مقر الرئاسة بحواجز تمركزت خلفها آلية مصفحة.

وذكر صحافي من وكالة فرانس برس، أن مبنى الجمعية الوطنية المجاور، يخضع للمراقبة أيضاً.

ويواجه سونكو  منذ بداية فبراير (شباط) شكوى بتهمة الاغتصاب، والتهديد بالقتل، رفعها ضده موظف في صالون تجميل، كان يرتاده للتدليك، لتخفيف آلام ظهره على حد قوله.

وينفي سونكو المناهض للنظام والمتهور في خطابه، الاتهامات. ويتحدث عن مؤامرة من الرئيس ماكي سال لاستبعاده من الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ونفى الرئيس في نهاية فبراير (شباط) ذلك لكنه التزم الصمت حول هذه القضية منذ ذلك الحين.

وقالت الحكومة إنها ستتخذ "جميع الإجراءات الضرورية للحفاظ على النظام العام"، وحذرت "بعض وسائل الإعلام" من تغطيتها "المنحازة".

وأعلنت السلطات منذ مساء الخميس تعليق بث قناتين تلفزيونيتين خاصتين، قالت أنهما عرضتا لقطات لأعمال العنف.

وتحدثت شبكات التواصل الاجتماعي عن اضطراب الانترنت.

وأكد "نيتبلوكس" المرصد الذي يراقب هذه الانقطاعات، وجود قيود على شبكات التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة ما أثر على تقاسم الصور وتسجيلات الفيديو على مواقع فيس بوك، ويوتيوب، وواتس آب، وتلغرام، حسب المصدر نفسه.

وعبر المدافعون عن حقوق الإنسان عن استيائهم من معالجة السلطات للأزمة.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان: "على السلطات السنغالية أن توقف فوراً الاعتقالات التعسفية للمعارضين والنشطاء وأن تحترم حرية التجمع السلمي، وحرية التعبير، وتكشف ملابسات وجود رجال مسلحين بهراوات إلى جانب قوات الأمن".