الأحد 7 مارس 2021 / 10:09

صحف عربية: الإخوان أداة هدم الدولة

تواصل جماعة الإخوان الإرهابية، محاولاتها الحثيثة للعودة إلى المشهد السياسي في عدد من الدول العربية، فيما يزداد وضوح المخططات التي تقودها الجماعة في هذه الدول لتدميرها والنيل من أركان الدولة على جميع المستويات، وتغذية العنف فيها.

وسلطت صحف عربية صادرة اليوم الأحد، الضوء على طبيعة الأفكار التي تقوم عليها الجماعة، ورموز الإرهاب في الوطن العربي الذين خرجوا من رحمها، ومخططات الجماعة لجعل الدين ستاراً لمخططاتها التخريبية.

منبع الإرهاب
وفي مقال له في صحيفة "النهار العربي" قال الكاتب منير أديب: إن "الجماعة لا تختلف كثيراً عن داعش في توجهها العنيف، سواء على مستوى الفكرة أو التنظيم، فمن رحم الإخوان خرجت كل تنظيمات العنف والتطرف، مثل أسامة بن دلان، زعيم القاعدة، كما أن زعيم داعش وخليفة التنظيم أبو بكر البغدادي كان من الإخوان بحسب ما أكده الزعيم الروحي للتنظيم يوسف القرضاوي".

وأضاف "العلاقة بين الإخوان والتنظيمات المتطرفة، سواء المحلية أو الإقليمية أو المتعدّية الحدود، لم تكن على مستوى قياداتها، ولكن أغلب أعضائها مروا على الإخوان".

وتابع "هنا يمكن التأكيد أن الإخوان كانوا بمثابة شريان العنف الممتد، ليس على مستوى تصدير المقاتلين في هذه التنظيمات، سواء من قياداتها أو حتى مقاتليها، ولكن على مستوى الأفكار أيضاً، وهنا نطرح تصوراً مهما ما زال غائباً عن المجتمع الدولي يرتبط بتصور مواجهة الإرهاب العالمي، والذي لا بد أن يبدأ بتنظيم الإخوان المسلمين، فأي مواجهة تستثني الإخوان تبقى مجرد مواجهة للذيل لا للرأس".

وأشار إلى أن خطر الإخوان أكبر من خطر التنظيمات المتطرفة مثل "القاعدة" و"داعش"، فمستوى الخطر لا يُقاس بدرجة العنف الممارس فقط، وإن كان العنف دلالة مهمة في الحكم، ولكن خطورة تنظيم الإخوان تبقى في الأفكار التي نظر من خلالها الى العمل الحركي، والتي حركت غالبية التنظيمات المتطرفة.

وأوضح أن هدف معارضة الإخوان هو سقوط الدولة وليس معارضة النظام السياسي ولا محاولات إسقاطه، مضيفاً "الهدف الدولة بكل مكوّناتها ويتم استخدام كل الأسلحة ما دامت تؤدي إلى هذه النتيجة".

الانقلاب على الوطن
ورأى الكاتب في صحيفة "الخليج" محمود حسونة، أن من يتنكر للوطن، ويحرّض عليه، ويشكك في ماضيه، ويجحد حاضره، ويسعى لزعزعة استقراره، وتغييب أمانه، واستباحة دم أبنائه، وتدمير إنجازاته، والنيل من مكتسباته، هو شخص لا يحمل أي انتماء لوطنه، ولا يتمنى له خيراً، ولديه كل الاستعداد للتعاون مع الشيطان لإسقاطه.

وأضاف "من يتأمل تاريخ الإخوان في أي بلد عربي سيجدهم قوماً ليست لديهم ثوابت، وهم كما الحرباء يجيدون تغيير جلودهم بين وقت وآخر حسب مقتضيات اللحظة، ومصلحة الجماعة".

وتابع "الإخوان عشيرة تجيد الانقلاب على العهود والمواثيق والوعود، وليس لديهم أسهل من الانقلاب على الوطن، وليس ببعيدة وعودهم للمصريين بعد ثورة يناير التي سطوا عليها بعدم الترشح للرئاسة، ليفاجأ الناس باثنين منهم على قوائم الترشيح".

ولفت إلى مثال الإخواني الذي شهد له الكثيرون بإجادته لعبة الانقلابات راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، وحاول إيهام الرأي العام بأن نهج النهضة يختلف عن نهج الإخوان، حتى أصبح رئيساً للبرلمان، ونجح في التسلل إلى القرار التنفيذي عبر رئيس الوزراء هشام المشيشي، ولأنه يجيد صناعة الفتنة نجح في ذلك في الوقوف خلف التغييرات الوزارية المتجاوزة لإرادة الرئيس قيس سعيّد، والمتحدية لمقام رئاسة الجمهورية.

وقال: "الغنوشي هو العنصر الإخواني الأنشط على الساحة العربية اليوم، وهو يتوهم أن الوقت حان للاستيلاء على تونس والنفاذ من خلال اتحاد وهمي إلى الدول المجاورة، ثم الانطلاق عربياً لتحقيق حلم دولة الخلافة، أو إمبراطورية الوهم السلطاني".

خداع الكونغرس
وأشار الكاتب في صحيفة "عكاظ" محمد حفني، في مقاله إلى أن جماعة الإخوان تواصل تحريضها ضد الدولة المصرية في الخارج، حيث كشف تقرير لمؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بالقاهرة، أن التنظيم الإرهابي يعلق آمالاً كبيرة على الإدارة الأمريكية الجديدة على أمل إعادته إلى الساحة السياسية.

ولفت التقرير إلى أن العناصر الإخوانية تحاول الترويج داخل الكونغرس على أنها مجموعة عمل مدنية تهدف للدفاع عن حقوق الإنسان وثورة 25 يناير، من خلال عقد جلسات استماع وندوات ضد الحكومة المصرية.

وحذر من أن الجماعة الإرهابية تلجأ إلى الخداع عبر استخدام عناصر غير منتمية لها تنظيمياً للترويج لنفسها داخل الأوساط السياسية، لاكتساب تأييدها عبر ثقتها في هذه العناصر المختارة بعناية.

تأسيس واحتضان الإرهاب
من جانبه، رأى الكاتب في صحيفة "العرب" إبراهيم الزبيدي، أنه حين ندقق في طبيعة الإرهاب الإسلامي المعاصر وأنواعه وأماكن نشوئه ومصيره نتوصل إلى نتيجة مفادها أن الإخوان كانوا من أوائل من أسسوا للإرهاب في الوطن العربي.

وأوضح أن الإرهاب البدائي الفردي الذي لم يستطع أن ينفذ سوى بضع عمليات اغتيال أو تفجير أو افتعال حريق، أسسه مرشد الإخوان حسن البنا، الذي تلاقحت أفكاره بأفكار سيد قطب المتشددة والمتطرفة، الداعية إلى القوة وسفك الدم لتغيير الأنظمة.

وأضاف "لكن محاولة اغتيال الرئيس جمال عبدالناصر سنة 1954 كانت هي الكبوة الأولى للجماعة، حيث تمّ اعتقال أغلب قادتها، وأعدم مرشدها الروحي، سيد قطب، باعتباره الموجه والمفتي باغتيال رئيس الدولة، وواضع خطط أخرى لنسف القناطر الخيرية وبعض الكباري ومحطات الكهرباء والمياه، وذلك لإشاعة فوضى تؤدي إلى وصول الإخوان إلى السلطة".