لبنان (أرشيف)
لبنان (أرشيف)
الأحد 7 مارس 2021 / 22:20

حياة اللبنانيين ومعيشتهم.. متراس على خط الفقر

على وقع التظاهرات والاحتجاجات في الشوارع اللبنانية، تستمر عمليات تهريب البضائع والمواد الغذائية باتجاه مناطق مختلفة في سوريا، مواد دفع ثمنها اللبنانيون بما تبقى في خزينة دولتهم الخاوية، ليربح من تهريبها وبيعها مسؤولين في ميليشيات حزب الله.

متابعون اقتصاديون للملف اللبناني نبهوا إلى أن سعر الدولار سيشهد في الأسابيع المقبلة ارتفاعات متواصلة وبشكل أكبر من السابق، ولأسباب عديدة، أهمها أن الأزمة الاقتصادية تتفاقم، فيما لا تسمح الميليشيات عبر حلفائها بتشكيل حكومة محايدة تعمل على وضع حلول اقتصادية، كذلك فإن ارتفاع سعر الدولار سيتخذ في المرحلة المقبلة شكلا جديدا حيث سيزيد سعره بشكل مضاعف عما كان يحصل سابقاً.

مصادر في البقاع الشمالي قالت لموقع 24، إن "تجاراً محسوبين على حزب الله، يعملون على جمع البضائع من المستودعات الرئيسية بأسعار مدعومة من مصرف لبنان، وينقلونها عبر معابر غير شرعية يسيطر عليها حزب الله إلى سوريا، حيث يوزعونها في الأسواق بأسعار عالية، ويستفيدون من بيعها، وتحقيق الأرباح".

ومع تفاقم الوضع الاقتصادي، تختلط الأمور بين التهريب والترانزيت القانوني باتجاه سوريا. إذ تنتشر بشكل أسبوعي، مقاطع فيديو تُظهر عمليات تهريب البضائع المدعومة، نحو سوريا. حيث يقود الشاحنات أشخاص مرتبطين بالميليشيات نحو مستودعات في منطقة القصير.

ولكن الفقر يزداد والناس يفقدون القدرة على تأمين مقومات الحياة ويرتفع سعر الخبز وباقي المواد الغذائية بشكل جنوني، فيتظاهرون ويقطعون الطرق، ويبحثون عن إمكانيات أفضل للعيش، رافضين نهب حقوقهم.

إنهاك الأزمة الاقتصادية تبرز مؤشراته كل يوم، وفي الأشهر السابقة كان حزب الله يظهر مشاهد فيديو وعبر وسائل التواصل الاجتماعي لإعلامييه منشورات تظهر أن عناصره يقبضون رواتبهم بالدولار، بشكل مختلف عن اللبنانيين، ولكن اليوم بعدما شحت أموال الميليشيات، خففت صرف الدولارات وبدأ القسم الأبعد من مناصريه يتجرعون الكأس المُرة التي يشرب منها كل اللبنانيين.

الفوضى المعيشية وعمليات نهب المواد الغذائية يبدو أنها أيضاً ستؤدي إلى الإعلان عن رفع الدعم عن المواد الغذائية الأساسية كالزيوت والحبوب والسكر والحليب والأجبان والألبان واللحوم والدواجن، ستجر إلى الفوضى.

وبدوره وبعد "ترف" لعام ومع اشتداد أزمته المالية وشح السيولة من ايران، بدأ جمهور وبيئة وعناصر "حزب الله" يشعرون بسخونة الأزمة، وبفرط التفاؤل المزعوم والذي زرعه الحزب في أذهانهم.

وكان حزب الله وزع على عناصره و"جمهوره" بطاقات تموينية بأسماء مختلفة أبرزها اسمها بطاقة "ساجد"، والتي تخول حاملها الحصول على حسم بنحو 60 بالمئة من سعر أي سلعة يشتريها من البضائع الإيرانية، من "مخازن النور" التموينية التابعة لـ"حزب الله"، واللافت أن هذه المخازن فرغت من البضائع التموينية، ولم تعد قادرة على تأمين ما يطلبه جمهور حزبها.